اثناء حرب العراق بقيادة الولايات المتحدة كان
البعض في ايران العضو في (محور الشر) يمزح قائلا "عندما يهزم
الامريكيون صدام تصعد ايران الى النهائي."
ولكن النكتة تحولت في الاونة الاخيرة الى خوف
بين اعضاء في المؤسسة الدينية في ايران حيث تكثف واشنطن ضغطها على
الجمهورية الاسلامية بدعوى انها مستمرة في سعيها لامتلاك اسلحة نووية
وايواء اعضاء بتنظيم القاعدة.
قال محلل سياسي محلي طلب عدم ذكر اسمه
لرويترز"بدأوا يفكرون للمرة الاولى ويقولون (ربما يلاحقنا الامريكيون)."
بدا هذا الافتراض بعيد الاحتمال في وقت سابق هذا
الشهر بتقارير بأن مسؤولين امريكيين وايرانيين عقدوا عدة اجتماعات في
جنيف لبحث قضايا تهم البلدين بشأن العراق وافغانستان.
ولكن تقارير استخباراتية بأن اعضاء بارزين في
القاعدة ربما يكونون قد لعبوا دورا في تفجيرات الرياض في 12 مايو ايار
جمدت مبادرة التقارب بين واشنطن وطهران.
في 2002 وصف الرئيس جورج بوش ايران بأنها عضو في
"محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية.
من المقرر ان يجتمع صناع القرار في البيت الابيض
يوم الثلاثاء لبحث مسائل تتعلق بايران ويقال ان وزارة الدفاع (البنتاجون)
تعمل على اتخاذ موقف اشد صرامة تجاه ايران يتضمن خطوات ربما تؤدي
للاطاحة بالنظام الحاكم.
ويحتمل ان تزداد الضغوط اكثر على ايران في 16
يونيو حزيران حيث ان واشنطن تأمل ان تثير الوكالة الدولية للطاقة
الذرية شكوكا قوية بأن برنامج ايران النووي ينصب على توليد الطاقة فقط.
ويمكن ان يثير تقرير الوكالة تساؤلات حول سياسة
الاتحاد الاوروبي في التعامل مع ايران.
قال دبلوماسي اوروبي في طهران "اذا كان تقرير
الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيئا سيكون من الصعب علينا القول ان
الكلام مع ايران مفيد. وللامانة فان الانجازات في هذا الشأن هزيلة."
ولكن الاتهامات بشأن القاعدة اثارت انزعاجا حادا
في ايران.
ولم يدخر المسؤولون الايرانيون وسعا في التأكيد
على ان ايران الشيعية عدو لدود للقاعدة السنية وان الحدود مع افغانستان
وباكستان طويلة ويصعب مراقبتها وانها ضبطت وابعدت في العام المنصرم نحو
500 يشتبه في انهم ينتمون الى القاعدة.
وقال دبلوماسي اسيوي ان الايرانيين يدركون مدى
ما يثيره تنظيم القاعدة لدى الامريكيين.
وقالت ايران انها اعتقلت عددا اخر من المشتبه في
انهم ينتمون الى القاعدة وتستجوبهم حاليا. وتنبأ مسؤولون قانونيون
امريكيون يوم الاحد بتطورات ايجابية قريبا فيما يتعلق بالقاعدة في
ايران.
ويعتقد محللون كثيرون ان طهران ربما تستجيب
لمطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالموافقة على عمليات تفتيش اكثر
صرامة لبرنامجها النووي.
لكن المحلل السياسي في طهران قال "المشكلة التي
تواجههم انهم لا يعرفون هل سيكون رد الايرانيين ايجابيا بمجرد زيادة
الضغط عليهم ليتعاونوا. انهم يريدون ان يعرفوا ما هو الحافز لتعاونهم."
ولكن محللين يقولون ان المتشددين الذين يقبضون
على ناصية السلطة في ايران ربما يتنازلون عن بعض الارض على الساحة
الدولية اكثر منه على الساحة الداخلية حتى لا تضعف سيطرتهم على الاوضاع.
ويرى اصلاحيون ايرانيون محبطون من تباطؤ التغيير
أن الضغوط الدولية تجعل الاصلاح حتميا.
قال 127 عضوا اصلاحيا في البرلمان في عريضة قوية
اللهجة للزعيم اية الله خامنئي يطالبون فيها بكسر الجمود السياسي الذي
يعرقل الاصلاح "اذا كان تجرع كأس سم ضروريا فانه يجب ان يتم حفاظا على
استقلالنا وسلامة اراضينا."
ولكن المتشددين متمسكون بموقفهم بأن ايران
تستطيع بالقوة وعدم التنازل وحدهما الصمود امام تهديدات الولايات
المتحدة.
ونقلت صحيفة كيهان المتشددة يوم الاثنين عن يحيى
رحيم صفوي قائد الحرس الثوري قوله "يجب على الشعب الايراني ان يكون
متيقظا ويكتشف العناصر الامريكية في البلاد حتى يمكن اجهاض مؤامرتهم
لاثارة التوترات والازمات."
من جهته اكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية
الايرانية ضرورة تنفيذ سياسات الرئيس الايراني محمد خاتمي وبرامجه
الاصلاحية لمواجهة ما اسماه "التهديدات الامريكية" ضد البلاد.
ونقلت صحيفة (ياس نو)الاصلاحية عن رئيس قسم
الشؤون العربية والافريقية في وزارة الخارجية محمد صدر قوله ان "افضل
السبل لتفادي التهديدات الامريكية المحتملة ضد ايران هو وضع برنامج
الرئيس خاتمي الاصلاحي وشعاراته حول الحريات والمجتمع المدني موضع
التنفيذ".
واضاف ان "احترام شعارات الرئيس خاتمي ودعواته
الاصلاحية حول المشاركة الشعبية وحرية الصحافة وتشكيل الاحزاب وتوخي
السلطة القضائية الدقة والعدالة في احكامها وتعاملها مع الجميع على
صعيد واحد سيكون افضل السبل لمواجهة مخاطر التهديدات الامريكية
المحتملة ضد ايران".
وذكر المسؤول الايراني ان "سياسة الانفراج
وازالة التوتر التي انتهجتها حكومة الرئيس خاتمي الاصلاحية اوجدت جوا
ايجابيا من الثقة بين ايران والعديد من الدول العربية والاوروبية"
مشيرا في هذا السياق الى التطور الكبير في علاقات طهران مع كل من
دولة الامارات العربية المتحدة والجزائر.
واكد صدر ان "موقف ايران من تنظيم القاعدة
يماثل موقفها من تجارة المخدرات " موضحا ان " لدى بلاده العزيمة
اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة ومواجهة اخطارها الا ان طول حدودها مع
البلد المنتج لها افغانستان جعل من هذه المهمة مشكلة حقيقية رغم
الخسائر الكبيرة التي تكبدتها ايران ماديا وبشريا".
واشار الى ان "طول الحدود بين ايران وكل من
باكستان وافغانستان اللذين كانا مركزين لنشاطات تنظيم القاعدة يجعل
من الصعب ضبط هذه الحدود ومنع عناصر القاعدة من التسلل الى داخل
الاراضي الايرانية".
وفي هذا السياق اعلن كولن باول وزير الخارجية
الامريكي يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة ستواصل الاتصالات مع ايران
وانها لم تغير سياستها بشأنها.
واردف قائلا للصحفيين ان "سياساتنا معروفة جيدا
ولا اعرف اي تغييرات في السياسة... نجري اتصالات معهم. وستستمر."
والتقى مسؤولون امريكيون عدة مرات مع مسؤولين
ايرانيين في جنيف هذا العام ولكن الولايات المتحدة اجلت اجتماعا كان من
المقرر عقده يوم الاربعاء الماضي بسبب اعتقادها ان ايران تأوي اعضاء في
القاعدة.
ومن المتوقع ان يلتقي مسؤولون امريكيون كبار ومن
بينهم باول هذا الاسبوع لبحث سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران التي
وصفها الرئيس جورج بوش في عام 2002 بأنها جزء من "محور الشر" الى جانب
كوريا الشمالية والعراق بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين .
ولم يتضح ما اذا كان باول يشير الى الاجتماعات
الثنائية مع الايرانيين في جنيف او الى مجرد اتصالات غير مباشرة من
خلال طرف ثالث مثل سويسرا التي تقوم برعاية المصالح الامريكية في طهران
.
وقال باول ان "سياساتنا فيما يتعلق بإيران لم
تتغير. اننا لا نوافق على دعمهم للانشطة الارهابية. واوضحنا لسنوات
اننا لا نوافق على جهودهم لتطوير قدرة نووية."
لكن طهران من جانبها طالبت واشنطن بعدم التدخل
في شؤونها الداخلية في الوقت الذي يستعد فيه صناع السياسة في واشنطن
لبحث ما اذا كانوا سيتخذون موقفا اكثر تشددا من ايران بهدف زعزعة
نظامها القائم على رجال الدين.
وصعدت واشنطن انتقاداتها لايران في الايام
القليلة الماضية واتهمتها بايواء قادة بارزين من تنظيم القاعدة وتطوير
برنامج سري للاسلحة النووية. وتنفي ايران هذه الاتهامات.
وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية
"نأمل ان تتسم المناقشات الامريكية بالحكمة والمنطق وان يمتنعوا عن اي
تدخل في شؤوننا."
وابلغ رويترز دون الخوض في مزيد من التفاصيل "ايران
تدافع دائما عن مصالحها بكامل طاقتها وستواصل ذلك. ولن تتردد ولو لجزء
من الثانية في الدفاع عن نفسها."
وكان تصاعد النبرة العدائية للولايات المتحدة
تجاه ايران قد اثار مخاوف زعمائها الدينيين الذي يقلقهم اصلا وجود
القوات الامريكية عبر حدود بلادهم في افغانستان وفي العراق.
وقطعت واشنطن علاقاتها مع طهران بعد فترة وجيزة
من قيام الثورة الاسلامية وادرج الرئيس الامريكي جورج بوش ايران في
العام الماضي ضمن ما أسماه "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية.
وقال محلل ايراني طلب عدم نشر اسمه "الرسالة
التي تتلقاها ايران من واشنطن الان تقول (سننال منكم)."
وقالت صحيفة واشنطن بوست يوم الاحد الماضي ان من
المقرر ان يبحث البيت الابيض يوم الثلاثاء اقتراحا تدعمه وزارة الدفاع
(البنتاجون) بزعزعة استقرار الحكام الدينيين في ايران من خلال انتفاضات
شعبية.
ولم تعرف الاجراءات التي تقترحها وزارة الدفاع
غير ان بعض المسؤولين الامريكيين افترضوا ان تقدم واشنطن المساندة
لجماعات معارضة في المنفى مثل جماعة مجاهدي خلق ومقرها العراق ورضا
بهلوي الابن الاكبر لشاه ايران الراحل.
لكن دبلوماسيين في طهران حذروا من ان المعارضة
في المنفى لا تتمتع بتأييد يذكر بين الايرانيين ورغم ان الاستياء كبير
من الحكام الدينيين الا ان الاحتجاجات العامة تحت السيطرة تماما.
وقال دبلوماسي اسيوي "الافتراض بأن ايران بيت من
ورق على وشك الانهيار افتراض لا أساس له."
وتزايدت الضغوط على ايران بعد صدور تقارير
للمخابرات الامريكية تشير الى ان أعضاء بارزين من تنظيم القاعدة في
ايران ربما لعبوا دورا في التفجير الذي وقع يوم 12 مايو ايار الجاري في
الرياض.
وتقول ايران انها اعتقلت ورحلت 500 من المشتبه
في انهم من أعضاء القاعدة خلال العام الماضي وتحقق مع عدد اخر.
ومن المرجح ان تكثف الضغوط الدبلوماسية على
ايران يوم 16 يونيو حزيران اذا اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية
كما تأمل واشنطن انتهاك ايران لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وتؤكد ايران ان شبكة المنشأت النووية التي
تملكها وتشمل مصنعا لتخصيب اليورانيوم لا تستخدم الا في توليد الكهرباء.
لكن مسؤولين امريكيين ومحللين مستقلين يقولون ان البرنامج الايراني
النووي قد يمكنها من "الخروج" من معاهدة حظر الانتشار النووي عندما
تكون مستعدة لصنع سلاح نووي.
وقال ديفيد البرايت رئيس معهد العلوم والامن
الدولي في مقال نشر في الفترة الاخيرة "ايران توجه اشارات مفادها انها
اقتربت من التمكن من صنع اسلحة نووية في حين تنفي ان تكون لديها مثل
هذه النوايا."
ورغم تصاعد المخاوف من ان ايران قد تكون قادرة
بعد عامين على انتاج المواد النووية المستخدمة في صنع السلاح قالت
روسيا يوم الثلاثاء انها لن تذعن للضغوط الامريكية لوقف مساعداتها في
بناء مفاعل نووي ايراني.
ونقلت وكالة برايم تاس الروسية للانباء عن
الكسندر روميانتسيف وزير الطاقة النووية الروسي قوله "سنواصل القيام
بواجبنا رغم حقيقة ان موقفنا في هذه المسالة يختلف عن وجهة النظر
الرسمية في واشنطن."
من جهتها قالت السعودية التي تعرضت هذا الشهر
لهجمات يشتبه انها من تدبير تنظيم القاعدة انها تأمل ان تسلمها ايران
اي مواطن سعودي ضبط ضمن جماعة يشتبه انها من اعضاء القاعدة اعتقلتها
طهران هذا الاسبوع.
وابلغ وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل
مؤتمرا صحفيا في الرياض يوم الثلاثاء "ان هناك اتفاقية امنية موقعة بين
المملكة وايران وهى باقية ولم نجد فى السابق اى تردد من السلطات
الايرانية فى تسليمها للسلطات السعودية اى مطلوب او متهم فى اى قضية
وسنستوضح منهم عن المقبوض عليهم لديهم وهل فيهم سعوديون."
وقالت ايران يوم الاثنين انها اعتقلت وستحقق مع
عدد من المشتبه في انهم اعضاء في القاعدة التي تلقى عليها مسؤولية
هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن وهجمات في الرياض
سقط فيها 34 قتيلا منهم ثمانية امريكيين.
وقال الامير سعود ان بلاده تتعاون مع مسؤولين
امريكيين فيما يتعلق بالتحقيق في الهجمات وأضاف ان المسؤولين السعوديين
لديهم معلومات تفيد ان اسلحة هربت الى داخل المملكة عبر الحدود
العراقية.
وتابع الامير سعود ان بلاده لديها معلومات عن
تهريب عبر الحدود العراقية وانها ستتصل بالقوى المحتلة هناك لبحث ما
يمكن عمله.
ولمح الامير لتقارير عن صلات محتملة بين
التفجيرات الثلاثة المتزامنة التي شهدتها الرياض وتفجيرات الدار
البيضاء التي وقعت بعد بضعة ايام.
وقال دبلوماسي غربي مقيم في الرياض يوم الخميس
الماضي ان السلطات السعودية اعتقلت اربعة رجال للاشتباه في انتمائهم
لتنظيم القاعدة.
ووصفت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء اعتقال
اشخاص يشتبه بأنهم اعضاء في شبكة القاعدة في ايران بانه رد غير كاف على
مطالب الولايات المتحدة بشن حملة وذلك في الوقت الذي اجلت فيه ادارة
الرئيس جورج بوش اجتماعا على مستو عال بشأن سياستها تجاه ايران.
وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض "مازالت
تساورنا مخاوف بشأن وجود القاعدة في ايران."
وسئل فلايشر عن طريقة رد ايران على المخاوف
الامريكية بما في ذلك القاعدة فقال "غير كاف."
واضاف ان اعتقال عدد من المشتبه بانهم اعضاء في
القاعدة والذي اعلنته ايران يوم الاثنين لم يبدد المخاوف بشأن وجود
القاعدة في ايران.
واعلنت وزارة الخارجية الايرانية انها لا تعرف
ما اذا كان المعتقلين اعضاء كبار في القاعدة.
وقال مسؤولون امريكيون ان لديهم معلومات
استخباراتية تشير الى ان كبار اعضاء القاعدة المختبئين في ايران كانوا
يعرفون سلفا بالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في السعودية في 12 مايو
ايار وادت الى قتل 34 شخصا من بينهم ثمانية امريكيين .
وفي اطار تصاعد الصراع في المنطقة قال وزير
الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء ان
الولايات المتحدة لن تسمح لجيران العراق بخلق جمهورية اسلامية على
النمط الايراني هناك بعد الاطاحة بصدام حسين على يد القوات الامريكية.
وجاءت تصريحات رامسفيلد في مقال كتبه لصحيفة وول
ستريت جورنال يوروب قبيل اجتماع لكبار المسؤولين الامريكين لمناقشة
الشأن الايراني.
وقال "المساعدة من جيران العراق ستلقى ترحيبا.
وعلى العكس فالتدخل في العراق من قبل جيرانه او ممثليهم بما فيهم من
يهدفون الى اعادة تشكيل العراق على الصورة الايرانية لن يكون مقبولا او
مسموحا به."
واحدى القوى السياسية التي تتنافس من اجل
السيطرة على العراق بعد الحرب هي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في
العراق والذي تدعمه ايران.
ومن المقرر ان يجتمع صناع السياسة الامريكية في
البيت الابيض في وقت لاحق من يوم الثلاثاء لمناقشة الشأن الايراني فيما
وردت تقارير عن ضغوط من وزارة الدفاع لاتخاذ موقف اكثر تشددا بما في
ذلك اتخاذ اجراءات قد تؤدي للاطاحة بالقيادة الدينية في ايران من خلال
انتفاضة شعبية.
وتردد ان مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون"
قدموا اقتراحا باتباع استراتيجية مساندة للمناهضين للنظام الايراني
و"اثارة انتفاضة شعبية" لزعزعته.
وشككت مصادر اميركية في ان تصل الادارة الى حد
اعتماد الحلول العسكرية، ذلك ان اركان الادارة يرون، على رغم الخلاف
بين وزارتي الخارجية والدفاع في الملف الايراني ايضا، ان ايران حالة
مختلفة ومنفردة وان الضغوط السياسية والديبلوماسية قد تسفر عن نتائج
ايجابية.
واذا كان عدد من زعماء الكونغرس قد انتقد منذ
فترة السلوك الايراني في ما يخص الارهاب واسلحة الدمار الشامل، فان
الغالبية منهم ترى ان التغيير المنتظر او المرتقب لن يأتي من الخارج
وباستخدام القوة العسكرية. وبالطبع يقول زعماء ديموقراطيون ان على
واشنطن الا تدخل في مواجهة جديدة وهي لم تنته بعد من انجاز مهمتها في
العراق فضلا عن افغانستان.
ويطالب بعض قادة اليمين المتشدد بأن تنتهج
واشنطن سياسة علنية لزعزعة استقرار النظام الايراني. وهم يعتقدون ان
الظروف مهيأة جدا و"الثمار يانعة" وقد يحين وقت قطافها قريباً وخصوصاً
لدى "الاجيال الجديدة"، لذلك يتعين على واشنطن التحرك واعطاء اشارات
ايجابية.
وذكر ان صقور "البنتاغون" يرون ضرورة التعاون
سياسيا وربما عسكريا ايضا مع الجماعات المناهضة للنظام وخصوصا "مجاهدين
خلق". وقد تكون هذه الجماعة المسلحة والمدربة نواة عمليات عسكرية اذا
اقتضى الامر، كما حدث مع تحالف الشمال في افغانستان.
اضف ان مايكل لدين احد قادة حركة "المحافظين
الجدد" المسيطرة والمهيمنة على السياسة الخارجية للادارة طرح اخيرا على
مؤتمر انعقد في واشنطن في شأن مستقبل ايران اسم "رضا بهلوي" ابن الشاه
السابق كقائد مناسب للفترة الانتقالية المنتظرة في ايران.
ولم يخف مسؤولون في الخارجية الاميركية دهشتهم
مما يردده صقور "البنتاغون" والادارة عن "غليان" في ايران وعن ثورة
محتملة ضد النظام في اي وقت. ونقل عن احد هؤلاء المسؤولين قوله: "نعم
هناك البعض يريد ان يشهد ثورة في ايران، لكن هذا ضرب من الخيال".
المصدر: وكالات |