قالت صحف يوم السبت ان وزارة الخارجية الايرانية
رفضت اتهام رجل دين متشدد بان جواسيس امريكيين جلبوا نصف مليار دولار
الى البلاد لرشوة مسؤولين.
ونقلت صحيفة ياس نو الايرانية عن المتحدث باسم
الوزارة حميد رضا اصفي قوله "التلميح بان مسؤولين ايرانيين تلقوا
اموالا من امريكا كذب وخطأ تماما."
ونشرت صحف عديدة تصريحات رجل دين محافظ كبير جاء
فيها ان جواسيس امريكيين جلبوا مبالغ ضخمة الى الجمهورية الاسلامية
لرشوة مسؤولين وزعزعة استقرار البلاد.
ونقلت صحيفة ياس نو عن اية الله محمد تقي مصباح
يزدي قوله في خطبة صلاة الجمعة في طهران "لا تخافوا من الخمسمئة مليون
دولار التى جلبها جواسيس امريكيون الى البلاد لتوزيعها على مسؤولين
ايرانيين."
وزادت واشنطن التي قطعت العلاقات مع طهران بعد
قليل من قيام ثورة 1979 الاسلامية من انتقادها لايران منذ هزيمة العراق
متهمة اياها بايواء القاعدة وتطوير اسلحة نووية. وتنفي ايران الاتهامات.
وقالت صحف ايرانية ان رجل الدين لم يتهم احدا
بالاسم لكنه اتهم في السابق صحفيين بتلقي اموال امريكية.
وطالبه محمد علي ابطحي نائب الرئيس الايراني بأن
يقدم دليلا يدعم اتهاماته او ان يصمت.
ونقلت صحف عن ابطحي قوله "اتمنى ان تطلب السلطات
المختصة منه ان يكشف للامة عن الخونة الذين تلقوا اموالا من الخارج.
واذا لم يفعل فيجب ان يطلب منه عدم اثارة الراى العام."
وكان محمد علي ابطحي نائب الرئيس الايراني قد
أعلن لوكالة فرانس برس ان الوجود الاميركي في العراق وافغانستان
والخلافات بين الاطراف الايرانيين حول السياستين الداخلية والخارجية
لايران ادت الى قيام "وضع دقيق" في ايران.
وقال ابطحي "على الساحة الدولية سجلت في السنوات
الاخيرة احداث حاسمة. على سبيل المثال لدينا الى الشرق والغرب من
بلادنا جار جديد يدعى الولايات المتحدة" في اشارة الى الوجود الاميركي
في افغانستان والعراق.
ومضى يقول ان هذا الجار الجديد يتصرف "كقوة تسمح
لنفسها بالتصرف دون قيود". وتابع "علينا ان نتجنب بشتى الوسائل اعطاء
الاميركيين ذرائع حتى وان لم يكونوا بحاجة اليها عندما يقررون شيئا".
ورأى انه لخفض مخاطر هجوم عسكري فان "افضل وسيلة
هي تعزيز الديموقراطية كما يؤكد الرئيس خاتمي ما يسمح بتعزيز الرابط
بين السلطة والشعب". واضاف ابطحي انه على الصعيد الداخلي "فان الخلافات
جدية حول طريقة الحكم وحول السياستين الداخلية والخارجية وحول مقاربتنا
بالنسبة الى الدين".
واكد خصوصا على ان مقاومة المحافظين الشرسة حيال
اصلاحات الرئيس خاتمي سببت "اضطرابا عميقا لدى الايرانيين الذين
يعتبرون ان تصويتهم ليس له اي تأثير على سياسة البلاد".
الا ان هذا الرجل القصير القامة الذي كان مدير
مكتب الرئيس خاتمي طوال اربع سنوات اعرب عن "تفاؤله" قائلا "يمكن على
المدى الطويل ان لا اكون ولا خاتمي في منصبينا لكن افكار وشعارات
الرئيس خاتمي ترسخت في المجتمع الايراني".
ومضى يقول ان "50% من السكان دون العشرين من
العمر. الكثير من الحدود اختفت ولدينا احدى اعلى النسب في استخدام شبكة
الانترنت مقارنة مع الدول التي هي في مرتبة ايران وتشكل اصلاحات خاتمي
ارضية لمطالب الايرانيين".
وبالنسبة الى مشروعي القانون الرئاسيين الراميين
الى الحد من نفوذ المحافظين على الحكم اكد انه حتى وان رفضت الهيئات
المحافظة المشروعين نهائيا سيكون الرئيس خاتمي "قادرا على القول الى
الشعب الايراني انه لا يتمتع حتى بابسط الصلاحيات لممارسة سلطاته".
واضاف "عندها سيعرف الايرانيون حقيقة الامور".
ورفض مجلس صيانة الدستور الذي يخضع لهيمنة
المحافظين مرة اولى المشروعين على ان يعيد مجلس الشورى الذي يسيطر عليه
الاصلاحيون النظر فيهما. واعلن الرئيس خاتمي انه يرفض رفع هذين
المشروعين الى مجلس تشخيص مصلحة النظام التي يرئسها الرئيس السابق علي
اكبر هاشمي رفسنجاني.
وينذر هذا الاعلان بمواجهة اكثر شراسة بين
المحافظين والاصلاحيين ويهدد بعضهم بالاستقالة في حال رفض المشروعين.
وقال "اتت مرحلة كان يطلب فيها من الرئيس خاتمي
ان يكون زعيم المعسكر الاصلاحي لكنني اعتقد اليوم انه يكفي ان يرسم
السبيل الى ذلك". واضاف انه حتى المحافظين المعارضين للاصلاحات ادركوا
ان مشاريع خاتمي تعتبر "حدا ادنى" بالنسبة الى مطالب الايرانيين.
المصدر: وكالات |