أحتفل العالم يوم الجمعة بـ اليوم العالمي
للسكان والذي كتن يهدف الى التركيز على الاهتمام بقضايا السكان عبر
الخطط والبرامج الانمائية الشاملة وضرورة ايجاد حلول للمشكلات السكانية
المتعلقة بقضايا النمو الديموغرافي والصحة والتعليم والخدمات.
وكان مجلس ادارة برنامج الامم المتحدة الانمائي
اوصى في عام 1989 في بيان صدر بهذه المناسبة بأن يكون الـ11 من يوليو (تموز)
يوما عالميا للسكان.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد دعا الدول
الأعضاء في المنظمة الدولية الى ضبط النمو الديمغرافي العالمي عبر
افساح المجال أمام كل فرد للحصول على وسيلة لتنظيم الاسرة. وأشار
التقرير إلى انه بالنسبة الى العالم العربي فقد بلغ معدل نمو اجمالي
عدد السكان ثلاثة في المائة سنويا خلال الفترة 1980 الى 1990 ليبلغ
بذلك أعلى المعدلات على مستوى العالم. بيد ان معدل نمو السكان في الدول
العربية تراجع بنسبة 5.2 في المائة سنويا خلال الفترة من 1990 الى 1998
تماشيا مع تراجع معدلات نمو السكان في الدخل المتوسط والمتدني وذلك
بمعدل اثنين في المائة سنويا في الثمانينات. وتؤكد الجامعة العربية
تحسن الأوضاع الصحية في الدول الاعضاء بصورة ملحوظة خلال السنوات
الأخيرة وانخفاض معدل وفيات الاطفال الرضع البالغة أعمارهم سنة فأقل من
150 وفاة لكل ألف الى 65 وفاة. وفي هذا السياق اشاد تقرير المؤتمر
الدولي للسكان التابع للأمم المتحدة الذي عقد في اخيرا بالانجازات التي
حققتها دول مجلس التعاون الخليجي في مجال انخفاض معدل الوفيات وارتفاع
معدل الأعمار فيها. وذكر التقرير النهائي للمؤتمر العالمي للسكان
والتنمية الذي انعقد في القاهرة عام 1994 ان العالم قد شهد تحولات
كبيرة خلال العقدين الأخيرين وحدث تقدم ملموس في مجالات عدة لصالح
البشرية بفضل الجهود الوطنية والدولية.
واكد التقرير ان الدول النامية مازالت تواجه
صعوبات اقتصادية ومناخا اقتصاديا غير ملائم الى جانب ارتفاع اعداد
السكان الذين يعيشون في فقر شديد بالعديد من الدول. وتؤكد الدراسات
زيادة مستوى تمدين سكان العالم والتركيز السكاني اذ يتوقع في عام 2025
ان يتركز 84 في المائة من سكان العالم في البلدان النامية التي تضم
حاليا 77 في المائة من سكان العالم. وستكون نسبة الزيادة في افريقيا
اكبر من اي مكان آخر اذ سيتجاوز عدد سكانها في عام 2025 ملياراً ونصف
المليار نسمة فيما سيقفز عدد سكان جنوب اسيا من مليار و200 مليون الى
مليارين و100 مليون ومن المرجح ان تتركز نسبة الـ83 في المائة من
الزيادة السكانية العالمية في المدن. ويعزى السبب الأساسي لهذا النمو
السكاني الكبير الى قلة الوفيات وزيادة المواليد وعلى وجه الخصوص بعد
عام 1950 عندما أسهم التطور الطبي فى اطالة اعمار الناس وبخاصة الأطفال
منهم.
وقالت الهيئة القومية للسكان بالهند بمناسبة يوم
السكان العالمي يوم السبت ان عدد سكان البلاد ارتفع بنحو 180 مليون
نسمة خلال العقد الاخير وهو مايعادل ثلاثة اضعاف السكان في بريطانيا
او فرنسا.
واضافت الهيئة القومية للسكان في بيان ان عدد
سكان الهند ارتفع بنحو 180 مليون نسمة وهو رقم يعادل ثلاثة اضعاف
السكان في دول مثل بريطانيا او فرنسا او مرة واحدة بدولة مثل روسيا .
وقالت ان هذا الارتفاع في عدد السكان يفرض على
الحكومة اعادة النظر ببرامجها التي وضعتها لتنظيم الاسرة مضيفة ان
شعارات مثل "اسرة صغيرة تعني فرص عمل كثيرة" و"الاسرة الصغيرة مفتاح
المستقبل" تحتاج الى تقييم من جديد .
وبينت ان عدد سكان الهند في عام 1951 بلغ نحو
361 مليون نسمة و انه تضاعف بصورة كبيرة بحيث تجاوز المليار نسمة خلال
عام 2001 .
وقالت ان عدد سكان الهند يساوي سدس سكان
العالم ونسبة الفقراء في المجتمع الهندي تساوي ثلث فقراء العالم مبينة
ان اكثر من نصف اطفال الهند يعانون من سوء التغذية .
وافادت ان اربعة ملايين مواطن هندي مصابون
بفيروس فقدان المناعة المكتسبة (ايدز) في حين يصاب مليونان سنويا بداء
السل .
واضافت الهيئة ان نسبة التعليم وسط الرجال
بلغت 76 في المائة في حين بلغت نسبته وسط النساء 54 في المائة .
وقالت ان نسبة نمو السكان انخفضت من 14ر2 في
المائة عام 1991 الى 93ر1 في المائة عام 2001 مضيفة ان الكثير من
العائلات الهندية لا تزال تعتقد ان انجاب الابناء هو اكثر راحة
لمستقبل الاسرة من انجاب البنات.
واوضحت ان عدد سكان الهند سيصل الى مليار ونصف
المليار نسمة خلال عام 2050 وسيتجاوز في ذلك العام عدد سكان الصين
التي تضم حاليا اكبر عدد للسكان في العالم .
وقالت الهيئة ان مصادر الثروات بالبلاد لم تستغل
بصورة تناسب مع النمو السكاني مما اثر بشكل كبير على حياة عدد كبير من
المواطنين .
واضافت ان ولاية كيرلا تعد الاقل ارتفاعا
بمعدل نمو السكان خلال العقد الاخير مشيرة الى ان ولاية بيهار التي
تعد من افقر الولايات الهندية تعد في الوقت نفسه من اكثر الولايات
الهندية ارتفاعا في نسبة النمو السكاني .
وقالت ان ولايات اوتار براديش وماديا براديش
وراجستان تعد من الولايات التي شهدت نسبة نمو كبير في عدد السكان خلال
العقد الاخير .
وذكرت الهيئة ان الحكومة في سعيها للحد من
نسبة النمو السكاني ستتقدم بمشروع قرار للبرلمان يمنع أي مواطن انجب
اكثر من اثنين من المشاركة في الانتخابات مضيفة ان حكومة ولاية اندرا
براديش جنوب الهند طبقت قرارا مماثلا لعب دورا كبيرا في تخفيض نسبة
النمو السكاني بالولاية .
وافادت ان التحدي الكبير الذي يواجه الحكومة
في سعيها للحد من نسبة ارتفاع عدد السكان في البلاد هو عدم التزام
المواطنين بالبرامج الحكومية اضافة الى ان ضبط الانجاب الذي يحتاج الى
وعي كبير .
يذكر ان بيان الهيئة القومية للسكان بالهند
صدر بمناسبة اليوم العالمي للسكان والذي يجد صدى قويا لدى المنظمات
الحكومية وغيرها وبخاصة العاملة في مجال تنظيم الاسرة والامومة
والطفولة .
وتعد الهند ثاني اكبر دولة من حيث التعداد
السكاني في العالم بعد الصين وقد تجاوز عدد سكان الهند مليار نسمة عام
2001 .
المصدر: كونا، الشرق
الاوسط، النبأ |