(ابغض الحلال عند الله الطلاق)
رسول الله محمد (ص)
نعم.. إن في مقولة الرسول محمد (ص) (أبغض الحلال
عند الله الطلاق) دعوة للتفكر لا يفضل أن تنطلق مشكلتها لأسباب واهية
لا تستدعي اتخاذ قرار الطلاق الرهيب الذي غالباً ما ينزل نزول الصاعقة
على النساء المؤمنات حين يكون أزواجهن قد سيطرت عليهم مشاعر التغيير
الزوجي وغير ملتفتين أن في الطلاق اللامبرر اغتيالاً معنوياً لإنسانة
اختارها ذاك الرجل لتكون شريكة حياته وهي وافقت عليه أن يكون لها زوجاً
أبدياً.
ومشكلة الطلاق في المجتمعات العربية تعد مشكلة
ظاهرة للعيان وتبحث جهات متخصصة عن حلول جذرية تعين كلا الزوجين على
العيش في حياة يسودها جو الأريحية الأسرية، ومشكلة الطلاق تبدو أكثر
تعاسة إذا ما أثمر الزواج بطفل أو أكثر وفي مكافحة الطلاق ليس أبعاداً
لتهديد هدم الأسرة فحسب منها ما يشيد من ركيزة الزواج والأسرة التي هي
نواة المجتمع فإذا ما فسدت النواة فإن ثمارها لا بد وأن تطالها المفسدة.
ومكافحة آفة الطلاق الذي تتصاعد وقوع حالاته في
المجتمعين العربي والإسلامي ظاهرة تنذر بالخطر الكبير على كل مجتمع لم
تؤرق عناصره ازدياد نسب حالات الطلاق فيه ففي وقوع الطلاق فتك في
السياج الصالح للأسرة، إنّ عدداً من التساؤلات ممكن أن تدعوا للتفكير
بأن هناك للطلاق أسبابه ومبرراته التي سببها سلوك أو مواقف المرأة –
الزوجة لكن ذلك لا يشكل تعميم غياب للحل بين الزوجين مادام الأمر لم
يصل بعد لحدود عدم الرجعة بين ما يعنيهم الأمر من المتزوجين.
والزواج باعتباره شرع الله تعالى لكن أصبح ظاهرة
مخيفة في المجتمعات الشرقية والغربية بآن واحد ووقوع الطلاق له مردود
سلبي على ميزانيات الدول وتستنزف نتائجه القريبة والبعيدة الكثير من
الجهد والوقت والمال وعالم اليوم بتقدمه التكنولوجي قد دفع المرأة لأن
تشعر بضرورة المساواة مع الرجل في كل شيء أي لا تنظر أحياناً إلى أن
خصوصيتها كـ(امرأة) فهي مطلوبة بكل وقت للرجل المتربص بها وما يزيد
الطين بلة أن العديد من الرجال لا يريدون أن يفهموا أن الزواج الثاني
يحمل في أغلب الأحيان عند عدم وجود مبرر لتطليق الزوجة الأولى بذرة فشل
ذلك أن انهيار الأسرة أمر محتمل بصورة كبيرة إذا أساء الرجل – الزوج
كيفية استعمال امتياز شعار (الرجال قوامون على النساء) أو أن المرأة –
الزوجة تجاوزت على هذا الحق الموضوعي لقيمومة زوجها عليها.
الإمارات العربية تتبنى حالياً استراتيجية
اجتماعية لبناء أسرة متماسكة مستقرة والقضاء على أية مشكلات تتعلق
بالفكر الأسري والزواج والعنوسة (والطلاق أيضاً) وتتركز هذه الدراسة
التي قدر أن تستمر حتى سنة 2010 على التربية الأسرية واستلهام ما يمليه
الضمير والدين على الأزواج وبعد التعرض على حجم مشكلة الطلاق التي لا
تبشر بخير في أي بلد من بلدان العالم وتبين الأرقام أن الطلاق في روسيا
وأمريكا من أعلى معدلات الطلاق في العالم حيث بلغ معدل الطلاق في
الولايات المتحدة الأمريكية (4.57) لكل (1000) نسمة من السكان سنة
1994م وفي روسيا كانت النسبة (4.6) لكل (1000) نسمة من السكان في ذات
السنة.
وتؤكد الإحصاءات أن العامل المادي له أثر في
توتر العلاقات الأسرية والوصول بها إلى حدوث الطلاق بين الزوجين كما
تبين أن الزواج المبكر يكون في كثير من الأحيان سبباً للطلاق كما يلعب
الجهل بحقوق الحياة الزوجية، دوراً في فسخ ارتباط الزوجين وهناك أسباب
عديدة تشكل الخلفية المأسوف عليها لحدوث الطلاق من ذلك مثلاً تدخل
الأهل في الحياة الزوجية، ومع ظهور إحصاءات عديدة حول الطلاق إلا أنه
لا يمكن اعتبارها أرقاماً صحيحة بنسبة (100%).
إن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة فعلية
لتهيئة الأفراد على امتلاك درجة من التثقيف برسالة الزواج الذي ينطلق
منه خلق واستمرار البشرية على الأسس الشرعية التي أراد الله عز وجل أن
يكون عليه الرجل والمرأة. |