تعد جريمة اغتصاب المرأة من الناحية النفسية أشد
أنواع السلوك العنيف الذي يقترفه الرجل بحقها ذلك لأنه سلوك يطعن عفتها
وجبالة فطرتها.
على عكس الصورة السائدة المشينة في عالم صناعة
الجنس حيث يتم كل شيء على صفقات الاتجار بالجنس التي غالباً ما تتم عن
الرضى بالقدر أو الحاجة المادية عند المرأة تأتي ظاهرة الاغتصاب لترفع
المرأة بها صوت الاحتجاج لما يلحقه بها المعتدون تحت ظروف التهديد أو
الأغواء.
وظاهرة اغتصاب النساء رغم كونها مشاعة في كل
بلدان العالم إلا أن نسبتها تقل أو ترتفع هنا أو هناك ففي الأردن البلد
العربي الإسلامي ذكرت إحصائية حديثة عن وقوع (750) جريمة اغتصاب على
أراضيه كانت نسبة أعمار (95%) من الضحايا أقل من (18) سنة وسجلت
الإحصائية الآنفة نسبة (26%) من الجرائم ارتكبها أقارب الضحايا وأكثر
من (50%) منها تقع داخل المنازل.
هذا وجاءت الدراسة المذكورة ضمن الكلمة التي
ألقتها المحامية عطاف العوادة في الندوة التي عقدها اتحاد المرأة مؤخراً
بعنوان: (دراسة تحليلية عن الاغتصاب).
وبحسب الورقة التحليلية فقد عرفت جريمة الاغتصاب
على أنها مواقعة شخص ذكر لأنثى (غير زوجته) بدون رضا صحيح منها ومعتد
به قانوناً.
أما العنصر المعنوي فهو يقوم على اتجاه إرادة
الجاني إلى مواقعة المجني عليها بغير رضاها مع علمه بذلك، هذا وأشارت
الدراسة أيضاً أن النسبة المئوية لأعمار الضحايا الأقل من 15 سنة بلغت
(34.8%) أما أعمار الضحايا ما بين 15 – 18 سنة فقد بلغت (65.2%) وعن
صلة الجاني بالضحية فقد بلغ عدد القضايا التي يوجد صلة قرابة بينهما
بلغت (26.1%) في حين بلغت نسبة (73.9%) للحالات التي لا يوجد صلة قرابة.
أما عن مكان ارتكاب الجريمة فكانت النسبة
المئوية لمنازل الضحايا تبلغ (50%) أما المنزل الذي يخص المتهم
والمقصود به (في شقة استأجرها لها المتهم) أو منزل والدة المتهم أو بيت
المتهم أو منزل شقيقة المتهم فبلغت (31.25%) في حين شكلت السيارة كمكان
لجريمة الاغتصاب إذ بلغت (12.5%) .. هذا وانهت الدراسة التحليلية بأن
نسبة زواج الجاني من الضحية بلغت (8.7%) في حين أن الحالات التي لم يتم
زواج الجاني من الضحية لكونه محرم فبلغت (21.7%) أما الحالات التي لم
يتم زواج الجاني من الضحية رغم أنه غير محرم فبلغت (69.6%) ولا شك أن
مثيل هذه الدراسات تنبه الناس (أفراداً وعوائل) إلى ضرورة أخذ الحيطة
والحذر من عدم الانصياع لما يمهده له الرجل الجاني فبينما نرى معظم
حالات ضحية الاغتصاب في الأردن تقع في الفئة العمرية غير الناضجة أو
البريئة التي يمكن خداعها خصوصاً مع انخفاض مستوى الثقافة الجنسية في
المجتمع حيث لا تتضمنها المناهج ولا يغطيها الإعلام ويجب التركيز على
أهمية إدخال الثقافة الجنسية السليمة إلى عقول الفتيات والذكور على حد
سواء في عمر مبكر وقد يكون الأهل هم مصدر المعلومات أو المدرسة أو حتى
المسجد أو الكنيسة.
أما في بقية أنحاء العالم وليكن ما يقوم به
عساكر الجيش البريطاني في كينيا الأفريقية نموذجاً: إذ تدرس اليوم
وزارة الدفاع البريطانية لائحة شكوى تقدمت بها (650) مواطنة كينية أكدن
أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل جنود بريطانيين أثناء تدريبات في بلادهن،
وقال محامي الكينيات: إن عمليات الاغتصاب المتكررة وقعت وبشكل منهجي
منذ 1977م دون أن تتدخل بها الوزارة لوضع حدّ لها. وأكدت ضحايا
الاغتصاب أنهن تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل الجنود الذين يعتبرون هذه
الممارسات ضرباً من التسلية!
أما في أستراليا فقد أفادت الأنباء الواردة من
هناك بحسب صحيفة (ذي أوستريليان): (أن هذه أول اتهامات من هذا النوع
توجه بموجبها قوانين... لمكافحة الاتجار بالجنس.
ونبقى مع اقترافات العساكر الذين يستغلون وجودهم
في بلاد أخرى هي غير بلدانهم ويشير الأرشيف الدولي الموثق أن الإنطلاقة
الكبرى للدعارة في تايلند اقترنت إبان الحرب الأمريكية في فيتنام عندما
تحولت أراضي مملكة تايلند آنذاك إلى قاعدة خلفية للجيش الأمريكي لدرجة
بات معروفاً في السنوات اللاحقة وبالذات في سنوات الثمانينات نمواً
كبيراً للسياحة الجنسية التي لم يوقفها بنسبة فاعلة سوى الخوف من
الإصابة بمرض الإيدز القاتل. |