تحّدث العلامة السيد حسين الشيرازي عن شخصية
السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقال بإن ما بلغنا من فجائع
السيدة الزهراء (عليها السلام) لا يشكل معشار معشار ما أصابها في
الواقع..
جاء ذلك ضمن سلسلة المحاضرات الأخلاقية التي
تقام في بيت الإمام الشيرازي
قدس سره الشريف في ليلة السبت من كل اسبوع.
افتتح العلامة الشيرازي حديثه بكلام من الله
تعالى حيث يقول في كتابه المجيد: (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك
الأمور حتى جاء الحق وظهرأمر الله وهم كاهون). واضاف: لقد قامت السيدة
فاطمة الزهراء (عليها السلام) في وجه الفتن التي حصلت في زمانها.
فطبقاً للروايات الصحيحة فإن الصديقة الكبرى
السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) استشهدت في اليوم الثالث من
جمادى الثانية.
بعد ذلك طرح سماحته السؤال التالي: ما هي جذور
الاختلافات والنزاع الشديد الذي حصل بعد استشهاد الرسول الأكرم (صلى
الله عليه وآله وسلم)؟ وأجاب: يحدثنا التاريخ كما نصت الآية المتقدمة
أن فتناً كثيرة حصلت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن
النبي الأكرم والإمام علياً (عليهما السلام) التزما بالسكوت إزاء كل
تلك الفتن. بيد أن الأهمية الخاصة للفتنه التي حصلت بعد وفاة رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) دفعت الزهراء عليها السلام – وخلافاً لما
مضى – إلى القيام والتصدي للفتنة وإفشال أهدافها، وإن كلفها حياتها
المقدسة.
وفي مقام بيان السبب وراء اتخاذ هذا الموقف من
لدن السيدة الزهراء عليها السلام، أشار سماحته إلى رواية عن الإمام
الصادق (عليه السلام) عندما سئل عن أعظم يوم على أهل البيت (عليهم
السلام)، فقال عليه السلام:
((لا يوم كيوم كربلاء وإن كان يوم السقيفة أعظم)).
ولهذا وقفت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
في وجه تلك الفتنة لأنها كانت الأساس لكل ما نزل بأهل البيت (عليهم
السلام) من مصائب بعد ذلك.
وقال العلامة الشيرازي بعد ذلك في بيان مصاب
سيدة النساء (عليها السلام):
إن ما بلغنا من فجائع السيدة الزهراء (عليها
السلام) لا يشكل معشار معشار ما أصابها في الواقع! ومما يكشف عن عظمة
مصائبها أنها طلبت الموت عدة مرات من الله تعالى.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الشيرازي:
إن الزهراء (عليها السلام) ناموس الله تعالى،
ومن هنا وبالالتفات إلى هذه النقطة لم يبين الأئمة (عليهم السلام)
كثيراً من المصائب التي جرت عليلها.
وأشار سماحته بعد ذلك إلى نماذج من المصائب التي
عانى منها أهل البيت (عليهم السلام) وقال: إن كثيراً من المصائب التي
حلّت بالأئمة (عليهم السلام) تحملت مثلها الزهراء (عليها السلام) أيضاً
ومن أصعبها مصيبة التجاسر عليها وصفعها، لأن هذا الأمر إضافة إلى ما
فيه من ألم بدني فإنه ينطوي على تحطيم روحية الإنسان لأنه يعدّ إهانة
كبيرة.
وفي هذه الجلسة التي كان يغمر الحاضرين فيها
الحزن ويعصرهم الأسى قال نجل المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق
الشيرازي (حفظه الله):
إننا لا نستطيع أن ندرك عمق المصاب الذي حل
بالسيدة الزهراء (عليها السلام) ولعل السيدات يدركن ذلك أفضل منا.
وفي الختام طلب سماحته من الشيعة والموالين
لسيدة نساء العالمين الصديقة الزهراء (عليها السلام) أن يغتنموا الفرص
– من أجل تهيئة مقدمات رضا أهل البيت عليهم السلام – عبر تشكيل المجالس
وتعريف الناس بقضية الزهراء ومظلوميتها عليها السلام. |