أفاد ناطق عراقي الاحد ان مجلس السبعة الذي يضم
قياديين من المعارضة العراقية السابقة سيعقد اجتماعا الاثنين للبحث في
الادارة المقبلة التي وعد التحالف بتشكيلها في غضون ستة اسابيع.
وقال احمد البياتي الناطق باسم المجلس الاعلى
للثورة الاسلامية في العراق لوكالة فرانس برس ان "المشاركين سيبحثون في
نتائج الاجتماع" الذي عقده مجلس السبعة الاحد مع الحاكم المدني
الاميركي الاعلى للعراق بول بريمر. وفي ختام هذا الاجتماع اعلن التحالف
تشكيل ادارة عراقية موقتة في غضون ستة اسابيع يديرها مجلس سياسي والغاء
عقد مؤتمر وطني عراقي كان من المقرر اساسا ان يمهد لتشكيل حكومة
انتقالية عراقية. وقال البياتي ان "التحالف اعتبر ان التحضير لمؤتمر
وطني سيستغرق الكثير من الوقت واعتمد فكرة منتدى يمثل القوى السياسية
العراقية". واضاف ان فكرة المؤتمر والمنتدى "صادرة عن مجلس السبعة".
وبعد التخلي عن فكرة عقد مؤتمر وطني عراقي اقترح
مجلس السبعة العودة الى لجنة المتابعة المنبثقة من مؤتمر المعارضة
العراقية في لندن في كانون الاول/ديسمبر 2002 ومضاعفة عدد اعضائها ليصل
الى 130 شخصية عبر منح 65 مقعدا الى الاطراف السياسية التي لم تشارك في
المؤتمر. لكن لم يتم اقرار هذا الاقتراح خلال اجتماع الاحد الذي اختار
حسب مسؤولين اميركيين تشكيل مجلس سياسي يضم 25 الى 30 عضوا مهمته
الرئيسية اسداء النصح الى ادارة الاحتلال في المجالين الاقتصادي
والسياسي.
والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عضو
في مجلس السبعة الى جانب الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني
الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي وحزب الدعوة وحزب الوفاق الوطني
العراقي فضلا عن ممثل عن العرب السنة العراقيين.
وقال مسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني
الذي يتزعمه جلال الطالباني امس ان مجلس السبعة سيقترح على الحاكم
الاميركي في العراق بول بريمر اضافة خمسة احزاب عراقية جديدة للمشاركة
في السلطة العراقية المقبلة.
وقال عضو المكتب السياسي في الحزب عادل مراد ان
«مجلس السبعة» الذي كان من المنتظر ان يجتمع مع الحاكم الاميركي بول
بريمر امس «سيناقش مسألة اضافة خمسة احزاب عراقية جديدة الى المجلس لكي
يصبح المجلس من 12 حزبا». واضاف انه «اذا تم اعتماد هذه الاحزاب الخمسة
فان هناك مقعدا آخر سيبقى شاغرا وهو المقعد التركماني لكي تصبح الحكومة
الانتقالية المقبلة تمثل جميع فئات الشعب العراقي». واوضح مراد ان «هذه
الاحزاب هي تجمع الديمقراطيين المستقلين والحزب الشيوعي العراقي والحزب
الاسلامي العراقي والحركة الاشتراكية العربية والحركة الديمقراطية
الاشورية».
واكد المسؤول الكردي ان «الاجتماع (الذي كان من
المنتظر ان يعقد مساء امس في احد القصور الرئاسية في بغداد) سيبحث ايضا
آخر تطورات الوضع في العراق ومسألة الامن وترتيب الادارات العراقية لكن
النقطة المهمة تبقى مسألة تشكيل الحكومة الوطنية الانتقالية لضمان
الامن والاستقرار في العراق».
واعتبر عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد
الوطني الكردستاني ان «التباطؤ في اعلان الحكومة الانتقالية المؤقتة هو
احد مشاكلنا مع الاميركان لاننا نريد حكومة وطنية عراقية فورية
والتحضير من اجل اقامة المجلس التأسيسي يعني اقامة انتخابات لاقرار
الدستور العراقي حتى يتم تثبيت السلطة العراقية». واضاف ان «كل هذه
الاشياء يجب ان يقوم بها العراقيون بمساعدة الاميركان الذين نستفيد من
خبرتهم بدون ادنى شك كاستشارات مع الاحزاب العراقية». واكد ان «التباطؤ
ليس في صالحنا لاننا نريد الاسراع في تشغيل دوائر الدولة وادارة عجلة
الحياة فيها من جديد».
وكان متحدث اميركي قد اكد اول من امس ببغداد ان
الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر سيبلغ شخصيات سياسية عراقية بتفاصيل
مشروع التحالف بشأن ادارة انتقالية مستقبلية في العراق. واوضح المتحدث
للصحافيين «يفترض ان نعقد اجتماعا لبحث هذه القضايا مع المجلس» السباعي
الذي يمثل قيادة المعارضة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة
لتشكيل نواة ادارة انتقالية. غير ان المتحدث اكد ان الادارة الاميركية
لا تناقش مع «مجلس السبعة» مشاريع مستقبل البلاد فقط، مضيفا «ان هذا
الحوار تم توسيعه ليشمل مجموعات اخرى واشخاصا آخرين عبر البلاد».
ويتشكل «مجلس السبعة» من الاتحاد الوطني
الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الدعوة والمجلس الاعلى
للثورة الاسلامية والوفاق الوطني والمؤتمر الوطني وممثل عن السنة.
ويقول المسئولون الامريكيون إنهم يبحثون الان
أفكارا أخرى وبشكل خاص تشكيل ما سموه مجلسا سياسيا من ثلاثين عضوا يرأس
إدارة انتقالية.
وقالوا إن المجلس سيعكس الطبيعة المتنوعة للشعب
العراقي ويمكن تشكيله خلال ستة أسابيع بعد بعد إجراء مشاورات بين
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ومختلف الجماعات السياسية
والدينية في البلاد.
ويقول مراسل للبي بي سي في بغداد إن ثمة شكوكا
متنامية بين العراقيين بشأن دوافع القوى المحتلة لبلادهم وإن
الامريكيين لجأوا إلى الاعلان عن أفكارهم الجديدة بسبب تزايد الشعور
بالحاجة الماسة لذلك.
وجاء ذلك بالموازاة مع تنصيب القوات البريطانية
في مدينة البصرة بجنوب العراق هيئة جديدة للاشراف على تسيير الخدمات
والمراق الحيوية.
وكان مقررا من قبل أن يدعى حشد موسع من
المندوبين العراقيين في يوليو-حزيران المقبل للمشاركة في مؤتمر وطني
قصد انتخاب إدارة جديدة للبلاد.
وبالموازاة مع ذلك يرتقب تشكيل مجلس تأسيسي
يتولى وضع مسودة دستور يعرض لاحقا للاستفتاء.
وقال المسؤول ذاته إن المقترحات ستكون مؤقتة
ومبنية على نتائج مشاورات مع الشعب العراقي.
ويقول رتشارد مايرون مبعوث بي بي سي إلى بغداد
إن العراقيين ينتابهم شعور متنام بالغضب من التحالف والارتياب في حقيقة
نواياه.
ويرجح مراسلنا أن يكون الهدف من الكشف عن هذه
الأفكار الجديدة هو تخفيف الضغوط السياسية الممارسة على السلطات التي
تقودها الولايات المتحدة والتي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب انهيار
الأمن وغياب الخدمات الأساسية في معظم انحاءي العراق.
وقد أقرت واشنطن بأنها لم تكن تتوقع الانهيار
التام للإدارة العراقية عقب إسقاط قوات التحالف لنظام صدام حسين حين
دخولها إلى بغداد في التاسع من أبريل-نيسان الماضي. |