رحبت الولايات المتحدة يوم الخميس بالتظاهرات
المعادية للحكومة في ايران وقالت انها تؤيد تطلعات الايرانيين للعيش في
ديمقراطية وحرية.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة
الخارجية الامريكية في تعليق على مظاهرات هذا الاسبوع في ايران "نحن
نشيد بالشعب الايراني لجذبه الانتباه الى السياسات المدمرة للحكومة
الايرانية التي تحدث مثل هذا الضرر بشعبها."
وتظاهر الاف الايرانيين ضد حكامهم لثاني ليلة
يوم الخميس في اكبر مظاهرات ضد المؤسسة الحاكمة منذ شهور التي يبدو
انها اكتسبت قوة حشد دافعة.
وتجمع نحو ثلاثة الاف شخص حول نزل جامعي بوسط
طهران في تعبير عن غضبهم من محمد خاتمي الرئيس المعتدل وايضا رجال
الدين المتشددين الذين يقفون في طريق محاولاته للاصلاح قائلين "الموت
للطغاة".
وقال باوتشر "الايرانيون مثل كل شعب لهم الحق في
تقرير مصيرهم بانفسهم. الولايات المتحدة تؤيد كامل التاييد تطلعاته
للعيش في حرية."
واضاف "املنا ان يسمع صوت الشعب الايراني
ومناداته بالديمقراطية وحكم القانون وان يحول ايران الى قوة للاستقرار
في المنطقة." واضاف "نحن نراقب باهتمام عمليات القاء القبض على
المتظاهرين واخذهم الى الحجز لمجرد انهم يعبرون عن آرائهم السياسية نحن
ننتظر من النظام ان يرعى حقوق الانسان لهم ويطلق سراحهم."
وكان الرئيس الامريكي وضع ايران ضمن محور الشر
العام الماضي الى جانب العراق وكوريا الشمالية. وقال مسؤولون امريكيون
انهم سيرحبون بتغيير في الحكومة.
وتقول واشنطن انها تعارض برامج ايران النووية
ودعمها للجماعات التي تعارض سياسة امريكا في الشرق الاوسط.
من جهته أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش يوم
الاحد تأييده للمظاهرات التي تنادي بالديمقراطية في إيران ووصفها بانها
خطوة إيجابية على طريق الحرية.
وقال بوش في كينبنكبورت حيث يمضى عطلة نهاية
الاسبوع "انها البداية لشعب يعبر عن نفسه في سبيل إقامة ايران حرة وهو
أمر اعتقد انه ايجابي."
وقال الرئيس الامريكي للصحفيين بعد أن حضر قداسا
"اعتقد ان الحرية حافز قوي." واضاف "اتصور أنه سيأتي يوم تعم فيه
الحرية كل مكان لان الحرية دافع قوي."
ويوم السبت أعرب البيت الابيض عن قلقه إزاء
استخدام العنف في قمع الاحتجاجات اثر قيام متشددين مسلحين بهراوات
وسلاسل حديدية بمهاجمة الطلبة ودعا حكومة طهران إلى اطلاق سراح من
اعتقلوا خلال الاحتجاجات.
وقال البيت الابيض في بيان أصدره يوم السبت "ان
الولايات المتحدة تنظر بقلق شديد إلى استخدام العنف ضد الطلبة
الايرانيين الذين يعبرون عن وجهات نظرهم السياسية سلميا. ان الايرانيين
مثلهم في ذلك مثل كل الشعوب يحق لهم ان يقرروا مصيرهم والولايات
المتحدة تؤيد تطلعاتهم للعيش في حرية."
وتعبيرا عن الغضب من الرئيس المعتدل محمد خاتمي
وايضا رجال الدين المتشددين الذين يعوقون تحركاته الاصلاحية انضم الاف
الاشخاص الى الطلبة في ادانة خاتمي وخصومه المحافظين.
وقال البيت الابيض "اننا نأمل ان يتم الاستماع
الى صوت الشعب الايراني وتطلعاته للديمقراطية وحكم القانون."
وقال دبلوماسيون ان اعمال الميلشيشات التي تدين
بالولاء الشديد للزعيم الاعلى الايراني اية الله على خامنئي ولا ترتدي
زيا تبدو كما لو كانت تهدف الى بث الخوف في قلوب المتظاهرين.
وقال خامنئي صاحب الكلمة الاخيرة في ايران ان
السلطات لن تبدى رحمة ازاء "مرتزقة العدو". وقالت صحيفة الجمهورية
الاسلامية المتشددة ان الاضطرابات اثارتها مؤامرات مضللة من الولايات
المتحدة ضد ايران.
وقد وحد مسؤولون ايرانيون صفوفهم يوم الأحد
وانتقدوا الولايات المتحدة لمساندتها سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة
بالديمقراطية نظمها آلاف لليلة الخامسة على التوالي في طهران.
ووردت أنباء عن اندلاع مظاهرات أصغر نطاقا في
مدينتين على الاقل في مؤشر على احتمال تنامي الاحتجاجات التي اشادت بها
واشنطن بوصفها صرخة من أجل الحرية.
واتهمت وزارة الخارجية الايرانية الولايات
المتحدة "بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية لايران" وقالت ان
المسؤولين الامريكيين تعمدوا المبالغة في وصف أهمية المظاهرات.
وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم الخارجية
الايرانية "يتجاهل الامريكيون وجود الملايين للترحيب بالزعيم الاعلي
والرئيس ويصفون احتجاج قلة بانه صوت الشعب."
وتشعر المؤسسة الدينية الايرانية المحاصرة بين
افغانستان والعراق بالقلق تحت وطأة الضغوط الامريكية المتصاعدة عليها
منذ نهاية الحرب في العراق. وتتهم واشنطن ايران بالسعي لامتلاك اسلحة
نووية وبدعم الارهاب والتحريض على الاضطرابات في العراق.
وقالت الصحف ان الشرطة اعتقلت يوم السبت ثلاثة
من الزعماء الدينيين من ذوي الميول القومية بتهمة اثارة الشغب وهؤلاء
الثلاثة ضمن 15 معارضا حكم عليهم بالسجن في مايو ايار لما يصل الى 11
عاما بتهمة نشر دعاية مناهضة للدولة ولكنهم كانوا مطلقي السراح على ذمة
الاستئناف.
وقالت وكالة الانباء الايرانية انه كان قد اصيب
نحو 60 شخصا بينهم 32 من رجال الشرطة في مظاهرات على مدار خمس ليال في
طهران واصيبت خمسة بنوك و22 سيارة و34 دراجة نارية باضرار.
وقال رئيس البرلمان مهدي كروبي وهو من الشخصيات
البارزة في الحركة المطالبة بالاصلاح ان ايران متحدة في رفضها الضغط
الامريكي. وقال في كلمة للبرلمان "جميع الخلافات والمناقشات بين ابناء
الثورة (الاسلامية) اختلاف في المشارب ولكنهم متحدون جميعا ضد العدو...
انهم يتصدون للعدو ولن يقبلوا اي ضغط."
وفيما صب المحتجون جام غضبهم على رجال الدين غير
المنتخبين الذين يتمتعون بسلطة عليا في ايران هاجموا ايضا الرئيس
المعتدل محمد خاتمي واتهموه بعدم احراز اي تقدم فيما يتعلق
بالديمقراطية والعدل والحريات الاجتماعية بعد ست سنوات في السلطة.
واشاد كروبي باعتقال الشرطة عشرات من المتشددين
الذين ارهبوا المتظاهرين في الساعات المبكرة من صباح السبت واقتحموا
مساكن الطلبة في ثلاث جامعات. وطالب اولياء امور الطلبة بمنع ابنائهم
من المشاركة في الاحتجاجات.
وقال "لدينا ديمقراطية وسنعالج جميع المشاكل في
بلادنا."
وفي اشارة للولايات المتحدة قال "لا ينعم
الفقراء بالديمقراطية في بلدكم. يفوز رئيسنا بالاصوات ويفوز رئيسكم
بالانتخابات من خلال ضغوط قضائية."
واوردت وكالة انباء الطلبة وقوع مصادمات يوم
السبت في مدينتي شيراز والاهواز الجنوبيتين ومقتل شخص طعنا. وفي وقت
سابق الأحد لم تشهد طهران اعمال العنف التي شابت الليلة السابقة حين
سيطر متشددون على شوارع وسط طهران. وقالت صحيفة جمهوري اسلامي المتشددة
ايضا ان 500 من الاشقياء والملكيين تصادموا مع الشرطة في مدينة اصفهان
بوسط البلاد.
وضربت شرطة مكافحة الشغب سياجا حول جامعة طهران
لحماية الطلبة من المتشددين الموالين للزعيم الاعلى الايراني اية الله
على خامنئي. وقال دبلوماسيون إن الاجراءات التي اتخذتها الشرطة ضد
المتشددين اظهرت ان السلطات حريصة على تهدئة التوتر.
وقال دبلوماسي "يعلمون ان القمع الشديد سيأتي
بنتائج عكسية. يحاولون السيطرة على الوضع ولكن من الصعب كبح جماح هذه
الجماعات."
من جهة اخرى قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات
المتحدة تفكر في إنشاء مواقع على الإنترنت باللغة الفارسية لتشجيع
الديمقراطية في إيران.
وإذا مضت هذه الخطة قدما فإن هذه الفكرة قد يتم
تمويلها من مبلغ 100 مليون دولار خصصتها الولايات المتحدة هذا العام
لخطة لتشجيع سيادة القانون والإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في
المنطقة تسمى: "مبادرة شراكة الشرق الأوسط."
وقال المسؤول: "شئ نبحثه الآن وهو إلى أي مدى
يمكن استخدام بعض من المئة مليون دولار للقيام بأمور مثل إنشاء مواقع
في الإنترنت على سبيل المثال تكون باللغة الفارسية من شأنها أن تساعد
في دعم التغيير الديمقراطي في إيران."
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن مواقع
الإنترنت يمكن أن تعطي الإيرانيين حرية الوصول إلى كتيبات بشأن إدارة
الحملات السياسية والمهارات التنظيمية الأخرى المتعلقة بالانتخابات
قائلا إن مشروعات مماثلة نفذت في آسيا.
المصدر: وكالات |