وصف نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي القريب
من الرئيس محمد خاتمي الاربعاء وفاة الصحافية الكندية الايرانية زهرة
كاظمي بانه "جريمة قتل".
وقال ابطحي للمراسلين في ختام اجتماع لمجلس
الوزراء "الفرضية الارجح هي كما جاء في التقرير (الذي امر به الرئيس
محمد خاتمي) هي ان جريمة القتل تسببت بها ضربة نجم عنها نزيف".
الا ان وزير الداخلية عبد الواحد موسوي اعلن عقب
الاجتماع نفسه ان الحكومة متمسكة بالاستنتاجات التى توصلت اليها ثلاثة
تقارير طبية رأت ان "ليس هناك اي اثر لاي ضربات او جروح" باستثناء ضرب
او ارتطام الرأس بجسم صلب (ما يفسح المجال لفرضية الحادث).
وكانت زهرة كاظمي توفيت في العاشر من تموز/يوليو
بعد توقيفها في 23 حزيران/يونيو من قبل الشرطة فيما كانت تلتقط صورا
لعائلات معتقلين ممن تظاهروا الشهر السابق في سجن ايوين الرئيسي في
شمال طهران.
وقال بعض المعلقين المتشددين في ايران ان اصابة
كاظمي نجمت عن حادثة مثل السقوط او انها هي التي احدثتها بنفسها.
لكن وزير الصحة الايراني مسعود بزشكيان قال
لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الفحص يشير الى ان
الكسر في الجمجمة لا يمكن ان يحدث نتيجة "السقوط او بفعل ارتطام الرأس
الطبيعي بشيء."
وقال ابطحي للصحفيين يوم الاربعاء بعد اجتماع
للحكومة الايرانية "الاحتمال الاكبر هو انها قتلت نتيجة نزيف نجم عن
ضربة (على الرأس)."
وصرح نائب الرئيس الايراني بانه على القضاء ان
يحدد ويحاكم المسؤولين عن موت كاظمي.
وتوفيت كاظمي التي تقيم في مونتريال بكندا في
العاشر من يوليو تموز بعد اكثر من اسبوعين على اعتقالها وهي تلتقط صورا
لسجن في طهران يحتجز فيه عادة المعارضون.
وتجري ايران مزيدا من التحقيقات واحتجزت خمسة من
ضباط الامن في القضية.
وتسببت قضية دفن كاظمي في خلاف دبلوماسي بين
طهران واوتاوا التي طالبت بدفنها في كندا كما القت الضوء على اجهزة
الامن الايرانية التي تعمل في سرية وايضا الطريقة التي تعامل بها اجهزة
الاعلام.
وقال عبد الواحد موسوي وزير الداخلية للصحفيين
ان القاضي الذي يحقق في القضية طلب احتجاز خمسة ضباط كانوا على اتصال
بكاظمي قبل موتها.
ورفض ابطحي وموسوي لاري التعليق على اقوال والدة
كاظمي. وكانت ايران قد اعلنت ان قرار دفن كاظمي في مسقط رأسها في شيراز
جاء بناء على رغبة والدتها.
وذكرت انها لاحظت كدمات في جثة ابنتها وحين سألت
عن ذلك قيل لها انها نتيجة الحقن التي اخذتها كاظمي خلال العلاج.
واضافت قولها "لا اعرف سبب موتها. كل ما اريده
ان يلقى قاتل ابنتي نفس المصير. اريده ان يعدم."
وقال موسوي لاري ان التشريح اثبت عدم وجود
اصابات في جثة كاظمي بخلاف الكسر الموجود في الرأس.
ونقلت صحيفة ايرانية يوم الاربعاء عن والدة
كاظمي قولها انها دفنت ابنتها في ايران على غير رغبتها. وقالت عزة
كاظمي ايضا في مقابلة مع صحيفة (ياس اي نو) انها ترغب في معرفة واعدام
قاتل ابنتها.
وذكرت والدة كاظمي انها وقعت على اقرار في
السفارة الكندية توافق فيه على السماح باستعادة جثمان ابنتها الى كندا
حيث طالب حفيدها والحكومة الكندية بعودة الجثمان.
لكنها قالت انه خلال تواجدها مع والدة احدى
صديقات ابنتها في طهران استقبلت زوارا ليليين وجهوا اليها عبارات
الترغيب والترهيب لدفعها لتغيير رأيها في هذا الامر بدون ان تحددهم.
وقالت "في كل يوم كان يأتي اربعة او خمسة
ويتحدثون الى مالكة المنزل (الذي اقيم فيه) وسببوا مشاكل للناس (الذين
اقيم عندهم) واضطررت للموافقة على دفنهافي ايران." وقالت الام في
تصريحاتها "لم يكن لدى خيار اخر. لم يكن لدى نقود وكنت بمفردي وليس لدى
مكان اخر اذهب اليه..كانوا يرغبون في ان يتم الدفن باقصى سرعة ممكنة.
كانوا يرغبون في التخلص منها (الجثة)."
واضافت عزت كاظمي للصحيفة انها اقامت 15 يوما في
طهران عند والدة صديق لابنتها، موضحة ان "اربعة او خمسة رجال كانوا
يأتون يوميا للتحدث الى صاحبة المنزل ويسببون متاعب واضطررت للموافقة"
على دفن زهرة كاظمي في ايران وليس في اوتاوا كما كانت تطالب كندا وابن
الصحافية.
ولم توضح عزت كاظمي من هم هؤلاء الرجال. وقالت "كنت
امرأة وحيدة وبدون مال وغريبة (عن العاصمة) اين كان يمكنني ان اذهب؟
لذلك تسلمت الجثة وقمت بنقلها الى شيراز" مسقط رأس المصورة الصحافية
التي دفنت فيها في 23 تموز/يوليو.
وكانت عزت كاظمي ذكرت انها وافقت خطيا في
السفارة الكندية في طهران على اعادة جثمان ابنتها الى كندا. واضافت
انها "نقلت بالسيارة" الى السفارة وكانت تشعر حينها بانها "منزعجة جدا
جدا" بدون المزيد من التفاصيل.
وبالنسبة للكنديين، لا شك ان الصحافية المصورة
التي اعتقلت في 23 حزيران/يونيو عندما كانت تلتقط صورا لاسر معتقلين
امام السجن الرئيسي في طهران، توفيت نتيجة تعرضها للضرب خلال اعتقالها.
كما استاءت كندا التي تعتبر من اشد المدافعين على الحوار مع ايران،
ايضا من ان طهران لم تبلغها بسرعة باعتقال الصحافية ثم بوفاتها ولم
تقدم لها تفسيرات ولم تعر اهتماما لطلبها استعادة جثة زهرة كاظمي،
فاستدعت سفيرها في طهران للتشاور.
وافادت وكالة الانباء الايرانية ان لجنة
برلمانية اجتمعت الثلاثاء الى وزراء الصحة والعدل والثقافة ونائب وزير
الداخلية والاستخبارات ورئيس الطب الشرعي الوطني ونائب الرئيس محمد
خاتمي. وقالت الناطقة باسم هذه اللجنة المكلفة التحقيق في اي شكوى
كتابية ترفع ضد السلطة التنفيذية او التشريعية او القضائية، ان ممثلي
هذه الوزارات والاجهزة المجتمعة اتفقوا على ان زهرة كاظمي تلقت ضربة
على راسها "كانت تقنية جدا ولا يمكن ان يسددها اي كان".
واضافت النائبة جميلة كديوار ان اعضاء في اللجنة
اكدوا ان الضربة وجهت لها لكن ليس بنية ان تترك اثرا عليها، كما افادت
وكالة الانباء الطلابية. واعلنت نيابة طهران مؤخرا اعتقال خمسة اشخاص
تعاملوا مع زهرة كاظمي منذ القاء القبض عليها في 23 حزيران/يونيو وحتى
نقلها الى المستشفى في 23 من الشهر نفسه حيث توفيت في العاشر من تموز/يوليو.
وافاد تقرير اللجنة التي امر الرئيس محمد خاتمي
بتشكيلها ان الاطباء لاحظوا الوفاة الدماغية في 27 حزيران/يونيو من
نزيف ناجم عن كسر في الجمجمة وقد ابقيت اصطناعيا على قيد الحياة طوال
اسبوعين. ولم يحدد التقرير اسباب الاصابة.
وفي السادس عشر من تموز/يوليو اعلن نائب الرئيس
محمد علي ابطحي ان الصحافية توفيت "بعد تعرضها الى الضرب".
وقد التقى ستيفان هاشمي نجل زهرة كاظمي الثلاثاء
في تورونتو وزير الخارجية الكندي بيل غراهام بحسب متحدث في الوزارة.
وهذا اللقاء الاول بين الرجلين اللذين تحدثا هاتفيا في وقت سابق مرتين
كان مخصصا "لعرض القضية" كما اوضح المتحدث رينالد دويرون.
ولا يزال هاشمي الذي يحظى بدعم الحكومة الكندية
يطالب السلطات في طهران باستعادة جثة والدته. وسيطلب نجل الصحافية
خصوصا من اوتاوا ان ترفع القضية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي
التابعة للامم المتحدة في حين اعلن غراهام من جهته الاثنين انه "سيتحدث"
عن هذا الامر مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واحتجاجا على
دفن الصحافية استدعت كندا سفيرها في طهران الاسبوع الماضي.
من جهته اكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي
حرص السلطات القضائية على متابعة قضية مقتل الصحفية الكندية الايرانية
الاصل زهراء كاظمي والتوصل الى المتسببين بوفاتها ونيلهم العقاب.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية اليوم عن خرازي
قوله في اتصال هاتفي مع نظيره الكندي بيل غراهام ان "الجهاز القضائي
في الجمهورية الاسلامية يمارس مهامه بشكل مستقل عن السلطات الاخرى وهو
يعالج قضية مقتل الصحفية زهراء كاظمي باهتمام كبير ورغبة جادة في
التعرف على المقصرين في هذه القضية ومحاسبتهم".
ودعا خرازي الجانبين الايراني والكندي الى "عدم
السماح للاعلام بالتاثير على مسار القضية والنتائج التي ينتظر التوصل
اليها".
واكد خرازي ضرورة تقديم مرتكبي جريمة قتل
المواطن الايراني كيوان تابش في كندا الى المحاكمة لينالوا جزاءهم
العادل لضمان عدم تكرار هذه الحوادث في المستقبل.
وتتهم ايران الشرطة الكندية بالتسبب في مقتل
المواطن الايراني المقيم في كندا كيوان تابش.
من جهتها قالت الوكالة ان وزير الخارجية
الكندي اعرب عن تقدير بلاده للاهتمام الذي تبديه ايران في متابعة قضية
مقتل الصحفية كاظمي وتعيين لجنة تحقيق خاصة في هذا المجال داعيا الى
مواصلة التشاور بهذا الشان مع نظيره الايراني.
واكد غراهام ان السلطات الكندية تحقق مع
المتهم بقتل تابش موضحا ان بلاده ستتابع هذا الموضوع بجدية بالغة حتى
يتم التوصل الى نتائج قاطعة بشانه.
وكانت وكالة الانباء الايرانية قد نقلت عن
وزير الخارجية الكندي قوله في وقت سابق انه سيلتقي سكرتير عام الامم
المتحدة كوفي عنان لبحث ما يمكن عمله في قضية مقتل الصحفية وسيطلب من
نظيره الايراني اجراء تحقيق علني حول وفاتها .
المصدر: وكالات |