ما هي قصة تأثير الفضاء على بيئة الأرض رغم سعة
آفاق هذا الموضوع العلمي إلا أن شيء من تداخلات ذلك التأثير يبقى ممكناً
للإفصاح عنه.
رغم الاكتشافات العديدة لما يحويه الفضاء من
كواكب وغيرها إلا أن اقتحام عالم تأثيرات ذلك على بيئة الأرض تماماً
مازال في البداية فتقدر النيازك الفضائية التي تقحم أجواء الكرة
الأرضية سنوياً ويزيد حجمها عن حجم السيارة الاعتيادية يبلغ (12) نيزكاً
وطبيعي فهناك أعداد أخرى من النيازك تصل من الفضاء إلى الأرض لكنها غير
محصاة تماماً بعد أن أشارت معلومة نشرت قبل فترة عن العثور على نيزك في
القطب الجنوبي من الأرض قيل أنه وصل إلى الأرض دون أن تدركه الأجهزة
العلمية الأرضية ولكن التأثير الحقيقي للنيازك على البيئة الأرضية ما
زال يدور بين (س) و(ج) أي بين سؤال وجواب.
وثقل اشعة الشمس التي تضرب الكوكب الأرضي تبلغ
ما يعادل وزن (4.3) باوند في كل ثانية فهل أن ذلك يزيد من حجم غلال
الزراعة أو يقلل منها بين أقليم وآخر على الأرض؟ أسئلة عديدة تدور
وتبقى بلا أجوبة علمية حاسمة علماً أن مسألة الزراعة ونتاجاته الصناعية
العديدة في أوربا وأمريكا تستحصل حجماً من الدعم المالي يومياً يبلغ
(1.000.000.000) دولار.
هذا وبقدر تخوف البشرية مما تحدثه الزلازل من
مآسي بشرية وتخريب على الأرض لكن هذه الأرض تضيق أحياناً بسكان
مجتمعاتها بسبب الإساءة إليها من قبل البشر فنتيجة للحروب المفتعلة
داخلياً أو مع الجوار هنا وهناك قالت إحصائية موثقة أن عدد الألغام
اللامتفجرة المدفونة تحت سطح الأرض والتي أزيلت في سنة 1995م لوحدها
بلغ (100.000) لغماً بينما تشير آخر الإحصاءات أن الألغام الأرضية
المزروعة في العالم حالياً تتجاوز الرقم (2) مليونان الذي تقدره بعض
الجهات الدولية. وكلها أمور تسيء إلى بيئة الأرض خصوصاً إذا ما علمنا
أن أراضي زراعية واسعة في العالم قد هجرها فلاحوها بعد أن تيقنوا أنها
قد دنست بألغام الحروب المفتعلة وبقدر ما يلمس بما هو على غير هدى في
احترام الأرض التي يقف عليها الإنسان ربما كان سبباً في أن تتوجه بلدان
زراعية مرشحة للاكتفاء الزراعي الذاتي إلى استيراد مواد زراعية من
بلدان أخرى دون وجود مبرر جاد للاستيراد الآنف حيث بلغ حجم الاستيراد
العربي من المواد الغذائية لسنة (1995) مثلاً (35) مليار دولار وتلك
المواد ممكن إنتاجها أو تصنيعها محلياً إذ يتناسى القائمون على الأمور
أن حجم تلك المواد الغذائية الهائلة لو كانت قد استحصلت من مزارع عربية
فإن تلك المزارع تحسن من ناحية كونها مزارع كثيراً من أمور وأجواء
البيئة العربية. وبمعادلة أخرى إذا ما علم بأن سكان الأقطار العربية
بمجملهم لا يتجاوز سوى نسبة (5%) من سكان العالم وأن حجم استيراد العرب
من الغذاء الخارجي يبلغ (10%) من نسبة إجمالي الاستيراد العالمي لتبين
أن توازناً في أمر تحسين البيئة ينبغي أن ينطلق من تحسين ظروف الأراضي
القابلة للزراعة فيها.
وعند اصطدام طائرتين بالفضاء لا أحد يدري كم
يسبب ذلك من هلع يؤدي لموت سريع بعد مدة لطيور وحيوانات صغيرة تسمع
أصوات هول الاصطدام وبفقد البيئة لتلك الأحياء يكون الخلل النسبي قد
حدث في البيئة العامة لكنه خلل يؤثر مع الأيام إذا ما صادف إلى إنقراض
نوع تلك الطيور والحيوانات ما يقرر مصير أحياء أو تمويت تلك البيئة
أحياناً.
ويبقى الأمل الأخير أن لا يهمل الإنسان تأثير أي
مادة أو حدث يقع في الفضاء أو الأرض ضمن مهامه العلمية الأساسية. |