حذر الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر
السبت من التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة وتنظيمات اسلامية اخرى على
القوات الاميركية في العراق.
وقال بريمر في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة
العراقية "نحن في البداية قلقون من الاتصالات الاكيدة التي كانت قائمة
بين النظام العراقي السابق وتنظيم القاعدة والتي تعود الى نحو عشر
سنوات. بعدها هناك دليل اكيد على ان المجموعة الارهابية انصار الاسلام
المرتبطة بالقاعدة تعيد تنظيم صفوفها في العراق منذ بدء الحرب" في
العشرين من اذار/مارس الماضي.
وكانت هذه المجموعة تنشط في كردستان العراق على
مقربة من الحدود بين العراق وايران وقام الطيران الاميركي بقصف مواقع
لها في مطلع الحرب.
وقال بريمر "هناك حاليا عدد من القتلة المحترفين
المنتمين الى انصار الاسلام وهم يتحركون في العراق. ونحن نعمل جاهدين
على كشفهم والقضاء عليهم". كما اشار الى دلائل على وجود مقاتلين اجانب
عثر عليها خلال مهاجمة القوات الاميركية في حزيران/يونيو الماضي لمعسكر
في شمال غرب العراق ما ادى الى سقوط سبعين قتيلا.
وتابع بريمر في مؤتمره الصحافي "لقد وجدنا ان
هؤلاء الاشخاص كانوا يحملون وثائق وبطاقات هوية سعودية ويمنية وسورية"
مضيفا "انني ومن حكم عملي منذ ما لا يقل عن عشرين عاما في مكافحة
الارهاب استطيع ان اقول ان هذا المعسكر يشبه المعسكريات التي يقيمها
تنظيم القاعدة".
واضاف المسؤول الاميركي "الا اننا لم نصل الى
الجزم بوجود مقاتلين من القاعدة او لا. وعلى كل حال بالتاكيد كان هناك
مقاتلون اجانب وقد اهتمينا بامرهم".
وكان المسؤول العسكري الاميركي الاعلى في العراق
الجنرال ريكاردو سانشيز اعلن الخميس ان تنظيم القاعدة يعمل "على الارجح"
في العراق الى جانب انصار الاسلام. وقال "ما دام الاميركيون هنا فان
اشخاصا سيقومون بمهاجمتهم بنفس الطريقة التي يهاجمون فيها مصالح
اميركية في العالم" في اشارة الى القاعدة وتنظيمات اخرى اصولية. واعتبر
ان تكتيك حرب العصابات الذي يستخدم ضد قوات التحالف في العراق يشبه
اسلوب مقاتلي القاعدة وطالبان في افغانستان.
وكان رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال
ريتشارد مايرز الذي توجه الاحد الماضي الى بغداد وتكريت اعلن ان
العمليات التي تجري في العراق تؤمن "معلومات جيدة جدا" حول القاعدة
مشيرا ايضا الى تنظيم انصار الاسلام.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الاثنين ان اكتشاف مخابىء
لتنظيم القاعدة يضم اجهزة تم تعديلها لاخفاء اسلحة صغيرة دفع ادارة
الرئيس الاميركي جورج بوش الى اطلاق التحذير من احتمال وقوع اعتداءات
جديدة بالطائرات.
ونقلت المجلة عن السلطات الفدرالية قولها ان
الات تصوير واجهزة صوتية متطورة محمولة يمكن ان تمر بسهولة على حواجز
المراقبة في المطارات الاميركية اكتشفت في مخابىء يستخدمها تنظيم
القاعدة الارهابي. واضافت ان اكتشاف هذه المعدات كشف معلومات عن
الطريقة التي يمكن للتنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن اتباعها لخطف
طائرة ركاب.
وقد اكدت وزارة الامن الداخلي في مذكرة داخلية
وجهتها الى شركات الطيران وتم تسريبها الى الصحف ان اجهزة الاستخبارات
الاميركية لم تجد ما يدعو للاعتقاد بان تجهيزات من هذا النوع نشرت حتى
الآن.
وقالت المصادر نفسها ان الجهود التي يبذلها
الارهابيون لصنع معدات من هذا النوع اثارت قلقا كبيرا دفع السلطات الى
اطلاق تحذير واتخاذ اجراءات امنية اضافية.
واوضحت المجلة ان مصدر هذه المعلومات هو علي
الغامدي الذي يشتبه بانه العقل المدبر للاعتداءات التي شهدتها الرياض
في ايار/مايو الماضي واستسلم للسلطات السعودية في حزيران/يونيو الماضي.
وتابعت ان السلطات الاميركية كانت تتحفظ على هذه المعلومات مع ان مصادر
اخرى اكدت ما ذكره الغامدي.
وكانت الولايات المتحدة حذرت في 29 تموز/يوليو
من امكانية وقوع اعتداءات جديدة شبيهة باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001
التي نفذت بطائرات مدنية تم خطفها وادت الى سقوط حوالى ثلاثة آلاف قتيل.
واكد التحذير ان الاعتداءات يمكن ان تقع في اي
مكان من العالم وخصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا
واستراليا. وقال مسؤولون اميركيون للمجلة ان تنظيم القاعدة "يميل الى
العودة الى مكان الجريمة".
من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت ان
ايران تعتقل سيف العدل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن
لادن لكنها رفضت تسليمه الى القضاء الاميركي.
وقالت الصحيفة ان المسؤولين الايرانيين ابلغوا
الولايات المتحدة التي اتصلت بهم بشكل غير مباشر بان تسليم القضاء
الاميركي مسؤولين في القاعدة يجب ان يقابل بتسليم ايران مسؤولين في
حركة مجاهدي خلق المعارضة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في ادارة بوش طلب
عدم ذكر اسمه قوله ان مسؤولا اميركيا طلب عبر طرف ثالث بان تسلم طهران
واشنطن العادل ومسؤولين آخرين في القاعدة "لكن الرد لم يكن ايجابيا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين وآخرين من
الشرق الاوسط قولهم ان طهران تعتقل مسؤولين في القاعدة بينهم سعد احد
ابناء بن لادن وسليمان ابو غيث الناطق باسم التنظيم وهو كويتي اسقطت
عنه جنسيته والاردني ابو مصعب الزرقاوي وهو مستشار قريب من بن لادن.
وقال مسؤول اميركي للصحيفة "اننا شبه اكيدين بان
ايران تعتقل هؤلاء الاشخاص".
ويعتبر سيف العدل العقل المدبر للعمليات
الانتحارية التي اوقعت 35 قتيلا في 12 ايار/مايو في الرياض بينهم
ثمانية اميركيين. وهو ملاحق من قبل الولايات المتحدة للاعتداءين ضد
سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في 1998 اللذين اوقعا اكثر
من 200 قتيل.
وكانت طهران اقرت رسميا نهاية الشهر الماضي
بانها تعتقل عناصر "مهمين" في القاعدة دون كشف هوياتهم.
ومطلع الاسبوع اعلن الناطق باسم الخارجية
الايرانية حميد رضا آصفي ان ايران على وشك "اتمام" ملفات عناصر القاعدة
المعتقلين لديها قبل تقرير مصيرهم.
وقد اعلنت طهران الاثنين ان هوية عناصر القاعدة
الذين تحتجزهم ستبقى سرية نافية بذلك اي توجه للمساومة مع واشنطن
لمبادلتهم بعناصر من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية عبدالله
رمضان زاده للمراسلين ان ايران "تحتجز اعضاء مهمين وغير مهمين" في شبكة
القاعدة الارهابية لكننا ولاسباب امنية نقول ان الوقت غير مناسب لكشف
هويتهم".
وردا على سؤال حول الانباء التى تحدثت عن رغبة
طهران مبادلة عدد من عناصر القاعدة مع واشنطن بعناصر من منظمة مجاهدي
خلق الايرانية المعارضة قال المتحدث "ان الحكومة الايرانية لم تتحدث
ابدا عن شيء كهذا". واوضح "ليس لدينا اي اتفاق تسليم اشخاص مع الولايات
المتحدة" ليبرهن انه ليس هناك مجال لتسليم عناصر القاعدة للولايات
المتحدة.
واكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ان ايران
تعتقل سيف العدل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة لكنها رفضت تسليمه الى
القضاء الاميركي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في ادارة بوش طلب
عدم ذكر اسمه قوله ان مسؤولا اميركيا طلب عبر طرف ثالث بان تسلم طهران
واشنطن سيف العدل ومسؤولين آخرين في القاعدة "لكن الرد لم يكن ايجابيا".
وقالت الصحيفة ان المسؤولين الايرانيين ابلغوا
الولايات المتحدة التي اتصلت بهم بشكل غير مباشر بان تسليم القضاء
الاميركي مسؤولين في القاعدة يجب ان يقابل بتسليم ايران مسؤولين في
حركة مجاهدي خلق المعارضة.
واضاف رمضان زاده "اننا لا نتصرف بشكل انتقائي
بالنسبة للارهاب ولا نقوم باي مساومة". واوضح ان "عناصر القاعدة لم
يكونوا ابدا مستقرين في ايران .. كانوا يتنقلون بشكل غير شرعي ..
وعندما تعرفنا على هويتهم او عندما زودتنا مصادر الاستخبارات في
البلدان الصديقة بمعلومات تحركنا على الفور والقينا القبض عليهم".
وحول امكان تسليم اعضاء القاعدة المعتقلين في
ايران قال المتحدث "اذا كانوا من مواطني بلدان صديقة ترتبط باتفاقات مع
ايران فسوف يسلمون الى بلدانهم واذا كانوا ارتكبوا جرائم او اعمالا تمس
المصالح الوطنية الايرانية فان القضاء الايراني سيقرر مصيرهم".
واستنادا الى مصادر دبلوماسية والى معلومات
الصحف العربية فان ايران تحتجز سعد بن لادن ابن اسامة بن لادن اضافة
الى الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري والمصري سيف العدل الذي
اصبح الرجل الثالث في الشبكة وسليمان ابو غيث الناطق باسم القاعدة وهو
كويتي اسقطت جنسيته.
وكان البيت الأبيض قد نفى الخميس الماضي، تقارير
مفادها أن هناك مفاوضات جارية بين الإدارة الأمريكية وإيران، حول تبادل
محتمل لقياديين بارزين من تنظيم القاعدة في إيران، مقابل أعضاء تعتقلهم
الولايات المتحدة من جماعة إرهابية معارضة لإيران.
وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي جورج
بوش، إن بلاده "نقلت لإيران أهمية تسليمها أعضاء بارزين من القاعدة،
ولا يوجد هناك أي تعويض، ولا يوجد مفاوضات، ولا يوجد تبادل."
وكانت محطة NBC الأمريكية قد نقلت أن التبادل
المحتمل قد يشمل أعضاء من مجاهدي خلق، الذين عقدوا هدنة لوقف إطلاق
النار مع القوات الأمريكية خلال الحرب على العراق، عقب سلسلة من
الاشتباكات المسلحة بين مقاتليها وعناصر قوات التحالف.
وتطالب الولايات المتحدة بتسليمها سيف العدل
المرتبط اسمه بتفجيرين استهدفا سفارتين للولايات المتحدة في شمال
إفريقيا عام 1998.
وفي أعقاب الهجمات الانتحارية في الثاني عشرة من
مايو/ أيار الماضي والتي استهدفت مجمعات سكنية للغربيين في مدينة
الرياض في السعودية، اتهم بعض أفراد إدارة بوش إيران، بإيواء إرهابيين
من القاعدة، قد يكونوا على صلة بالتخطيط لهجمات الرياض.
يُشار إلى أن حركة مجاهدي خلق تسعى إلى الإطاحة
بنظام الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وانتخاب قيادة ديمقراطية للبلاد
- على حد قولها- وهي مصنفة من قبل الحكومة الأمريكية كمنظمة إرهابية
دولية.
وقد دعم الرئيس العراقي السابق صدام حسين هذه
الحركة، وسمح لها بإقامة معسكرات تدريب في العراق
المصدر:
وكالات |