ألقوا البيتزا التي يحملها على الارض وانهالوا
عليه ضربا وركلا وكسروا فكه في ثلاثة مواضع.. ربطوه بالحبال ووضعوا
خرقة في فمه حتى لا يستغيث واستخدموا عنقه كمطفأة سجائر والقوه في
صندوق السيارة.
وعندما تمكن من فك قيوده طعنوه وصاحوا فيه "عد
الى العراق".. ولكن الضحية ليس مسلما أو عراقيا ولكنه هندوسي من مدينة
اندوي بوسط الهند.. حاول ان يشرح هذا لمهاجميه ولكن بدون جدوى.
وبعد أسابيع من الهجوم الذي اصابه بثقب في الرئة
والكبد ولا يستطيع سوى تناول طعام مخفوق وصف سوراب باليراو ما تعرض له
بأنه "حادث فردي."
ولكن قد يكون الهجوم جزءا من اتجاه اوسع. كشف
تقرير لمجلس العلاقات الاسلامية/الامريكية عن تزايد العداء والتفرقة
والعنف في الولايات المتحدة ضد المسلمين ومن يشتبه انهم مسلمون.
قال باليروا لرويترز وقد خيط فكه "لم يميزوا بين
الهند والعراق."
اشتغل الشاب عاملا بمطعم للبيتزا لتدبير نفقات
الدراسة بجامعة دارتموث في ماساتشوسيتس. وفي اليوم التالي لالتحاقه
بالعمل وقع في الكمين في طريقه ليسلم بيتزا ثمنها 10 دولارات. قال "عرضت
عليهم أن يأخذوا نقودي. احدهم اكتشف لهجتي وبدأ يضربني بضراوة. صرخوا
قائلين "عد الى العراق". واشتد الضرب واعتقد باليروا انه لن يفلت من
أيديهم حيا. قال "تصورت ان هدفهم كان الاستيلاء على نقودي. ولكن من
طريقتهم ادركت انهم يظنون انني من الشرق الاوسط."
وتعتقد الشرطة ان الهجوم بدأ بقصد تجريد الضحية
من النقود ثم تصاعد الى جريمة أكثر وحشية. اتهمت الشرطة اربعة رجال
بمحاولة القتل والخطف والسلب وجرائم اخرى. وقال باليروا ان الهجوم لم
يغير حبه للولايات المتحدة. ولكنه اعرب عن قلقه مما يسميه جهل
الامريكيين ببقية العالم.
وأشار الحادث وهو الثاني في سبعة شهور الى ان
الهنود غير المسلمين ضحية لجرائم كراهية المسلمين. وتعرض الهنود لهجمات
مماثلة أو تفرقة في مناطق اخرى بأمريكا. في مايو أيار اطلق الرصاص على
هندي من طائفة السيخ في اريزونا وقال له المهاجمون "عد من حيث أتيت"
وفي العام الماضي حذر اربعة شبان سيخيا اخر قائلين "اياك وتفجير اي
مبنى اخر."
واثارت هذه الحوادث قلق الهنود الامريكيين. قال
رافي شاخوجا زعيم مجموعة امريكية/هندية سياسية في نيويورك "شريحة كبيرة
من جاليتنا تتعرض للمخاطر."
وقال محمد نمر رئيس ادارة الابحاث بمجلس
العلاقات الامريكية الاسلامية ان الجهل منتشر في امريكا وهو احد اسباب
ارتفاع العنف بنسبة 15 في المئة ضد المسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول
2001. واشار الى سياسة "التفرقة" الحكومية مثل ميثاق الولايات المتحدة
الوطني. وقال ان كل هذا جعل امريكا مكانا غير امن للمسلمين ومن يشتبه
في انهم مسلمون.
قال "الوضع أكثر خطورة جدا." وأشار الى ان السيخ
والهندوس وغير المسلمين من اصل لاتيني كانوا هدفا للعنف ضد المسلمين. "ليس
مهما ما اذا كنت مسلما أو غير مسلم."
ويقول ان ما يؤجج لهيب الكراهية ضد المسلمين
طنطة وعاظ مسيحيين مثل جيري فالويل وبات روبرتسون وفرانكلين جراهام ابن
الواعظ الشهير بيلي جراهام.
واثار فالويل صدامات هندوسية/اسلامية دموية في
الهند في العام الماضي عندما وصف النبي محمد بأنه "ارهابي" واحتل
روبرتسون الصفحات الاولي في الجرائد عندما وصف المسلمين بانهم "أسوأ من
النازي."
وأثار جراهام غضب المسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر
أيلول عندما وصف الاسلام بأنه "دين شرير وكريه". قال نمر "عندما تجد
زعماء مثل هؤلاء يتكلمون بهذه الطريقة فان البعض يبدي رغبة في الهجوم.
ويعتقد البعض ان المسجد المجاور مكان لتخطيط هجمات بالقنابل ويقولون (لنتغدى
بهم قبل ان يتعشوا بنا."
هذا وازدادت عملية التمييز العرقي في امريكا بعد
احداث سبتمبرفقد رفع اميركي من اصل عربي يعمل في مكتب التحقيقات
الفدرالي (اف بي اي) دعوى ضد المكتب يتهمه فيها بالتفرقة العنصرية
مؤكدا انه تم استبعاده من التحقيقات في هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001
وحرمانه من الترقيات بسبب جذوره العربية.
ورفع باسم يوسف الاميركي من اصل مصري والذي
التحق بمكتب التحقيقات الفدرالي عام 1988 ويشغل اعلى منصب يحتله اميركي
من اصل عربي في ذلك المكتب شكوى الى محكمة منطقة كولومبيا يوم الجمعة.
وقال يوسف في دعواه "لم يتم منع اي موظف اخر في
مكتب التحقيقات الفدرالي من اصل غير عربي له نفس الخلفية والخبرة في
مكافحة الارهاب من العمل في الامور المتعلقة (بهجمات) 11 ايلول/سبتمبر".
واضاف "في الحقيقة فان العديد من موظفي مكتب
التحقيقات الفدرالي من غير العرب وممن لديهم قدرا اقل من الخبرة في
مكافحة الارهاب عينوا للقيام بمهمات تتعلق باحداث 11 ايلول/سبتمبر".
وورد في الدعوى ان يوسف تلقى باستمرار شهادات
تقدير لادائه في عمله واشاد به مدير الاف بي اي السابق لويس فريحة امام
الكونغرس لعمله في السعودية في اعقاب تفجيرات الخبر عام 1996.
واضاف يوسف في دعواه انه بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر
والتي قتل فيها 3000 شخص في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا تم استبعاده من
مهمات كان من الممكن الاستفادة فيها من قدراته على تحدث اللغة العربية
وخلفيته العرقية.
وجاء في الدعوى ان يوسف هو الموظف الوحيد في
مكتب التحقيقات الفدرالي القادر على اجراء فحص جهاز كشف الكذب باللغة
العربية وعمل كاول ملحق قانوني تابع للاف بي اي في السعودية في
التسعينات من القرن الماضي.
وحسب الدعوى فقد تم منع يوسف من العمل كمترجم
عندما جاء احد العرب الى المكتب الميداني للاف بي اي ليدلي بمعلومات
زعم انه يمتلكها حول زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وغادر الرجل
المكتب وتوقف عن التعاون مع الاف بي اي.
ويطالب يوسف بالحصول على تعويضات مالية غير
محددة وترقيته وحمايته من عمليات الانتقام.
وتاتي هذه الدعوى في الوقت الذي يحاول مكتب
التحقيقات الفدرالي بناء علاقات مع الجالية المسلمة في الولايات
المتحدة وتوظيف عملاء ومترجمين ومحللين ممن يتمتعون بخلفية شرق اوسطية
للمساعدة في الحرب التي اعلنتها الولايات المتحدة على الارهاب.
وقال ستيفين كون محامي يوسف ان موكله عرض وظيفته
للخطر برفع هذه القضية واضاف «ان يوسف عرض وظيفته للخطر حتى يضمن ان
المكتب يمكنه حماية المواطنين من وقوع اعتداء ارهابي آخر. وان تمييز
المكتب ضد من هم من اصول شرق اوسطية لا يتماشى فقط مع كل ما هو غير
اميركي، بل انه يقوّض الحرب على الارهاب». واضاف ان يوسف لا يستطيع
مناقشة القضية.
وذكر يوسف في شكواه ايضاً انه حرم من الترقية
لتولي المناصب الرفيعة، وذلك على الرغم من انه الوحيد المتخصص في اجراء
فحص الخطوط العربية في المكتب. كما انه يتمتع بمعرفة وثيقة للثقافة
العربية والسياسات العربية وهي معرفة نادراً ما توجد في أوساط عملاء
المكتب.
وكان قد حصل في منتصف التسعينات على تقدير «ممتاز»
لأدائه عندما عمل كأول ممثل للمكتب وملحق قانوني في المملكة العربية
السعودية. كما أشاد به لويس فريح مدير المكتب السابق لدوره في تعزيز
علاقات العمل فيما بين المكتب وجهاز المباحث السعودي في التحقيقات حول
تفجيرات أبراج الخبر السكنية في الظهران في عام 1996 والتي راح ضحيتها
19 من الجنود الأميركيين.
وأشار في شكواه الى ان المكتب لم يرق أي مواطن
مولود في بلد عربي الى منصب رفيع. وقال انه في بعض الأحيان يشار الى
العرب بأوصاف عنصرية مسيئة.
وقدرة يوسف على التحدث بالعربية بطلاقة وخبرته
في مجال الارهاب تؤهلانه لتولي التحقيق. ولكن عندما علم العملاء في
وحدة بن لادن في المقر الرئيسي للمكتب بمشاركته، تدخلوا لاستبعاده.
وقال انه في غياب شخص مؤهل لاجراء التحقيق باللغة العربية توقف ذلك
الشخص من التعاون مع المكتب، وان تلك المعلومات مهما كانت قيمتها فقدت
بعد فقد ذلك الشخص.
من جهة اخرى ذكر تقرير للحكومة الاميركية ان
وزارة العدل الاميركية فتحت 14 تحقيقا من اصل 1073 شكوى رفعها اشخاص
اعتقلوا في الولايات المتحدة وتعرضوا لمعاملة سيئة واهانات بعد
اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 .
وبين الحالات التي عددها مكتب المفتش العام
للوزارة اتهامات بتوجيه اهانات وتهديدات بالقتل لسجناء وعدم احترام
الديانة الاسلامية. ومن هذه القضايا شكوى ضد اهانة وجهها حارس في سجن
لمسلم بعد ان طلب منه ان يخلع قميصه لينظف به حذائه.
وقال التقرير ان التحقيقات ال14 التي فتحت تغطي
قسما ضئيلا من 1073 شكوى تلقتها السلطات القضائية الاميركية من اشخاص
سجنوا بموجب القانون الذي اعتمد بعد الاعتداءات ويمنح قوات الامن
صلاحيات لا سابق لها في مجال مراقبة الاشخاص واعتقالهم. وقد استبعد
المفتش العام 431 من الشكاوى المرفوعة معتبرا انها لا تدخل في اطار
صلاحياته.
واكد مصري اوقفه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي
آي) بعد الاعتداءات مباشرة انه تعرض مرات عدة لعمليات تفتيش جسدي ولم
يسمح له بالاتصال بقنصلية بلاده ومنع من ممارسة شعائره الدينية واجبر
على تناول اطعمة يحرمها الاسلام.
وبين القضايا الاخرى شكوى تقدم بها اميركي من
اصل عربي يتهم عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي بقلب شقته رأسا على
عقب ووصفه بانه ارهابي وسرقة بعض الاشياء من منزله. وبما انهم لم
يعثروا على ما يثبت انه على علاقة بتنظيم القاعدة حاولوا اتهامه بحيازة
المخدرات. ورفع معتقل غير اميركي شكوى على ضابط في اجهزة الهجرة هدده
بالقتل ووجه سلاحا معدا الى رأسه.
المصدر:
وكالات، النبأ |