تحدث سماحة المرجع الديني الكبير آية الله
العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي عن التجارة مع الله تعالى وقال:
إنّها التجارة الوحيدة الرابحة والباقية.
جاء ذلك في لقائه يوم الجمعة مع جمع من التجار
وأهل الخير من مدينة طهران. وبالإشارة إلى آيات من الذكر الحكيم أوضح
سماحته: إنّ التجارة مع الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام) هي
التجارة الوحيدة التي تدوم، أما التجارات الدنيوية فكلها فانية.
واضاف المرجع الشيرازي مواصلاً حديثه:
قبل عدة سنوات، سافر اثنان من الأصدقاء من
الخارج إلى مدينة قم وكان معهما مال فاشترى كل منهما قطعة من الأرض في
ضاحية من ضواحيها وعلى مدى سنوات بنى كل منهما في أرضه عدة أبنية.
وبعد مضي مدة جاءني أحدهما وقال: لقد أهدرت مالي
بشرائي هذه الأرض، فإنّ أحداً لم يكن مستعداً لأن يشتريها منّي بالثمن
السابق الذي دفعته لقاءها قبل عدة سنوات. ولذلك قمت بوقفها في سبيل
الخير، وكما قيل في المثل الفارسي: تبرعت بالزيت المسكوب.
أما رفيقه الذي اشترى قطعة في منطقة أخرى فقد
استفاد منها عشرات أضعاف السعر الذي اشترى به الأرض؛ لترقّي ثمنها.
ثم عقّب سماحته قائلاً: إنّ التاجر في هذه
الدنيا لا يربح في كل معاملاته دائماً، بل إنّه يربح مرات كثيرة وقد
يتضرر يوماً ما أيضاً. أما التجارة الوحيدة التي لا خسارة فيها أبداً
فهي التجارة مع الله فقط.
وأضاف سماحته: لو كان المرحوم الأخ (المرجع
الديني الراحل الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته)
واحداً من كبار التجار، أو شخصية سياسية مهمة، ورحل من الدنيا، لما
كنتم تقولون اليوم من صميم قلوبكم: «رحمة الله عليه»؛ لأنّ هذه
التجارات ليست من التجارة التي لا تبور ، وما محبتكم ومحبتنا له إلاّ
بسبب الخدمات التي قدّمها للمجتمع في سبيل الله.
وقال سماحته أيضاً: إضافة إلى سعينا لخدمة الناس
والمؤمنين، علينا أن نسعى أيضاً لدعوة الآخرين إلى هذا العمل الصالح
والخيري، فهو الأمر الثابت الذي سيبقى عند الله والناس.
وختم المرجع الشيرازي حديثه بالقول: علينا دائماً
أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة (تقديم الخدمة للعباد) لئلاّ تزول
منّا، فربما حُرمنا منها وأصبحت من نصيب الآخرين إن لم نعرف قدرها.
وعلينا السعي لتقدير النعم التي أنعم الله بها
علينا بالعمل والشكر معاً، وإنفاقها في خدمة العباد وتطوير المجتمع، أي
في سبيل الله تعالى. |