القطيف: تزامناً
ما تشهده الساحة الإسلامية ومنطقة الخليج على وجه الخصوص من تحسّن على
المستوى الطائفي، بالذات بعد التطورات الجارية في العراق، تحدث سماحة
العلامة الشيخ فيصل العوامي عن الموقف الذي ينبغي أن يتبناه أبناء
الطائفة الشيعية ليسهموا في تعميق هذا التحسن وتجذيره..
فقد عرض في البداية مجموعة من المعطيات التي
ساهمت بشكل أو بآخر في التحسن المذكور، وكان على رأسها:
1- إنفتاج الطوائف السنية بمختلف أطيافها على
الفكر الشيعي، فبعد أن كان هذا الفكر يُسمَع من غير أصحابه، الأمر الذي
كان يؤدي إلى تشوّهه بشكل كبير، أخذ الكل الآن يصغي عبر الفضائيات
وشبكات الإنترنت إلى ما يقوله المنتمون للفكر الشيعي أنفسهم، وذلك بلا
شك أسهم في تحسين الصورة ورفع الكثير من موارد الغموض.
2- قيام العديد من العلماء وأرباب الفكر الشيعة
بمبادرات تهدف إلى تطبيع العلاقة وتجسير الفجوة بين الطائفتين، وقد
لُمس الكثير من التحسن بسبب هذه المبادرات.
3- المراجعات التي بدأت تشهدها الساحة الدينية
والثقافية السنية بخصوص الفكر المتشدد والثقافة التكفيرية، والتي ترتبت
عليها تقهقرات ملموسة على المستوى الإجتماعي.
فهذه المعطيات ساهمت بشكل ما في تحسن العلاقة
بين الطوائف، وهذا التحسن وإن كان نسبياً وبطيئاً، لكنه يبشر بخير.
وبناء على ذلك فإن وظيفة الإنسان الشيعي تجاه
هذا التحول الطيب، أن يراعي وصايا الأئمة الكرام (ع)
المتعلقة بالتعامل الحسن مع أبناء الطوائف الأخرى، وذلك ليكون رسولاً
وممثلاً للمذهب، إذ أن أي تصرّف سيصدر من قبله سيحسب على المذهب مباشرة
لا على شخصه فقط، وفي هذا السياق قال الإمام الصادق(ع):
(معاشر الشيعة إنكم قد نسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا
شيناً). |