عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اغتنم خمساً
قبل خمس حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل
فقرك، وفراغك قبل شغلك.
الخلود في الحياة أو العيش لمدة أطول رغبة كل
إنسان وحلمه الصاعد الذي طالما سعى إلى تحقيقه ولا يخفى مدى اهتمام
الإسلام به بل دعوته إلى حياة أفضل وأرفه خال من الأمراض الصحية
والنفسية، حياة كريمة تكون وصلة لحياة أبدية في الآخرة كما هو معلوم من
توصياته الكثيرة للحفاظ على الصحة.
منها هذا المروي الذي يبين الأركان الرئيسية
للحياة السعيدة إذا ما رعاها الإنسان، فالصحة قبل كل شيء والشباب
والغنى والفراغ بشرط أن يستغلها فيما يسعده هذه كلها مقومات لحياة
رغيدة، فالجسم الإنساني يعيش في انسجام وتناغم ويعرف أن الحياة بالنظام
والموت بالفوضى، وهذا ما يؤكده العلماء بأن الصحة الجيدة في الصغر تؤثر
بشكل مباشر على حياة الأفراد في المستقبل، وقد ربط الأطباء بين طريقة
الإنسان ومعيشته وبين إصابته بأمراض القلب والمعدة والزهايمر وغيرها من
الأمراض فكلما تمتّع الإنسان بصحة جيدة في شبابه فاحتمالات إصابته
بأمراض الشيخوخة تكون أقل بكثير من غيره.
وقد أشارت الأبحاث الطبية مؤخراً إلى أهمية
اتباع أنظمة غذائية سليمة من أجل الحفاظ على وزن الجسم المثالي، وكذلك
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والبعد عن الانفعالات المضرة
بالجهاز العصبي.
كما نشرت صحيفة الجمعية الأمريكية الطبية دراسة
مهمة حول أهم سبل الوقاية المتمثلة في تناول أنواع الأطعمة الغنية
بفتيامين (سي وأي) وهي تلك التي تُعرف باحتوائها على مواد ذات مقاومة
عالية للأكسدة وأكدت التجارب أن هذه النوعية من الفيتامنيات تساعد بشكل
كبير على الوقاية من الزهايمر كما تقلل من تطور المرض بشكل وبآخر.
وقد أجمع العلماء على حقيقة واحدة خلصت إليها
معظم تجاربهم وهي الغذاء وأهميته في الوقاية من المرض.
فعلى الإنسان الذي يرغب في التمتع بصحة جيدة
وحياة صحية سليمة أن يعرف أولاً ماذا يأكل وكذلك احتياجات جسمه من
الفيتامينات والمعادن والمياه وغيرها من المواد الهامة، ولا ننسى أهمية
التمارين الرياضية في تجنب أمراض الشيخوخة.
فالتناغم والإنسجام مطلوب في أسلوب حياتنا، فلا
إفراط ولا تفريط. كما في قوله تعالى: (كلوا وأشربوا ولا تسرفوا إن الله
لا يحب المسرفين). |