استضافت العاصمة تونس الندوة الدولية حول (الإسلام
والسلام) التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية التونسية بالتعاون مع
الأمانة العامة لمنظمة المؤتر الإسلامي وذلك خلال المدة 15 – 17 نيسان
2003م المنصرم وقد شارك في الندوة (50) باحثاً ومفكراً من مختلف
الأديان والايديولوجيات والثقافات وممثلوا بلداناً عديدة، وتم التركيز
في عمل الندوة على (4) محاور تعتبر من مواضيع الساعة وهي:
* ثقافة السلام.
* أركان السلم في الإسلام.
* الإسلام والعلاقات الدولية.
* صورة الإسلام في وسائل الإعلام والأتصال.
في حفل افتتاح المؤتمر رحب الدكتور جلول الجريبي
وزير الشؤون الدينية التونسي بالمؤتمرين منوهاً عن الإيمان الراسخ
للحكومة التونسية بقيم الحوار والسلام كما أكد الدكتور عبد الواحد
بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن ثابتة إدارة الإسلام
في إثراء مسيرة إنسان هذا القرن، من خلال ترجمة ما يزخر به من قيم
سامية سمحاء.
وعن إرادة النخب الثقافية في المجتمعات
الإسلامية والعربية والغربية للإسهام الجدي في سلام العالم، وترقيه،
كانت محاضرة رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي. هذا وألقيت محاضرات
عديدة خلال أيام المؤتمر تركزت مواضيعها حول (مفاهيم ثقافة السلام)
و(أهمية الإيمان بالسلام والعمل في سبيله رغم الحروب التي تعم العالم)
و(تحليل عن الإرهاب العالمي، ودحض فكرة ارتباط الإرهاب بالإسلام)
و(السلام والحرب والأديان).
هذا ودعا البيان الختامي للندوة إلى ضرورة
استيعاب أهمية المواجهة العقلانية المحاورة وعلى دور الجاليات
الإسلامية بالغرب في تشكيل صياغة تصور عصري لاستراتيجيات الخطاب
الإعلامي والمساهمة في إنهاء وتغييب موانع الدور الإنساني والحضاري
للإسلام، وصب الجهود باتجاه تكريس قيمة السلام العالمي والسعي لنشر
ثقافته وترسيخ أسسه في الفكر والسلوك والتعريف بالصورة الحقيقية
للإسلام في تعاليمه القائمة على العدالة والتسامح والتعايش والإصغاء
إلى خطاب الآخر، وصياغة مواقع الحوار لتجنيب المجتمعات أسباب الحروب
هذا وقد قام إعلاميون من جميع أنحاء العالم بتغطية وقائع المؤتمر فأعطى
ذلك بعداً أضافياً للغايات النبيلة التي عقدت من أجلها الندوة.
من جهة اخرى أكد المؤتمر الاسلامى العالمى الـ15
فى ختام أعماله ضرورة مواصلة الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان
المختلفة تمهيدا لنشر السلام العالمى.
وشدد في بيان له علي اهمية التغلب على
الخلافات التى تضعف من شأن الامة الاسلامية وتضر بمصالحها وتفتح الباب
لغير المسلمين للتدخل بدعوة فض الخلاف.
وذكر البيان أن الامة الاسلامية لديها كافة
المقومات التى تتيح لها احتلال مكانة أرفع وأسمى مما هى فيه الآن وأن
مسؤولية تحقيق ذلك تقع على عاتق المسلمين جميعا حكاما ومحكومين.
ودعا المؤتمر الدول العربية والاسلامية الى حل
النزاعات التى تنشب بينها بالطرق السلمية وتفعيل ماورد بميثاق جامعة
الدول العربية بانشاء محكمة عدل عربية بجانب محكمة العدل الاسلامية
التى أنشئت بمقتضى اتفاقية ملحقة بميثاق منظمة المؤتمر الاسلامى.
وأشار الى ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك
بين الدول العربية الموقع عليها عام 1950 وحتى تتمكن من رد أى عدوان
مسلح يقع على أى دولة منها مطالبا بانشاء قوة للدفاع عن الدول
الاسلامية فى حالة العدوان عليها مع وضع آليات لتنفيذها الأمر الذى
يقتضى توفير الامكانات الاقتصادية اللازمة لذلك.
وقال المؤتمر أن تحدى التحديث والتطوير فى
العالم الاسلامى على نحو سليم فى شتى الجوانب الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية يأتى على رأس التحديات بشرط أن يتم ذلك بشكل يتفق مع
القيم والمعتقدات الراسخة الموجودة فى الدين الاسلامى.
وطالب المؤتمر القوات الامريكية والبريطانية
التي اطاحت بنظام صدام حسين الدكتاتوري بالانسحاب من العراق فى أسرع
وقت ممكن وتشكيل حكومة عراقية من أبناء العراق واشراك منظمة الامم
المتحدة فى ترتيب أوضاع الشعب العراقى مع احتفاظه بحقه فى تقرير مصيره.
وندد بالاعتداءات التى يتعرض لها الشعب
الفلسطينى على أيدى قوات الاحتلال الاسرائيلى مطالبا بضرورة الوقوف
الى جانب هذا الشعب فى محنته ومساعدته فى اقامة دولته المستقلة على
ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشريف.
وطالب المشاركون فى المؤتمر الذي افتتح يوم
الجمعة الماضي بمشاركة وفود عن 75 دولة اسلامية بوضع عدة سياسات
اقتصادية للدول العربية تكفل نهوض الامة الاسلامية باقتصادها وضرورة
اقامة اتحاد بين الدول العربية والاسلامية دون التقيد بمذهب فقهى
معين وبتفعيل دور جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى فى خدمة
قضايا الامة .
ودعا المؤتمر لاعادة النظر فى مناهج التعليم
فى جميع بلاد العالم الاسلامى بما يدعم الهوية الثقافية الاسلامية مع
الاهتمام باللغة العربية باعتبارها أحد مقومات الهوية الاسلامية
والارتقاء بها حتى تستوعب مصطلحات العلوم الحديثة.
وطالب بوضع خطة تفصيلية للتصنيع بما يحقق
تنمية داخل البلاد العربية والاسلامية عن طريق التكامل فيما بينها
واستثمار الفائض المالى مشددا على أهمية تفعيل اتفاقيات التعاون
الاقتصادى بين الدول العربية وعلى رأسها اتفاقية السوق العربية
المشتركة.
وأكد المؤتمر ان نظام الشورى الاسلامى يتسع
لأفضل صور الديمقراطية المعاصرة داعيا الدول الاسلامية الى ضرورة
الالتزام بالاصول الصحيحة للديمقراطية وعلى رأسها نزاهة الانتخابات
وتشجيع التعددية الحزبية وازالت ما يعترضها من عقبات .
ودعا الدول والمؤسسات المختلفة الاهتمام
بالاسرة والحفاظ على تماسكها ضد كل التيارات التى تهدف الى تفكيكها
والعبث بمقوماتها مناشدا الدول العربية والاسلامية العمل على بذل
المزيد من الجهود فى مكافحة انتاج وترويج وتعاطى وادمان المخدرات
التى تدمر الشباب صحيا وعقليا مما يهدد مستقبل الامة ويذهب بقوتها.
ودعا كذلك الدول والحكومات الى بذل مزيد من
الجهد فى رعاية الشباب دينيا وثقافيا ورياضيا عن طريق التوسع فى انشاء
مراكز الشباب والمؤسسات الثقافية والاندية الاجتماعية . |