ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 

 

نقمة المباني العالية

 

كل جديد مرغوب به ومقلد في أغلب الأحيان وشواهد الأبنية المرتفعة في العالم حظيت منذ القدم باهتمام الحضارات الإنسانية القديمة التي ترى آثارها ما تزال قائمة في مئذنة الملوية في العراق والاهرامات في مصر لكن أن تصبح المباني الشاهقة ظاهرة عصرية ففيها مردود من النقمة ما لا يمكن تصوره بيسر.

الاساس الذي استندت إليه فلسفة الأبنية العالية أنطلق من موقع اقتصادي حيث الكلفة المالية الأقل مقارنة مع الأبنية العادية الارتفاع فتحت حجة (الكلفة الأقل) لتشييد أبنية أكثر تناسباً من الناحية العملية بدأ التفكير بما سمي بالبناء العمودي على حساب البناء الأفقي الذي وصف بـ(الكلفة الأكثر) وعلى شيء من هذا المنوال أخذت حركة العمران في مراكز العواصم والمدن الغربية الكبيرة منذ بدايات القرن العشرين الماضي تعتمد على الاستفادة من أقل مساحة من الأرض لتقيم عليها طوابق عديدة من الأبنية وساعد العقل التكنولوجي بهذا المجال على اختراع المصاعد الكهربائية لتيسير الوصول إلى كل طوابق البناء والنزول منها وبذلك أصبح بناء الدرج في كل بناية للاستعمال الاستثنائي.

في البدء وقبل أن يطلق اسم (ناطحات السحاب) على العمارات الشاهقة في أكبر العواصم والمدن الغربية الكبيرة كان الناس يعتبرون إنجاز بناء (فلاتيرون) في مدينة نيويورك الذي شيد سنة 1902م بارتفاع (87 متراً) إنجازاً مهولاً لكن ما أن جاءت سنة 1913م حتى شهدت نيويورك ذاتها بناءً آخراً من ارتفاع (241 متراً) هو بناء (وولووث) ويبدو أن المهندسين المدنيين المختصين أرادوا ضمن عملية التنافس فيما بينهم على إنجاز الأعظم حيث تم الانتهاء من بناء (كرايسلر) سنة 1930م الذي أمتاز بـ(319 متراً).

وحين أخذت فكرة تشييد الأبراج الشاهقة بالتصاعد تم إنجاز بناء (أبراج سيرز) في مدينة شيكاغو على ارتفاع (443 متراً) وكان ذلك سنة 1974م. وأعقبه بناء أبراج بتروناس في مدينة كوالالمبور سنة 1996 ذات الارتفاع البالغ (452 متراً) وصاحب ذلك أن انتهج العقل التجاري إلى بناء عمارات من ارتفاعات أقل تقتصر على معدل يتراوح على وجه العموم في أغلب العواصم والمدن الغربية الكبيرة ما بين (3) إلى (10) طوابق وهي مخصصة على وجه العموم لغرض الاستئجار فشغل الناس رغبة منهم أو اضطراراً شققاً في تلك العمارات سواء لأغراض السكن أو مكاتب العمل.

وقد أدى إهمال الجانب الاجتماعي في دراسة أو تعمد لادارته ما ستسفر عنه تلك الأبنية التي تضم عشرات أو مئات وربما آلاف الناس وحصرهم في علب شققها إلى تيقيظ الغرائز الجنسية بين سكان ومرتادوا تلك العمارات فتحولت بالمحصلة النهاية إلى بؤر للفساد والإفساد في الغرب، أما في الشرق فقد تحولت عمارات السكن العمودية في بعض العواصم العربية (مثلاً) إلى شيء شبيه مما يحدث في الغرب ولو بدرجة أقل لكن التجرد لإقامة علاقات شائنة بين سكان كل عمارة سكنية أو مكتبة أو مشتركة ما بين الاثنين قد أدت زل إقدام العديد من الفتيات والنساء والشباب والرجال إلى هاوية العلاقات اللاشرعية وتحفل الوقائع بمآسي أحداث لا أول لها ولا آخر وخصوصاً القبول بممارسة الفساد والإفساد عن طيب خاطر وهذا ما سبب في الغرب إلى حالة من الضياع بين المرأة والرجل كما ساهم ذلك في الشرق تبدد معين العفة إلى مستويات ضحلة.

لو تم التخيل أن مبنى التجارة العالمية بمدينة نيويورك الشاهق والمكون من عشرات الطوابق الذي تعرض لهجوم بالطائرات سنة 2001م وما زالت ردود الفعل وربما الافتعال الأمريكية حولها تقوم ولا تقعد قد صمم بنائه من طابق واحد مثلاً وتم نفس الهجوم فهل كان ذلك سيؤدي بانهيار كل البناء وموت الأعداد الهائلة من الناس فيه؟ الجواب طبعاً لا.

ولو تم التقدير كم هن من الفتيات والنساء البرئيات اللائي وقعن في شباك الرجال الفاسدين في أقبية السكن المشتركة من حيث تقارب الأبواب في علب العمارات الشاهقة لكان هناك كلام آخر يتجاوز ما تجلبه المباني العالية من نقمة على أخلاقيات ومصير الناس وما تفرزه أقدار الحوادث السياسية أو الزلازل الطبيعية.

من مآسي هذا العصر أن الكثرة الغالبة تريد أن تكون مسيرة الحياة كما هي حالياً طليقة الزمام ودون أي رقابة إنسانية وحضارية بالكامل فقد وضع المهندس الأمريكي ويليام لوميسيوريي) تصميماً لبناء سماه (بناية الحلم) الذي امتاز بكونه أعلى بكثير من ناطحات السحاب الحالية، حيث تبلغ ناطحة سحاب كـ(ناطحة سحاب سوبر) من (207) طوابق وبارتفاع يبلغ زهاء نصف ميل! فتصوروا!

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس  29/5/2003 - 27/ ربيع الأول/1424