تنتشر في أغلب الدول العربية ظاهرة إنضمام
الأطفال إلى سوق العمل بنسب كبيرة وأغلب مواقعها في الأعمال الهامشية
أو الطفيلية.
أو في المعامل والورش والمزارع التي تفتقر للحد
الأدنى من الرعاية الصحية وهناك آراء متعددة لأسباب هذه الظاهرة منها
انتشار البطالة بين الآباء وانخفاض دخل المشتغلين منهم فإنهم يضطرون
إلى سحب أطفالهم من المدرسة وزجهم في سوق العمل مما يؤدي إلى مضاعفة
الأمية – ونقص التأهيل – وحرمان نسبة كبيرة من الشريحة الأهم والأكبر
في المجتمع من حقها الإنساني المقدس في الحياة بصحة جيدة وحق التعليم
الأساسي والإجباري) وتشير دراسة إحصائية لمنظمة العمل الدولية التي
قدرت عدد الأطفال الذين يعملون بشكل غير مستقر بنحو 50 مليون إلا أن
هذا الرقم مشكوك في صحته يراه البعض أنه الرقم الحقيقي 250 مليون أو قد
يصل إلى ضعف هذا الرقم ففي بعض البلدان الأفريقية يصل نسبة 20% من
مجموع الأطفال وهم يشكلون 17% من القوى العاملة وفي مصر يشكل الأطفال
أقل من 5 سنوات حوالي 14.8% من إجمالي السكان ونسبة الأطفال من فئة (5-
15) سنة 24.6% أي أن 40% من إجمالي السكان في مصر تقع في سن (1 – 15)
سنة وترتبط هذه الشريحة العمرية من السكان الصغار السن عبء الإعالة حيث
تشكل نسبة القوى العاملة 27.8% فقط من إجمالي السكان وهذا يعني أن كل
فرد في مصر يعمل لإعالة (3) أفراد وتقدر نسبة الأطفال العاملين دون سن
(15) سنة بأكثر من 10% عشرة وكشفت دراسة اجتماعية في اليمن عن تنام
ملحوظ لأسواق عمالة الأطفال وذلك على الرغم من توقيع الحكومة اليمنية
اتفاقية حقوق الطفل الدولية عام 1995م وأفادت الدراسة التي قام بها عدد
من الأكاديميين في جامعة صنعاء أن سوق العمل يحتضن ما يربو على نصف
مليون طفل، وحوالي 7000 آلاف طفل متسول تم رصدهم في العاصمة صنعاء
وحدها، وهناك أكثر من 200.000 ألف تلميذ يتسربون من المدارس ويتوجهون
إلى سوق العمل ويعمل معظمهم في مسح الأحذية وتنظيف السيارات والأعمال
المنزلية والحقلية والأفران والمخابز أو جمع القمامة وتنظيف الشوارع
وعن الأسباب الاقتصادية يشير المهتمون بعمالة الأطفال إلى ارتباط عمالة
الأطفال بانخفاض مستوى التكنولوجي في القطاعين الزراعي والصناعي
وانخفاض أجور الأطفال وكفاءتهم في أداء بعض الأعمال وعن الأسباب
الاجتماعية: أشير إلى دور الأسرة في ربط مستقبل أطفالهم بما يتناسب مع
وعيهم لدورهم في الحياة وعن الحلول المتكاملة للحد من الظاهرة معالجة
الوضع المعاشي للأسرة الفقيرة – إلزام التعليم وربط العلم بالقوة
المنتجة الإلتزام بالتشريعات والقوانين التي تحد من عمل الأطفال والتي
صادقت عليها جميع الدول العربية وخاصة أن ظاهرة عمل الأطفال تشكل في
المستقبل أزمة مجتمعية – إنسانية كبيرة وللتذكير أن هناك تشريع تنوي
الدول الكبرى تطبيقه يقضي بعدم الاستيراد لأي منتج يتم تشغيل الأطفال
فيه ولوحت بعض الدول الأوربية بفرض عقوبات تجارية في صورة منع إستيراد
أي منتج يستخدم الأطفال في إنتاجها.
وبالمناسبة أطلقت منظمة العمل الدولية اليوم
العالمي للقضاء على عمل الأطفال لتذكير العالم بهذه المأساة ويركز
احتفال هذا العالم على الإتجار بالأطفال وهو ما يعد عملاً إجرامياً حيث
يجبر ما يقرب 1.2 مليون طفل على القيام بأشكال مختلفة من الأعمال غير
المقبولة والأعمال الخطيرة وفي تجارة الجنس وعن المشاكل التي تواجه
الأطفال أشار التقرير إلى سوء التغذية الحاد وتشير تقديرات اليونيسيف
إلى أن هناك ما يتراوح بين 60 إلى 80 ألف يعانون من سوء التغذية يذكر
أن تقرير التنمية الإنسانية لعام 2003م أشار إلى عدد الأميين 70 مليون
في البلدان العربية وهناك قدر من الحرمان من التعليم الأساسي فيوجد 10
ملايين طفل عربي محرومون من حقهم في التعليم، ويؤكد الدكتور نادر
فرجاني أن المواطن العربي عليه الانتظار 140 عاماً لكي يضاعف دخله فأية
حكايات وأحلام وأمنيات تواجه أطفال العرب اليوم؟. |