تقول الأخبار السريعة أنّ حكومة الولايات
المتحدة الأمريكية عبر جهة متخصصة تقوم بالتحقيق في شارات الكترونية
تبث من أراضي كوبا للتشويش على البرامج الأمريكية الموجهة إلى إيران
عبر الأقمار الصناعية.
وكانت جهات الترقب والرقابة الأمريكية قد اكتشفت
لأول مرة قبل أسبوعين وتحديداً في يوم (6) تموز الجاري عندما كانت
إذاعة (صوت أمريكا) توجه برنامجاً باللغة الفارسية إلى إيران وكذلك لم
يسلم التلفزيون الإيراني الوطني الذي يبث برامجه من مدينة لوس انجلوس
الأمريكية من التشويش أيضاً.
وقد علق (ريتشارد باوتشر) المتحدث الرسمي باسم
وزارة الخارجية الأمريكية: (إننا نبحث عن مصدر التشويش... إن كان مصدر
التشويش موجوداً في كوبا).
ويزداد الاعتقاد عند الجانب الأمريكي أن شارة
التشويش قادمة من مكان قريب من العاصمة الكوبية هافانا، وهي من مخلفات
الحرب الباردة للتشويش على الولايات المتحدة، ومع أن التهمة ما زالت
تدور ضمن محيط دائرة (الاعتقاد) إلا أن المسؤولين الأمريكان لا يخفون
شيئاً عن انطباعاتهم عن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو إذ يقولون أنه يمكن
أن يتعاون مع حكومة إيران لمنع البرامج الموجهة ضد إيران من الولايات
المتحدة الأمريكية.
ومن جانبه صرح (كينيث توملينسون) رئيس مجلس
أمناء مجلس الاذاعة والتلفزيون في الولايات المتحدة: هذا غير قانوني،
ويمثل عقبة كبيرة في طريق الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ويجب أن
يتوقف، ومن الثابت أن فترة الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والشرق
الاشتراكي قد شهدت أن البرامج الغربية الموجهة آنذاك إلى الاتحاد
السوفيتي كانت تتعرض للتشويش ولعل هذا ما حدا (ريتشارد باوتشر) الناطق
باسم خارجية أمريكا أن يعلن بأن الحكومة الأمريكية ستبحث مع الكوبيين
حول حقيقة ما يجري.
هذا ويقود التفكير إلى الربط بين حالة التشويش
الآنفة وبين المظاهرات الإيرانية التي تطالب لانتزاع الديمقراطية من
الحكومة الإيرانية التي تبدو متزمتة في نظر الغربيين عموماً والأمريكان
حالياً. ولعل هذا هو السبب لتغيير لهجة الأمريكان حول هذا الموضوع إذ
زعم مسؤولون أمريكيون أن كوبا تقوم بتشويش الإرسال التلفزيوني الموجه
إلى إيران من عدّة من القنوات التي تتمركز في مدينة لوس انجليس ومن
محطة صوت أمريكا الدولية..
ويقول الأمريكان بلغة أكثر دقة: (إن تشويش كوبا
لبث الأقمار الصناعية يتعارض مع حرية الإعلام الدولي وتدفقه وهو إجراء
غير مشروع ويشكل تهديداً جدياً للاتصالات بواسطة الأقمار الصناعية ولا
بد من وضع حد له)
وفي التفاصيل فإن قناة (بي. بي. جي) التابعة
لمحطة صوت أمريكا التي كانت قد دشنت عملها في نفس يوم السادس من تموز
قد تعرضت لتشويش حال تماماً من إيصال البث الأمريكي بشكل واضح إلى
الخارج أما المراسلات الجارية بين محطات البث وشركة (لورال سكاي نت)
التي تملك القمر الصناعي المعني بالمسألة فقد اسفرت عن نتيجة تقول بأن
مصدر التشويش يتمثل في مركز تنصت سوفياتي الصنع قد اختير له موقعاً
جغرافياً يقع ضمن محيط منطقة هافانا.
وجدير بالذكر أن هناك محطات عديدة تبث برامج
أخبارية وسياسية وترفيهية باللغة الفارسية طوال اليوم من داخل أمريكا
وكلها اعربت أن بثها الموجه إلى إيران يواجه تشويشاً فاعلاً لا مفر من
الاعتراف بوقوعه. ويقول كيفان عباسي الذي أسست عائلته قناة (آزادي)
التلفزيونية مؤخراً: (أن شركات البث سعت مرات عديدة لتجنب التشويش
بتغيير موجات إرسالها لكنها مع ذلك فقدت إرسالها)
هذا وكانت (شركة لورال) التي تملك وتدير القمر
الصناعي (تلستار) الذي تعرض إرساله للتشويش قد أصدرت بياناً مقتضباً
مؤخراً جاء فيه: (لقد أمكن لمهندسي الشركة التعرف على مصدر التشويش،
الذي أنطلق من منطقة خارج الولايات المتحدة وقد عرضنا الأمر على الجهات
المختصة ووزارة الخارجية التي تتولى بحث المسألة. والسؤال الذي يمكن
إثارته بهذا الصدد أن المصالح الدولية حين تقتضي أمراً فإن الفروق في
التوجهات والمنطلقات توضع على جنب وإذا ما تيقنت صحة الخبر فهذا يعني
أن إيران (الإسلامية) تنسق مع كوبا (الشيوعية) رغم تناقض منطلقات كل
دولة مع الدولة الأخرى! |