في لقاء جمعه مع بعض الافاضل وطلبة العلوم
الدينية بمناسبة قرب الأيام الفاطمية، تحدث سماحة آية الله السيد رضا
الشيرازي عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام وقال إن شهري
جمادى الأولى والثانية يتعلقان بسيدة نساء العالمين من الأولين
والآخرين صلوات الله وسلامه عليها.
وقبل بيانه للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا
والفراغات التي ينبغي ملؤها وبخاصة فيما يتعلق بهذين الشهرين - والذي
شكّل المحور الثالث والأخير من كلمته- تحدث سماحته أولاً وفي المقدمة
عن محورين مهمين آخرين يتعلقان بالسيدة الزهراء عليها السلام ودورها
كفيصل ومقياس لمعرفة الإسلام الحقيقي وتمييزه عن الواقع المنحرف الذي
حكم باسم الإسلام، أولاً وكقدوة ونموذج ورمز للمرأة المسلمة ينبغي
تقديمها لمجتمعاتنا وللعالم كله لكي يقتدي بها في كل مجالات حياتها
الرجال والنساء، ثانياً.
وقال سماحته فی بيان المحورالاول : إذا كان
الناس - في العادة- يقيّمون الأفكار من خلال النتائج التي تنتهي إليها
والتطبيقات التي تتم باسمها، فينبغي القول إن الأدوار الثلاثة التي
تعاقبت على حكم المسلمين بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) أعطت
انطباعاً سيئاً عن الإسلام.
وأوضح سماحته: وإذا كنا لا نجد اليوم عاقلاً
يرضى بالعودة إلى حكم صدام مثلاً بعدما رأى من جرائمه وفساده، فكيف
نتوقع من الناس أن يستجيبوا لنا إذا دعوناهم إلى الإسلام الذي يمثّله
الحجاج ويزيد أو معاوية أو أولئك الذين مهّدوا لهم ومكّنوهم، لا بل لم
يختلفوا عنهم في فرض أنفسهم على المسلمين بقوة الحديد والنار
والاغتيالات التي جرى مثلها لزعيم الخزرج لمجرد معارضته لهم؟!
وأضاف: وإذا كان الإمام الكاظم (سلام الله عليه)
هو الذي قام بفضح الحكومة العباسية من خلال مظلوميته وسجنه واستشهاده،
وكان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) هو من ادّخره الله تعالى لكشف
زيف الحكومة الأموية وكونها أجنبية عن الإسلام، فإن السيدة الزهراء (عليها
السلام) هي التي أخذت على عاتقها تبديد هالة التقديس الزائفة التي
تستّر خلفها من أسسوا للنهج التسلطي الجائر باسم الإسلام، وذلك
بمظلوميتها واستشهادها وإخفاء قبرها الذي شكّل علامة صارخة تقول لكل
الأجيال: إن هؤلاء لا يمثّلون الإسلام فلا تهربوا منه بل أقبلوا عليه؛
إنما هؤلاء حكام متخلّفون حكموا باسمه بالقوة. وهكذا حلّت الزهراء
عليها السلام هذه العقدة المستعصية وأصبحت الفيصل والمائز والمنقذ
للفكرة لئلا تذهب ضحية التطبيق المنحرف.
ثم اضاف سماحته: تمثّل الزهراء (عليها السلام)
اليوم خير نموذج يمكن أن تقتدي بها المرأة المسلمة بل كل النساء
والرجال في العالم.
وأشبع سماحته الحديث عن هذه النقطة بعد أن بيّن
خواء الحضارة الغربية وبعض أزماتها وخطورة الرمز الذي تصنعه للمرأة في
عالمنا المعاصر والثمن الباهض الذي تدفعه المرأة لذلك.
أما عن المحور الأخير وهو الفراغات التي يجب
علينا ملؤها وبخاصة فيما يتعلّق بهذين الشهرين فعدها سماحته كالتالي:
1. الكتابة في فقه الزهراء (عليها السلام) وهو
المشروع الذي ابتدأه الإمام الراحل المرحوم والده (رحمه الله).
2. مخاطبة العقل الجامعي، بأن نكتب للسيدات
الجامعيات - والشباب الجامعي عموماً - كتباً عن الزهراء عليها السلام،
بلغة العصر والجامعة.
3. مخاطبة العقل الغربي، لأنه هو الآخر بحاجة
لأن نحدثه عن الزهراء عليها السلام، وسيلقى بلا شك ترحيباً إن نحن
نجحنا في إيصال الفكرة إليه. ووثّق لذلك بواقعة.
4. تشكيل المجالس البيتية، لأنها تؤدي أدواراً
قد لا تنهض بها حتى المراكز الكبيرة كالمساجد والحسينيات، وإنها ستسمر
لما سيُلمس فيها من الخيرات والبركات.
وتمنى سماحته في الختام على الإخوة المؤمنين أن
يفكّر كل منهم بالعمل الذي سيؤديه اليوم على هذا الطريق ليقدمه وثيقة
للشفاعة بين يدي الزهراء عليها السلام يوم الحساب، وذكر لهم أمثلة
وقدوات في هذا المجال كالسيد القزويني والكفائي والأميني وصاحب العبقات
وتلك المرأة التي باعت ذهبها للتبرع بطبع كتاب عن الزهراء عليها السلام
كما باع الشيخ محمد جواد البلاغي بيته في سبيل ترويج الدين. |