تكاد الرقع الجغرافية بين البشر تتقلص حيث توسعت
العلاقات الانسانية وهذا ما ساعد على اتساع عمليات الانفتاح بين
المجتمعات فأصبح للمسلمين صوت داخل البلدان الغربية من خلال تعايشهم
فيها. لكن تجمعات المسلمين هناك الذين وجدوا حرية السماح لهم ببناء
المساجد ودور مؤسسات العبادة الإسلامية قد ساعدت عبر الاحتكاكات
اليومية على معرفة انطباعات الأجانب عنهم وخصوصاً وأن أعداداً من
معتنقي الأديان الأخرى قد أصبحوا مسلمين.
حركة بناء المساجد في الغرب عامل مهم لزيادة
التعريف بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف أدى بالمقابل لمعرفة ما يفكر به
الآخرون من الغربيين في الإسلام والمسلمين حتى ليكاد القول أن ثقافة
المسلمين المهاجرين إلى الغرب قد أضحت مواضيع ينظر إليها الغربيون نظرة
عادية على المستوى الاجتماعي بصورة عامة بعد أن أحاطها سابقاً شيء من
الريبة والشك الذي حدث بفعل الدعاية المضادة للدين الإسلامي ، والناظر
إلى حياة المسلمين عموماً ولما يدار من عبادات كأداء الصلاة وتثقيف
إسلامي بمبادئ وأخلاقيات وتاريخ الإسلام في تلك المساجد لأمر يدعو إلى
التأمل عند الناس الغربيين وتقول إحصائية بهذا الصدد صدرت في مدينة
نيويورك الأمريكية: إن ما يتراوح ما بين (600 – 800) الف مسلم يرتادون
المساجد خلال السنة وحدث هذا بالنسبة لسنة 2001م في نيويورك فقط.
والمسلمون رغم اختلاف مشاربهم ومستوياتهم
جنسياتهم المتجمعون بمساجد نيويورك لأداء فريضة الصلاة والذين يتشاورون
في أمور دينهم ودنياهم تعتريهم الرغبة أن يعرفوا بأنفسهم أكثر أمام أهل
البلاد التي يسكنوها وهذه الحالة تدل على مدى اجتماعية النفس عند كل
مسلم.
لا شك أن أحداث 11 أيلول 2001م في أمريكا قد
أحدثت تخلخلاً في النظرة إلى المسلمين المتواجدين في الغرب لكن هذه
النظرة قد اضمحلت بعد أن بذل المسلمون هناك جهوداً معنوية مضنية حتى
أوصلوا الحقيقة الساطعة عند المسلمين الذين استنكروا تلك الأحداث شكلاً
ومضموناً وعملاً ففي مدينة نيويورك وحدها يوجد الآن (90) مسجداً
إسلامياً وهو عدد لا بأس به ممكن أن يستغل موضوعياً لزيارة أواصر
الإخاء بين المسلمين والمسيحيين.
وإن توالي علاقات التفاهم قد خلق جواً ودياً بين
سكان البلاد الرسمييين والمهاجرين إليها من المسلمين الذين استطاعوا
إلقاء الضوء على واقع الإسلام والمسلمين وبذاك فقد ساهموا في تحجيم
سلوك العنصرية ضد الإسلام والمسلمين التي كانت محط إثارة جاهلة ضد
الإسلام كدين والمسلمين كمؤمنين.
ويعود الفضل بتعريف المسلمين بالدين الإسلامي
داخل البلدان الغربيين ضمن إطار من تواصل الحوار والخوض في غمار
التعريف بالإسلام والمسلمين الذين حصل من خلال مناسبات افتتاح المساجد
الحديثة في الغرب عموما.
ً وقد يؤدي الوقوف على انطباعات الأجانب عن
الإسلام الى خلق الفرصة الممهدة للمساهمة نحو تحقيق أواصر العلاقات
والإخاء الإسلامي المسيحي. |