انعقد اجتماع عام في تونس ولمدة يوم واحد نظمه
المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفام)
المخصص للدول العربية بالتعاون مع مركز المرأة العربية، للتدريب
والبحوث (كوثر) حضره عدد من الإعلاميين والأكاديميين من كليات الإعلام
العربية لوضع إطار لمشروع إنشاء مرصد عربي يتابع نماذج صورة المرأة كما
تعرضها وسائل الإعلام العربية الإقليمية ولمختلف أشكالها (صحف، كتب،
إذاعة، تلفزيون...
وقد أتاح الاجتماع الآنف فرص الاقتراب من عدد من
الناشطات العربيات المهتمات بالموضوعات المطروحة إضافة لوضع المرأة
الوظيفي فيه..
لم يكن اللقاء لمجرد دراسة فكرة إنشاء مرصد
لمتابعة صورة المرأة العربية في الإعلام وكذلك وضعها فيه ولكنه لوضع
الفكرة في حيز التنفيذ، وكانت فكرة المشروع قد طرحت لأول مرة في جلسات
أعمال المنتدى الذي عقدته قمة المرأة العربية في دول الإمارات العربية
السنة الماضية 2002م كما طرحت في هذا المنتدى فكرة وضع ميثاق إعلامي
عربي يحدد الإطار العام الذي يتعامل فيه الإعلام العربي مع المرأة سواء
كانت مادة خبرية أو متخصصة توجه لشؤون المرأة المستهدفة كقارئة أو
مستمعة أو متفرجة...
ومن جانب آخر تبين الإحصائيات أن عدد الصحفيات
والإعلاميات في تزايد، وفي تونس ارتفعت نسبة الصحفيات من (25%) من مجمل
عدد العاملين في الصحافة سنة 1995 إلى نسبة تبلغ (30%) سنة 2001م وفي
المغرب كان عددهن سنة 1987م (53) صحفية وارتفع سنة 2001م إلى (400)
صحفية في حين انهن في مصر يمثلن نسبة (29%) من مجمل عدد العاملين في
الصحافة ونسبة تبلغ زهاء (47%) من مجمل عدد العاملين في جهازي الإذاعة
والتلفزيون المحلي، وفي سلطنة عمان وصلت نسبة الصحفيات إلى أكثر من
(10%) من العدد الكلي للعاملين في الصحف وتضم الكويت (138) صحفية.
أما في الدراسات الإعلامية فإن البيانات تبين
الميل إلى ارتفاع نسبة الطالبات فيها.. في مصر، تصل النسبة إلى أكثر من
(90%) في تونس تصل إلى (70%) وفي دول الإمارات العربية المتحدة تترواح
النسبة بين (70%) و(80%).
إن الجمهور العربي يشكل حضوراً واسعاً كقارئ
وكمستمع وكمتفرج بالنسبة لكل وسائل الإعلام التي باتت تتنافس عليه مما
يدفع الإعلام.. خاصة الإعلام المملوك للدولة إلى أن يقدم مضموناً جيداً
عندما يناقش قضايا المرأة أو عندما يتعامل معها. فالفضائيات المحلية أو
العابرة للحدود التي تلعب أدواراً تبدو متناقضة أحياناً في نقل قضايا
المرأة التي تستحسن متى تم ربطها بوشائج قضايا المجتمع وهذا يعني أن
الخطاب الموجه للمرأة ينبغي أن يتطور هو الآخر باتجاه مزيد من الاحترام
للمرأة والمهم أن لا تستغل المرأة تعامله أو كموضوع إعلامي أو إعلاني
أو درامي بأسلوب لا يفيد مسيرة المرأة التي بدوها لا تعمر البيوت ولا
تكوّن التربية الصالحة للأولاد. |