بين حين وآخر تظهر معلومة جديدة حول موضوع ما
لتركز أو لتمحو ما علق في الذهن عنه وقصة اكتشاف أمريكا يمكن اعتباره
ضمن هذا السياق.
على هامش أحد الكتب الشخصية التي كان يحتفظ بها
كولومبوس الرحالة الذي اقترن اكتشاف أمريكا باسمه كرر ذكر اسم: (أحمد
الفرغاني) الذي استرشد بقياساته لمحيط الكرة الأرضية، من الثابت على
شخصية (كريستوفر كولومبوس) كما تقول الرواية أنه بعد أن وطأ أرض القارة
الأمريكية والتقى بعدد من الهنود الحمر أصل سكان أمريكا خاطبهم بتحية:
(السلام عليكم) وفي ذلك برهان على أنّ كولومبوس لم يكن بعيداً عن بلاد
العرب وأهل العرب وإسم العالم الرياضي الكبير أحمد الفرغاني الذي أقيم
له تمثال كبير في مسقط.. كان يدور على لسانه.
وقد أتمّ كولومبوس رحلته إلى أمريكا دون أن يعرف
أن المسلمين سبقوه إلى هناك بمآتي عام، فكيف حدث هذا؟!.
كان كولومبوس على يقين بأنه سوف يرسو بسفينة على
شواطى الهند لم يخطر بباله أن أرض العالم الجديد (أمريكا) حيث كان يعلم
أن العرب قد سبقوه إليها، في اليوم الثالث والثلاثين لرحلاته الذي وافق
تشرين الأول (اكتوبر) 1492م وجد (كولومبوس) شاطئاً يرسو على ضفافه وفي
هذه اللحظة أساد الاعتقاد بأنه إنما يقف على شاطئ جزيرة البهاما التي
كان يطلق عليها (غوانا هالي) وأعتاد تسمتيها (سان سلفادور) مؤكداً
سيادة ملك أسبانيا على هذه الأرض.
ومع ذلك فهو يشير في مذكراته الشخصية إلى أنه
كان متأكداً من أن عليه أن يبحر أكثر عبر هذه الجزر المجاورة للهند
ليصل إلى أراضي كيبانجو (اليابان والصين) وهي رحلة قدر مسافتها في
مذكراته بحوالي 1000 ميل أخرى. وهكذا بدأ كولومبوس مقتنعاً بأنه سوف
يُحيىّ الخان أو الخاقان الأكبر، الامبراطور الثري الذي يتحدث بالعربية
ويحكم أرض الذهب والفضة والأحجار الكريمة والحرير والتوابل والأدوية
الثمينة.
وربما جاز للبعض أن يتساءل كيف أخطأ رجل مثل
كولومبوس آنذاك في حساباته بعد أن أمضى معظم سنوات عمره منذ أن كان
شاباً وهو يخطط لرحلته الكبرى وبعد أن شاع اسمه كونه بحاراً محترفاً
إلى جانب كونه سياسياً فطناً، وكمسيحي تحظى رحلته الاستكشافية بتحويل
ملكين مسيحيين هما الملك فرديناند الثاني ملك أراغون والملكة (ايزابيلا
ملكة قشتالة.
وطوال القرون السبعة التي سيطر فيها العرب على
الأندلس (أسبانيا والبرتغال) وتحديداً بين عامي 711 و1492 ميلادي نشأت
وتطورت حضارة تضم علوم وفنون الإسلام التي كان لها تأثير عميق على علوم
أوربا ففي حين كان العالم العربي متقدماً على أوربا بكثير كان العصور
الأوربية المظلمة تتحفظ من أي جديد...
لقد ازدهرت نظرية (العالم الجديد) آنذاك، وهي
تتحدث عن وجود قارة عذراء تقع غربي العالم القديم، ولم يكن هناك شك
كبير في أن العرب هم الذين وضعوا أولى الخرائط التي قادت (كولومبوس)
إلى العالم الجديد.
ولا شك في أن العرب كانوا يملكون قدرات رياضية
وفلكية فذّة بفضل علماء مثل (الخوارزمي) و(البستاني) الذي أطلقوا عليه
في أوربا (البتاغينوس) وقد اسهموا جميعاً في تطوير علوم الرياضيات
والفلك ودقّة الحسابات خصوصاً في الرحلات والأسفار المختلفة، يضاف إلى
ذلك جهود العالم الأندلسي الكبير الأدريسي الذي كان قد وضع أطلس العالم
الذي ضم عشرات الخرائط والحسابات الدقيقة.
ومن الأهمية القصوى ضرورة الإشارة لما أورده
البروفيسور (فان سيريتما) أستاذ الدراسات الأفريقية في جامعة (روتجرز)
الأمريكية في كتابه (لقد جاءوا إلى أمريكا قبل كولومبوس الذي صدر في
منتصف السبعينات من القرن الماضي العشرين أي قبل ما يناهز الربع قرن
والذي جاء فيه: (أن المسلمين الأفارقة سبقوا كولومبوس في اكتشاف أمريكا
بزمن طويل، واعتمد في استنتاجه هذا على عدد من البراهين المعزوزة
بالوثائق التاريخية التي تؤكد أن مجموعة مغامرة برئاسة أحد سلاطين
مملكة مالي الإسلامية استطاعت الوصول إلى سواحل أمريكا عام 1300م أي
قبل وصول كولومبوس بحوالي 200 سنة والمقصود بإحد السلاطين هنا هو (منسي
بن موسى)
ويمكن سرد بعض الأدلة التاريخية الأخرى لدعم
وجهة نظر اكتشاف المسلمين لأمريكا أولاً من أن بعض العلماء الأجانب
تناولوا هذا الموضوع قبلاً إذ نشرت الصحف الأمريكية سنة 1954م أن
الدكتور (جيفري) الأستاذ المحاضر في جامعة (أوتو) ذكر في أحدى محاضراته:
(أن الرحالة العرب الذين اكتشفوا القارة الأمريكية قبل أن يبلغ
كولومبوس سواحلها بنحو (500) سنة ونشرت مجلة (نيوزويك) الأمريكية
الشهيدة في أعدادها مقالاً للدكتور (هوي لين لي) الأستاذ في جامعة
هارفارد وهو من أصل صيني أكد: (أن البحارة العرب أجتازوا الأطلنطي
بزهاء قرنين أو (3) قرون.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |