قالت صحيفة لوس انجليس تايمز يوم الاثنين انه
يبدو ان ايران قد باتت في المراحل النهائية من صنع قنبلة نووية وانها
طلبت ايضا المساعدة في هذا الشأن من علماء في روسيا والصين وكوريا
الشمالية وباكستان.
وقالت الصحيفة في اشارة الى مساعيها التي تقوم
بها منذ ثلاثة اشهر لكشف النقاب عن القدرات النووية السرية لايران ان
لديها ادلة دامغة على ان البرنامج التجاري لايران يخفي خطة كي تصبح
طهران القوة النووية الجديدة في العالم وانها "اصبحت اكثر قربا عن ذي
قبل من انتاج قنبلة."
وتنفي ايران مرارا أي خطط لانتاج اسلحة نووية
وقالت ان برنامجها يقتصر على الاستخدامات المدنية السلمية.
وقالت الصحيفة في تقرير من فيينا انه لم يتضح
متى ستتمكن ايران من انتاج اول سلاح ذري لها. ويرى بعض الخبراء ان
الامر قد يستغرق من عامين الى ثلاثة اعوام فيما يعتقد آخرون ان الحكومة
الايرانية لم تعط بعد الضوء الاخضر النهائي.
وامتنع متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة
الذرية في فيينا عن التعقيب على التقرير الذي اوردته الصحيفة. وقال
المتحدث لوتار فيدكيند لرويترز "لا نعقب على تقارير وسائل الاعلام."
واستشهد تقرير الصحيفة بتحقيق سري اجرته الحكومة
الفرنسية في مايو ايار الماضي قالت انه خلص الى ان ايران "تدنو بدرجة
كبيرة" من الحصول على يورانيوم او بلوتونيوم مخصب لصنع قنبلة.
وقالت رويترز الشهر الماضي ان مفتشي الامم
المتحدة على الاسلحة عثروا على اثار لليورانيوم المخصب في عينات مأخوذة
من البيئة خلال عمليات تفتيش جرت في ايران في الاونة الاخيرة.
وقال مسؤولون في اجهزة مخابرات اجنبية للصحيفة
ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية اطلعتهم على خطة طواريء لهجمات
جوية وصاروخية امريكية على منشآت نووية ايرانية. وامتنعت الاستخبارات
الامريكية عن ان تعقب للصحيفة على مثل هذه الخطة.
وقالت الصحيفة ان علماء عسكريين في كوريا
الشمالية شوهدوا في الاونة الاخيرة وهم يدخلون منشآت نووية ايرانية
وكانوا يساعدون في تصميم رأس نووية.
ونسب الى مسؤول باحد اجهزة المخابرات بمنطقة
الشرق الاوسط قوله ان دور باكستان في مساعدة ايران على تطوير برنامج
نووي "اضخم مما كنا نتصور في البداية."
وقالت الصحيفة ان علماء من روسيا كانوا يسافرون
الى ايران احيانا بوثائق هوية مزورة وكانوا يعملون دون موافقة حكومتهم
للانتهاء من مفاعل خاص يمكنه انتاج بلوتونيوم يستخدم في صنع الاسلحة
النووية.
وقال تقرير الصحيفة ان ايران استوردت ايضا 1.8
طن من المواد النووية من الصين عام 1991 وقامت بمعالجة كميات منها
لانتاج فلز اليورانيوم.
ومن بين المؤشرات الاخرى التي اوردتها الصحيفة
والتي تشير الى ان طهران في المراحل الاخيرة لانتاج سلاح نووي انها
اتصلت في الاونة الاخيرة بشركات اوروبية لشراء اجهزة يمكنها التعامل مع
تقنيات وكميات ضخمة من المواد المشعة لانتاج اليورانيوم والبلوتونيوم
ومعدات تستخدم كمفجر للاسلحة النووية.
هذا واعلن المتحدث باسم البيت الابيض الاثنين ان
الولايات المتحدة تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقوم
بعمليات تفتيش مكثفة للمنشآت النووية الايرانية للتاكد من انها لا
تستخدم لاغراض عسكرية.
وقال المتحدث سكوت ماكليلان في مؤتمر صحافي عقده
في كروفورد (ولاية تكساس) حيث يمضي الرئيس الاميركي جورج بوش اجازته "نحن
قلقون ازاء عدد من الامور المتعلقة بايران. نحن نواصل العمل مع الوكالة
الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي للتاكد من ان عمليات التفتيش في
ايران المرتبطة ببرنامج التسلح هذا ستكون اكثر كثافة".
واضاف "نحن نعمل مع الوكالة الدولية للطاقة
الذرية للتاكد من ان ايران لن تستمر على هذا السلوك غير المقبول" مضيفا
ان الولايات المتحدة تتعاون مع المجتمع الدولي "لابقاء الضغط على ايران
كي توافق على عمليات اكثر كثافة".
وباشر الخبراء الدوليون الاثنين في طهران
محادثات لاقناع ايران بالموافقة على عمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها
النووية التي تعتبر واشنطن انها قد تستعمل لاغراض عسكرية.
وافادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلا عن
صابر زعيميان ان ثلاثة خبراء في القانون تابعين للوكالة الدولية للطاقة
الذرية الهيئة التابعة للامم المتحدة التي تسهر على عدم انتشار الاسلحة
النووية بداوا الاثنين محادثات مع متخصصين قانونيين ايرانيين.
ويتوقع ان يشرح خبراء القانون الدوليون لزملائهم
الايرانيين ماذا يترتب على توقيع طهران البروتوكول الاضافي حول معاهدة
نزع الاسلحة النووية.
وتحث الاسرة الدولية التي تبدي قلقها من ان
طهران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية تحت غطاء برنامجها الذري المدني على
التوقيع على هذا البروتوكول الاضافي الذي من شانه ان يمكن الوكالة
الدولية للطاقة الذرية من القيام بعمليات تفتيش معمقة ومباغتة في
المواقع الايرانية.
وقد احتدم الجدل في ايران بشأن ما اذا كان يتعين
الموافقة على التفتيش المفاجيء للمنشأت النووية بين الاصلاحيين
الحريصين على تخفيف الضغوط الدولية والمتشددين الذين يقولون ان
الموافقة على ذلك تعد خيانة.
وزار خبراء قانونيون من الوكالة الدولية للطاقة
الذرية طهران يوم الثلاثاء في محاولة لاقناع ايران بالتوقيع على
بروتوكول اضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي يسمح بتفتيش اكثر كثافة
ومفاجيء للمنشأت النووية.
وتتصاعد الضغوط على طهران للموافقة على تفتيش
اكثر صرامة لمنشأتها قبيل تقرير للوكالة منتظر في سبتمبر ايلول المقبل
يعتقد دبلوماسيون غربيون انه سيكشف عن دواعي قلق جديدة بشأن برنامج
ايران النووي.
وتؤكد ايران ان طموحاتها النووية تقتصر على
توليد الكهرباء وتقول انها تعامل بشكل ظالم بالمقارنة بقوى اقليمية
اخرى مثل اسرائيل وباكستان اللتين تملكان اسلحة نووية وليستا حتى من
الموقعين على معاهدة منع الانتشار النووي.
واكد مسؤولون من الحكومة الاصلاحية الايرانية
التي يقودها الرئيس المعتدل محمد خاتمي انهم ينتهجون "اسلوبا ايجابيا"
في التعامل مع البروتوكول لكن المتشددين يقولون ان طهران يجب ان تقف
صامدة في مواجهة الضغوط الدولية.
وقال نور محمد رابوشه عضو البرلمان المحافظ في
كلمة امام البرلمان يوم الاحد "اذا اذعنا للبروتوكول سيسمح لمفتشي
الطاقة الذرية والجواسيس بتفتيش اي مكان في ايران وقتما يشاؤون ولن
يكون هناك مكان امن في البلاد."
وقال بعض المعلقين المتشددين انه يتعين على
ايران بدلا من الموافقة على تفتيش اكثر صرامة ان تنسحب من معاهدة حظر
الانتشار النووي.
ويقول المسؤولون الحكوميون ان هذه المقترحات
دليل على ان البلاد تتمتع بدرجة جيدة من الديمقراطية لكنهم يضيفون ان
ايران لا تعتزم الانسحاب من المعاهدة.
ورغم تأكيدهم على ذلك الا انهم لم يتخذوا قرارا
نهائيا وبدأ عدد من الشخصيات الاصلاحية البارزة يقول علنا ان من مصلحة
ايران التوقيع على البروتوكول.
وقال الاصلاحي حسين افاريده رئيس لجنة الطاقة
بالبرلمان ان عدم القيام بذلك من شأنه الاضرار بعلاقات ايران مع
الاتحاد الاوروبي وقد يؤدي الى مناقشة برنامج ايران النووي في مجلس
الامن الدولي.
وابلغ وكالة انباء الجمهورية الاسلامية
الايرانية "امريكا حريصة على ان ترفض ايران التوقيع على البروتوكول
لمنع التقارب بين الاتحاد الاوروبي وطهران."
ويقول دبلوماسيون في طهران انه من الصعب التكهن
اي جانب سيفوز في هذا الجدل واشاروا الى ان العديد من الاصلاحيين قلقون
كذلك من تكثيف التفتيش.
وقال دبلوماسي "اعتقد ان هذا الجدل لن يحسم
بحلول سبتمبر رغم ان ايران تتعرض لضغوط هائلة للتوقيع على البروتوكول
قبل الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف "هناك بعض المخاوف الخطيرة المتعلقة
بالامر وبعض الاصلاحيين مهتمون بوضوح بالتوقيع. لكن كلما طال التأخير
كلما قلت درجة تقدير دورهم في اتخاذ هذه الخطوة."
من جهتها دعت نائبة اصلاحية بارزة الى التوقيع
على البروتوكول الملحق بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية واصفة
الانضمام الى هذا البروتوكول بانه "فرصة لتاكيد الطبيعة السلمية
للبرنامج النووي الايراني".
ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن عضو لجنة
الامن والسياسة الخارجية الهه كولائي قولها ان توقيع طهران على
البروتوكول الاضافي سيقدم للعالم الدليل على مصداقية السياسة
الايرانية في المجال النووي وسيقطع الطريق على الدعاية المشككة بالطبيعة
السلمية لهذا البرنامج".
واضافت ان "الانضمام الى البروتوكول الملحق
سيفتح الطريق امام طهران للاستفادة من برامج الوكالة الدولية للطاقة
الذرية في مجال الطاقة النووية لاغراض سلمية".
واكدت كولائي ان "مسالة التوقيع على
البروتوكول او عدمه ستكون لها اثار هامة على المصالح الوطنية
الايرانية" محذرة من "تسييس القضية وتحويلها الى ورقة لادارة النزاعات
الفئوية بين التيارات السياسية".
وكان نواب وصحافيون محافظون حذروا في وقت سابق
من التوقيع على البروتوكول الاضافي ودعوا ايران الى الانسحاب من
معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.
يذكر ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعت
ايران الى ابداء المزيد من التعاون من خلال التوقيع على البروتوكول
الملحق بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية الذي يوفر للوكالة
رقابة اكثر صرامة ويتيح لها التفتيش المفاجئ للمنشات النووية الايرانية
فيما اشترطت دول الاتحاد الاوروبي انضمام طهران لهذا البروتوكول لتعزيز
علاقاتها التجارية والسياسية معها. |