قال سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد علي
الشيرازي، نجل الإمام الشيرازي (قدس سره) وقال:
لكي ننجح في العبور من الصراط يوم القيامة براحة
وسلام، نحتاج إلى مساعدة من بوسعهم أن يعينونا في هذا الطريق؛ ذلك أنه
ليس من المعلوم والمضمون أننا نستطيع إنجاز هذه المهمة بنجاح بما عندنا
من أعمال.
جاء حديثه ضمن سلسلة الدروس الأخلاقية الأسبوعية
في بيت الإمام الشيرازي وبالإشارة إلى آيات من الذكر الحكيم، ليلة
السبت متحدثا عن موضوع الشفاعة والتوبة.
وأضاف سماحته: الملائكة والشهداء والعلماء
والمؤمنون والأمهات والآباء، يستطيعون تقديم العون لنا في هذا المجال،
لأنهم من الذين منحهم الله حق الشفاعة للإنسان يوم القيامة.
وتساءل حجة الإسلام الشيرازي عن أنجح شفيع وقال:
إنه التوبة؛ فلقد روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «لا
شفيع أنجح من التوبة» (نهج البلاغة، الكلمات القصار)، فهو بلا شك،
الشفيع الذي لا تُردّ شفاعته ولا تؤخَّر.
وقال سماحته: لقد ورد في بعض الروايات أنه حتى
إبليس الذي هو منشأ كل الشرور ورمزها، لو تاب فإن الله التواب الرحيم
يتوب عليه.
وأضاف: ستزول الدنيا وما فيها من خيرات ومباهج
وشرور ومصاعب يوماً ما، فمصيرنا كلنا إلى الموت لا محالة. ولقد كان
المرحوم الوالد كلما عرض عليه إعلان بوفاة أحد قال: سيأتي يوم يُخبر
فيه عن موتنا أيضاً.
وأضاف حفظه الله: إن باب التوبة مفتوح للجميع،
ولكن إبليس اللعين يضلّ أكثر الناس ويستمرّ في غوايتهم والتسلط عليهم
حتى ينسيهم ذكر الله تعالى.
وأوضح سماحته: إن التوبة ليست باللسان فقط، بل
إن لها أربع مراحل - كما عبّر عنها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛
وأولاها: مرحلة الندم.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الاستغفار، بأن
يعتذر الإنسان إلى الله تعالى على ما ارتكب من ذنوب.
وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة العمل، بأن يوفي
العبد ما عليه من حقوق تجاه الله والناس، فلا توبة من دون عمل.
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة العزم والتصميم
على ترك الذنوب أبداً لئلا يقترف المعصية ثانية.
وقال حجة الإسلام السيد محمد علي الشيرازي في
جانب آخر من حديثه:
إن في قلب كل إنسان نقطة بيضاء، فكلما ارتكب
ذنباً ظهرت في قلبه نقطة سوداء، ولكنها تزول إذا تاب وندم.
وأضاف: إذا ارتكب العبد ذنباً فعليه أن يتوب منه
بلا تأخير وإبطاء لأن الأجل قد لا يمهله!
وختم السيد الشيرازي حديثه بالقول: إن أكثر ما
يرضي الله تعالى توبة عبده المؤمن، فكلما تاب العبد وأناب شمله الله
تعالى برحمته وضاعف من حسناته.
  |