تضرب موجة جديدة من الحر معظم الدول الاوروبية
منذ بضعة ايام مما ادى الى تسجيل درجات حرارة قياسية وارتفاع كمية مادة
الاوزون في بعض المدن وظهور مشكلات خطيرة يسببها الجفاف والحرائق في
المناطق الريفية.
وتشهد كل من اسبانيا وفرنسا والمانيا وسويسرا
وبريطانيا والبرتغال ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة في حين تسجل درجات
حرارة طبيعية لهذا الموسم في دول اوروبا الشرقية مع تساقط الامطار.
وفي اسبانيا تسبب القيظ الذي يضرب الاندلس (جنوب)
بحيث تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة منذ اسبوع في وفاة سبعة اشخاص منذ
الخميس معظمهم من المسنين.
كما اعلن مركز الارصاد الجوية تسجيل درجات حرارة
مرتفعة هذا الاسبوع في جنوب غرب المانيا (40) ولندن (37,2). وكان شهر
تموز/يوليو الاشد حرارة في بريطانيا منذ 1999. وافادت الهيئة المكلفة
مراقبة نوعية الهواء في فرنسا ان التلوث بمادة الاوزون يبقى مهما خصوصا
في باريس حيث بلغ مستوى الانذار رقم 2. كما سجل ارتفاع كمية مادة
الاوزون في جنوب شرق النمسا وعدة مدن بلجيكية.
وما زال الجفاف ينعكس سلبا على عدة دول اوروبية
اذ تتوقع جمهورية تشيكيا تراجع منتجاتها من الحبوب في 2003 بنسبة 13,3%
بحسب تحليل نشره اليوم الاثنين في براغ مكتب الاحصاءات. وتشهد دول
البلقان جفافا غير مسبوق الاهم منذ 100 سنة بالنسبة الى صربيا ومنذ 50
سنة بالنسبة الى كرواتيا.
وفي صربيا يهدد الوضع المستمر منذ ايار/مايو
انتاج الطاقة الكهربائية التي خفضت بنسبة 60% في حين كانت محاصيل القمح
الادنى منذ نصف قرن. وفي كرواتيا اعلنت السلطات منطقتي دوبروفنيك (جنوب)
وليكا-سينيي (وسط) "منكوبتين" بسبب الاضرار التي لحقت بمحاصيل القمح
والبطاطا والكرمة واشجار الزيتون ويصعب تقديرها.
ومن جانبها اضطرت رومانيا الى استيراد مليون طن
من القمح في حين تعتبر المانيا التي تتوقع تراجعا في انتاج الحبوب بين
10 و15% قيمة الخسائر بمليار يورو. لكن في الدنمارك يستفيد المزارعون
من شروط مناخية مثالية مع هطول الامطار وتسجيل درجات حرارة مرتفعة
للحصول على محاصيل مبكرة عالية الجودة.
ومن النتائج السلبية الاخرى لارتفاع درجات
الحرارة اندلاع الحرائق التي تأتي على العديد من المناطق الزراعية
والغابات كما حصل في اسبانيا حيث التهمت السنة النار اكثر من 12 الف
هكتار او في فرنسا حيث ساهمت ست دول اوروبية في اخماد الحرائق التي
دمرت آلاف الهكتارات في جنوب شرق البلاد.
وفي البرتغال ما زال اكثر من ثلاثة آلاف من رجال
الاطفاء يكافحون الاثنين الحرائق التي اتت على الاف الهكتارات في 15 من
مناطق البلاد ال18 وتسببت في مقتل تسعة اشخاص منذ الاسبوع الماضي في
حين تستعد الحكومة لاعلان حالة "الكارثة" الوطنية.
وفي المانيا تسبب ارتفاع درجات الحرارة في تكاثر
الطحالب في بحيرات منطقة برلين او في هامبورغ (شمال). وفي فرنسا اتخذت
تدابير محددة لحماية الحيوانات ووضعت الواح من الثلج في الموقع المخصص
للدببة ال27 في حديقة حيوانات تواري في باريس منذ بدء موجة الحر.
وترزح مناطق عدة في جنوبي فرنسا تحت خطر نشوب
الحرائق بسبب تصاعد درجات الحرارة التي وصلت الى حدود 40 درجة مئوية
في بعض المناطق والتي يتوقع استمرارها لايام عدة.
واشارت تقارير الطقس الى ان موجة شديدة من
الحر طالت جنوبي فرنسا بشكل خاص لكنها شملت ايضا بعض المناطق الشمالية
فيما وصلت في العاصمة باريس الى 35 درجة مع توقع ارتفاعها في اليومين
المقبلين الى حدود 39 درجة.
وبعد سلسلة الحرائق التي اشتعلت في خلال نهاية
الاسبوع قرب المنطقة السياحية شمالي مدينة مرسيليا لم يسجل اليوم اي
حادث من هذا النوع.
وذكرت وسائل الاعلام الفرنسية انه تم اعتقال
شاب عمره 16 عاما ورجل مسن يبلغ 80 سنة من العمر للاشتباه بتعمدهما
اشعال الحرائق في المنطقة.
وتوجهت الحكومة بالشكر الى عدد من الدول
الاوروبية التي ارسلت تعزيزات لمساعدة رجال الاطفاء الفرنسيين على
اخماد الحرائق.
وكانت كل من ايطاليا واليونان وروسيا واسبانيا
والمانيا قد ارسلت وحدات محمولة جوا للمساعدة في اخماد الحرائق فيما
شاركت ايطاليا ايضا برجال الاطفاء لديها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها "ان
هذه المساعدة لا تدل على الوحدة بين اعضاء الاتحاد الاوروبي فحسب بل
ايضا على علاقة الثقة التي تجمع شركاءنا".
وفي المانيا أدت أسوأ موجة جفاف تصيب أوروبا إلى
هبوط منسوب مياه نهر الدانوب لأدنى مستوى في مئة عام لتظهر سفينة حربية
ألمانية أغرقت للابطاء من تقدم القوات السوفيتية في الحرب العالمية
الثانية.
وبانخفاض منسوب مياه النهر في شرق الصرب عند
مستوى لم ير منذ بدأ التسجيل عام 1888 بدأ يبرز حطام سفينة حربية قديمة
الاسبوع الماضي على حدود رومانيا.
واجتذبت السفينة التي لا تزال تحتفظ بحوامل
القذائف المعدنية أنظار السكان المحليين والسائحين الذين يشاهدون
مقدمتها المدمرة تقريبا تبرز فوق سطح مياه نهر أوروبا الرئيسي.
وسبب نهر الدانوب الذي يجري في عشر دول اوروبية
فيضانات في الصيف الماضي في بعض مناطق وسط اوروبا بعد ان ارتفعت مياهه
لأعلى منسوب في عقود.
الا ان القائمين على صناعة النقل النهري في
رومانيا يقولون ان هذه الموجة الطويلة لارتفاع الحرارة والجفاف خفضت
منسوب المياه في شريان النقل المائي الرئيسي لأدنى منسوب في 160 عاما.
تقول نينا كوفاشيفتش خبيرة علوم المياه ان النهر
ارتفع مرة أخرى قليلا في منطقة براهوفو بعد ان انخفض لأدنى مستوياته في
115 عاما الاسبوع الماضي الا ان عمق المياه في المنطقة التي ظهرت فيها
السفينة الالمانية الراقدة في قاع النهر كان مترا واحدا.
وتعد السفينة واحدة من 130 قطعة بحرية حملتها
القوات الالمانية بالمتفجرات وفجرتها أثناء انسحابها أمام اسطول البحر
الميت السوفيتي حسب دليل سياحي صربي
ومن طارئف الحر ان جنديا بريطانيا يعمل في
العراق حاول الهرب من القيظ الشديد بالنوم في ثلاجة كبيرة لينتهي به
الأمر بالعلاج من انخفاض حاد في درجة حرارته.
وقالت صحيفة ديلي ميرور إن الجندي الذي يحمل
رتبة كوربورال ويعمل في الوحدات الطبية بالجيش وفي العشرينات من العمر
سعى للهرب من حرارة شمس الصيف الحارقة لكن زميلا له عثر عليه نائما في
حالة خطيرة وتم نقله إلى المستشفى.
وقالت الصحيفة إن الجندي أخبر الضباط أنه علق في
الثلاجة بينما كان يأخذ منها إمدادات لكنهم لم يصدقوه.
وقال جندي من رفاقه للصحيفة: "كان الفتى أحمقا
بظنه أن بمقدوره النوم في ثلاجة دون أن يعاني عواقب وخيمة."
"لكن الطقس شديد الحرارة هنا لدرجة أن معظم
الناس يتفهمون إلى حد ما سبب منطقه الغريب."
وقال متحدث باسم الجيش للصحيفة إن الجندي تعافى
لكنه يشعر بالإحراج.
المصدر: وكالات |