شسمتا وزوجها انترجيت يجلسان على دكة بالقرب من
منزلهما ينظران الى جيل الشباب بحسرة بعدما تغير الحال واصبح الجينز
بديلا عن البنجابي والتنناير القصيرة بديلة عن الساري ويتساءلان بدهشة
عن الازياء الهندية العريقة وهل ستختفي مع هذا الجيلوتتساءل شسمتا
البالغة من العمر نحو 75 عاما وانترجيت البالغ من العمر نحو 80 عاما
ويعيشان بمنطقة فاسانت فيهار الراقية باحد ضواحي العاصمة نيودلهي عن
ضياع الزي الهندي واستبداله بازياء لاتمت للمجتمع الهندي بصلة من حيث
طريقة اللبس وكشفه لعورات المرأة وارجلها.
وقالت شسمتا في حديث لـ (كونا) ان الساري
الهندي هو اللباس التقليدي للنساء في الهند كما هو البنجابي وانها
لاتعرف لباسا غيرهما على الرغم من سفرها الى الكثير من دول العالم الا
انها لم تغير من عاداتها وتقاليدها ولم ترتد يوما غير الزي الهندي
المتوراث.
واضافت ان الزي التقليدي الهندي عملي ويمكن
للمرأة ان تقوم باعمال المنزل وان تخرج به للتنزه او السوق كما ان
الوانه متعددة تجلب السعادة لمن يرتديه اضافة الى انه من اهم ملامح
المجتمع الهندي.
وقالت انه في السابق كان الساري يحاك في المنزل
او عند بعض الاسر ويتم اختيار الالوان والزخارف حسب المناسبة اضافة
الى ان هناك نوعية اخرى للاستعمال اليومي وتكون معظمها مطبوعة على
القماش.
تدخل انترجيت في الحديث وبدأ يهمهم حيث لم يعجبه
ما يلبس ابناؤه فيكرام وسانديا وقال انه جيل المحطات الفضائية
الغنائية وجيل لا يمت لنا بصلة سوى الاسم مستغربا كيف ان يكون ابناء
هذا الزمان بهذا المنظر حيث تلبس الفتاة لباسا ضيقا وتنانير قصيرة
تظهر فيها ارجلها فيما يرتدي ابنه بنطالا ممزقا وقد صبغ شعر بالوان غريبة.
وقال انترجيب متسائلا هل هذا هو ما يقولون عنه
عولمة وتطور وهل لا يأتي التطور الا بتغيير الملابس مشيرا الى ان
الهند تعتبر من اكثر الدول تطورا ولها تاريخ عريق وبالرغم من التطورات
الكثيرة التي مرت على الهند الا ان الازياء لم تتغير.
وفي جولة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بسوق
بريا الراقي بجنوب العاصمة نيودلهي اجمع عدد من الشباب والفتيات على
ان الازياء الحديثة تتواءم مع متطلباتهم وتشبع غرورهم مؤكدين انهم من
متابعي الموضة وبيوت الازياء العالمية.
ان السوق الهندية مليئة باخر صيحات الموضة وله الحق
ان يستمتع بما تنتجه اسواق بلاده من ازياء مشابهة للازياء العالمية
مضيفا انه لايوجد حرجا بأن يلبس بنطالا ممزقا او قميصا مرقعا ما دامت
الموضة تتطلب ذلك.
وبسؤاله لم لا يلبس اللباس الهندي التقليدي
سواء كان (كورتا بيجاما) أي قميص طويل وسروال او (اللونغي) وهو
الايزار قال راجيف ان مثل هذه النوعية من الملابس لا تتوائم من
التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم انها ليس لجيل الشباب انها لابائنا
واجداننا.
من جانبها قالت برتي سنغ انها تلبس الازياء
الاوروبية وبخاصة الجينز الضيق لانه لباس بنات جيلها مشيرة الى انه
عملي واسهل من اللباس التقليدي الهندي مشيرة الى انها لم تلبس الساري
قط.
فيما يختلف الحال ببعض المناطق الاخرى من
العاصمة نيو دلهي حسب الوضع المادي والاجتماعي ففي بعض الاسواق لاترى
الا البنجابي والساري هما السائدان فيهما ومعظم الفتيات المتسوقات في
هذه الاسواق من الموظفات التي يطالب فيها ارباب العمل ارتداء الزي
الهندي.
الا ان الازياء الهندية بدأت في الانتشار في
الغرب والاختفاء في بلدها الاصلي ويتسابق الكثير من المصممون على
ابتكار ازياء من المجتمع الهندي حيث تتنوع التصاميم والانواع من ولاية
لاخرى وتتميز بتعدد الوانها واشكالها التي تعكس منظرا جذابا.
وعلى الرغم من الانفتاح الذي تشهده الهند وتأثير
العالم الخارجي على الحياة بصورة عامة والازياء الهندية بصورة خاصة
الا ان ذلك لم يمنع مصممي الازياء من التمسك بالتقاليد الهندية
العريقة حيث لا تزال تنعكس على جميع الملابس مهما اختلفت في اشكالها
وانواعها.
وقال انوبام وهو احد الاشخاص الذين يخيطون
الملابس الهندية التقليدية بمنطقة (باراناسي) بولاية اوتار براديش
شمال الهند اثناء تواجده بالعاصمة نيودلهي انه على الرغم من وجود
العديد من الاشخاص الذي يعملون على خياطة الملابس الا ان الملابس
الهندية عامة كانت لا تخاط قديما حيث كان الناس يرتدونها بمجرد
الانتهاء من عملية نسجها.
واضاف ان الملابس الرجالية الهندية تتميز
بالعمامة والايزار او (دوتي) باللغة الهندية ويرتديه القرويون في
الغالب مشيرا الى ان الملابس النسائية تتميز بالساري الهندي والبنجابي
و(دو باتا) الايشارب مؤكدا ان تلك الازياء لم تختف بمرور الزمن من اي
جزء من الهند حيث لا تزال جزءا لا يتجزأ من الموضة الهندية.
وقال ان الساري هو اللباس التقليدي للمرأة
الهندية ويتميز بتعدد تصميماته واشكاله الا انه يتكون من قطعة واحدة
من القماش مصنوعة من الحرير او القطن ويبلغ طوله نحو ستة امتار مبينا
انه بامكان المرأة ان تحافظ عليه لفترة طويلة من الزمان كونه لا يعتمد
في تصميماته على مقاسات محددة.
واضاف انه يمكن لبس الساري بطرق مختلفة حيث
تعتمد طريقة لبسه على الولاية التي تنتمي اليها المرأة اضافة الى
الديانة التي تتبعها والطبقة الاجتماعية المنحدرة منها اضافة الى
العمر والوظيفة.
واشار الى ان (باناراسي ساري) من اشهر انواع (الساري)
الهندي ويتم تصديره الى جميع دول العالم لجودته وفخامته التي تفوق كل
وصف مبينا ان باناراسي هي مدينة بولاية اوتار براديش شمال الهند
اشتهرت بتصنيع ال(الساري) منذ عصر المغول.
وقال ان هناك اربعة انواع ل(باناراسي ساري) وهي
المصنوعة من الحرير وتسمى (كاتان) و (الاورغنزا) وهو نسيج حريري رقيق
اضافة الى (جورجيت) و(تشاتير).
واضاف ان التجار الهنود كانوا في عصر المغول
يجلبون الحرير لصنع (بانارسي ساري) من الصين الا انهم في الوقت الحالي
اصبحوا يصنعونه بمدينة بنغلور عاصمة ولاية كرناتكا جنوب الهند اضافة
الى ما يتم استيراده من حرير صيني نسبة الى زيادة الطلب المحلي عليه.
واشار الى ان صناعة (بانارسي ساري) تمر بعدة
مراحل ويتم صناعته جماعيا حيث يتم شراؤه باسعار تعادل وزنه ومن ثم
يقومون بنسجه وبعد ذلك يقومون بخياطة المعالم الرئيسية التي تميز (بانارسي
ساري) عن غيره.
وتتم عملية الخياطة عن طريق ثلاثة اشخاص حيث
يقوم اولهم بنسج القماش ويقوم اخر بصبغ القماش بعد نسجه بالوان مختلفة
وجذابة في حين يقوم الشخص الثالث بوضع اللمسات الاخيرة عليه.
وقال ان بامكان المتتبع لعملية صناعة الساري
الهندي بوجه عام و(بانساري ساري) على وجه الخصوص ملاحظة وجود العديد
ممن يقومون بعملية الصنع حيث يكونون في اغلب الاحيان من الطبقة الغير
متعلمة مبينا انهم يستطيعون استخراج تصميمات جذابة ومختلفة تلفت
الانظار.
واضاف ان صناعة (بانساري ساري) كانت تأخذ وقتا
طويلا في الماضي حيث كانت صناعة (ساري) واحد تأخذ وقتا طويلا يصل الى
عام واحد اضافة الى انه كان يصنع من الذهب والفضة مؤكدا ان الفائدة
والربح الذي يجنيه صناع ال( ساري) كانت تمحي تعب ذلك العام.
واشار الى ان ال (تشولي) جزءا لا يتجزأ من ال (ساري)
مبينا انها بلوزة قصيرة تلبس لتغطية الجزء العلوي من جسم المرأة وقد
تكون قصيرة او طويلة.
واضاف ان (سلوار قميص) او البنجابي يأتي في
المرحلة الثانية بعد ال (ساري) من حيث الاهمية والاستخدام مشيرا الى
انه عبارة عن قطعتين من الملابس الاولى تدعى
سلوار وهو عبارة عن بنطلون واسع مصنوع من
القماش ويلبس فوقه ال (قميص) وهو بلوزة واسعة وطويلة تصل الى تحت
الركبة.
واشار الى ان (سلوار- قميص) يعد من الملابس التي
تريح المرأة الهندية حيث يسهل لها الحركة وكان اكثر استخداما في
ولايتي البنجاب وجامو وكشمير الا انه انتشر بعد بجميع ولايات الهند.
وقال انه بالرغم من انتشار الملابس التقليدية
الهندية بين النساء الهنديات الا ان الطابع الغربي طغى على ملابس
الرجال بالهند حيث يلبس معظمهم القميص والبنطلون مشيرا الى ان
القرويون هم الاكثر تمسكا بالملابس التقليدية حيث لا يزالون يلبسون الملابس
التقليدية كالقمصان القطنية والايزار والعمامة.
وقال ان من اشهر ولايات الهند في تصنيع الاقمشة
ولاية كرناتكا جنوب الهند حيث تشتهر بنسج الحرير وصبغه اضافة الى
ولايتي راجستان وغوجرات غرب الهند الشهيرتان
بصبغ الاقمشة القطنية وتطريزها.
واضاف ان ولاية جامو وكشمير هي الاشهر على مستوى
العالم في تطريز الاقمشة الصوفية الخفيفة.
المصدر: كونا |