أكد الروائي المصري جمال الغيطاني انه رفع دعوي
قضائية ضد موقع علي شبكة الانترنت اتهمه بكتابة رواية (زبيبة والملك)
للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال الغيطاني امس انه (فوجئ أثناء تصفحه
الانترنت قبل ايام بوجود مقال علي موقع (الامبرطور) بعنوان (زبيبة
والملك لصدام الغيطاني) يتضمن كثيرا من الافتراءات التي تمثل مرحلة
جديدة في تشويه المثقفين المصريين والعرب الذين رفضوا الحرب علي العراق).
وتابع (الحقيقة انني حتي الآن مصاب بحالة من
الذهول من حجم الاكاذيب التي تضمنها المقال وهذا ما دفعني لابلاغ
الاجهزة الامنية المختصة بذلك اضافة الي التوجه الي محام مختص بالقانون
الدولي لاقامة دعوي قضائية علي الموقع ومركزه في الدنمارك).
وجاء في مقال كتبه سليم عبد القادر المقيم في
العاصمة الاردنية اشارة الي الواقعة التي تشير الي اتهام الروائي
المصري بكتابة الرواية كما جاءت علي لسان الشاعر العراقي رعد بندر ان (نجم
التكريتي مندوب العراق لدي الجامعة العربية في القاهرة نقل رسالة مغلقة
بالشمع الأحمر من القصر الجمهوري في بغداد الي الغيطاني).
وتابع المقال (وكانت كما يبدو في اغلب الظن،
تحتوي علي خربشات لفكرة لقصة اراد تحويلها الي رواية وكان له ما أراد.
فما الذي دفعه صدام من مال لا أحد يعرف كم كان سعر كتابة الرواية
بالضبط).
واوضح كاتب المقال ان الشاعر العراقي اكد انه
فهم ان الغيطاني قد كتب رواية صدام بناء علي لقائه مع عدي، الابن البكر
للرئيس العراقي. واضاف نقلا عن الشاعر رعد بندر ان (عدي طلب منه الذهاب
الي القاهرة واللقاء بجمال الغيطاني والطلب منه بأن يكتب رواية (جديدة
لعدي هذه المرة) أفضل من الرواية التي كتبها لوالده). ونفي الغيطاني كل
هذه الاتهامات التي قال ان (لا أساس لها في الواقع).
واعتبرها (استكمالا لعملية التشويه التي تعرض
لها عدد من المثقفين المصريين والعرب عبر البريد الالكتروني وبعض مواقع
الانترنت المشبوهة والتي طالت بشكل اساسي المثقفين المناهضين للحرب
الامريكية البريطانية علي العراق واولئك الذين يدينون الممارسات
الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني). ولجأ عدد من المثقفين المصريين الي
الاجهزة الامنية المختصة قبل بضعة أشهر يطالبون بملاحقة مواقع ترسل
رسائل باسمهم ومن خلالها تقوم بتشويه مسيرتهم وتتهمهم بانواع من الشذوذ
الجنسي.
ويشير موقع (الامبراطور) الي ان مؤسسه هو الشاعر
والكاتب العراقي اسعد الجبوري.
وفي صفحات موقع الامبراطور الذي راجعناه لمعرفة
ماكتب هناك، يقول كاتب المقال:
زوال الدخان الكثيف في نهاية المطاف، كشف عن ان
الأموال التي صرفت على الصحف والمجلات والكتاب والفنانين والفنانات من
العالم العربي وخارجه ، تقدر بملايين الدولارات. وهو أمر لم يكن
مستغرباً. فقد ترك النظام وراءه الكثير من القوائم التي تعج بالأسماء
والرواتب والتي يشرف عليها مكتب خاص من المخابرات الخارجية أطلق عليه
اسم ((الخفافيش)) تهكماً وسخرية من صدام بالأشخاص الذين يقوم هذا
المكتب بتمويلهم ومنهم شعراء وروائيون وسياسيون وجواسيس وقوادون
ومرتزقة وممثلاث وراقصات ومطربات وكذلك من اصحاب مهن مختلفة.
سقوط حيطان برلين البغدادية ما بين الحاكم
والمحكومين، فتح أمام العراقيين خزائن الوثائق السرية، فاضحت نهباً
سهلاً لكل من يريد. ومن هنا فان الثقافة العراقية التي خضعت لمهمة شراء
الذمم والنصوص، تستنطق اليوم ضميرها الميت، براءة من ملف الماضي الأسود
وتكفيراً عن قذارة الأدوار التي قاموا تحت سلطة، وهو ما يؤكده اليوم
رعاع المستنقع الثقافي ممن كانوا بالأمس رموزاً ساقطة تعمل تحت سوط
الغلام المعاق عدي زعيم الثقافة والصحافة والرياضة والأمن والتهريب
والتقحب وجمع العملات الصعبة.
ويضيف الكاتب: يقول رعد: ما أن صدرت رواية ((زبيبة
والملك)) حتى وجدت نفسي أمام عدي، ليحدثني عن رواية زبيبة والملك بتهكم
وبذاءات. كان عدي وقتها ثملاً. ولم أستطع ابداء الرأي كالعادة. بعد ذلك
ليكلفني بالذهاب إلى القاهرة في مهمة سريّة للغاية أن ألتقي بالروائي
المصري جمال الغيطاني.
وأن أنقل له رغبته في كتابة رواية أهم من (زبيبة)
لينشرها عدي باسمه، فهو لم يستسغ فعلة والده، عندما نشر الرواية ووضع
عليها - رواية لكاتبها -. وعندما عرضت عليه أن أقوم بتكليف القاصة
بثينة الناصري بكتابة ما يريه، فزمجر بوجهي غاضباً بسخط: أريد مؤلف
زبيبة نفسه لا بثينةالتي تكتب بكسـ... !! أنذاك عرفت حقيقة من كان
الكاتب الحقيقي لرواية زبيبة والملك. التي لم تكن بهذا العنوان الأصل.
لأن صدام أضاف عليها من خربشاته ما اضاف, استبدل العنوان بآخر.
وكما يبدو فان تجربة أهل النظام مع الروائي
المصري الكبير الأستاذ جمال الغيطاني طويلة ومثمرة على الدوام. فقد كتب
الغيطاني رواية (حراس البوابة الشرقية) الخاصة بموقفه المساند الى جانب
الحكم في بغداد في الحرب ضد أيران. و قبض أكثر من عشرة آلاف دولار ثمناً
لتلك الرواية مع شهور من النوم و الأكل والشرب في فندق بغداد المطل على
نهر دجلة والمقابل للقصر الجمهوري بالضبط.
أما بالنسبة لرواية ((زبيبة والملك)) فكانت لها
ترتيبات سريّة خاصة قام بها المدعو عبد حمود مدير مكتب الرئاسة الخاص
في القصر الجمهوري، مع المدعو نجم التكريتي مندوب العراق لدى الجامعة
العربية في القاهرة أنذاك، عندما نقل الأخير رسالة مغلقة بالشمع الأحمر
من القصر الجمهوري في بغداد الى الغيطاني، وكانت كما يبدو في أغلب الظن
، تحتوي على خربشات لفكرة لقصة أراد تحويلها الى رواية وكان له ما أراد.
فما دفعه صدام من مال - وهنا لا أحد يعرف كم كان سعر كتابة الرواية
بالضبط. بعد يومين على لقائي بعدي , تم استدعائي. فوجدت لي جواز سفر
باسم مزور هو (عبد المنعم سامي) وصورتي عليه مع مبلغ من المال لي
ورسالة للروائي جمال الغيطاني لا اعرف ماذا كانت تضم في داخلها بالضبط.
أمرني عدي بالسفر الى الأردن. ومنها الى القاهرة طيراناً. لكن الأمور
لم تمض على خير ما يرام، فقد فضح تلك المهمة السائق (محمد عبادي)
المكلف بايصالي الى الأردن، بغير قصد منه، عندما أتصل بأحد من أقارب
عائلته من أحد تلفونات مكاتب اللجنة الاولمبية ليخبرها عن سفره الى
عمان وما إذا كان يحتاج إلى شراء بعض البضائع من هناك. وأنذاك لقط
الخبر الكاتب نجمان ياسين ليكتب تقريراً لوزير الثقافة حامد يوسف حمادي
عن سفرتي المفاجئة للأردن.
وما هي إلا ساعات حتى أصبحت أمام عبد حمود
للاستجواب في القصر الجمهوري. ولم أخرج من القصر لثلاث ليالٍ متتالية.
حيث قضيت الوقت سجينا ً في سجن ما من سجون القصر. ليدرك بعدها عدي بأن
والده قد وضع يده على القصة كلها. فتم طردي من عملي، ليبدأ بعد ذلك بشن
الهجمات تلو الهجمات الاعلامية العنيفة على وزير الثقافة حمادي.
ويضيف موقع الامبراطور:
اعترافات الشاعر رعد بندر بالدور الذي قام به
طوال السنوات الماضية من حكم حزب البعث، يشكل كشفاً للمختبرات السرية
المنتجة للعمل الأدبي، وهي في كل الأحوال خيانة للثقافة الإنسانية
عموماً. لكن باب الفضائح سيبقى مفتوحاً على مصراعيه أمام أرتال أخرى من
أدباء العهد القديم. ومع ذلك فرعد بندر الهارب في معسكر الرويشد على
الحدود العراقية الأردنية ، هو وسواه من مخلفات كتّاب النظام العراقي،
لن يستطيعوا تبرئة أنفسهم من الأدوار الأمنية التي اضطلعوا بها خلال
مناصبهم الرسمية، والتي كان في معظمها مهمات ضد كثير من الأدباء
الخلاقين.
فهل حسب رعد بندر حساباً للمستقبل ، فاحتفظ
لنفسه ببعض الوثائق التي كانت تهم الوضع الثقافي وعلاقات الكثير من
المرتزقة بالنظام ، ستشكل له طوق نجاة مستقبلاً؟!
ولدى بندر قوائم باسماء كتاب من سورية ومصر
واليمن وموريتانيا وتونس والمغرب وبعض البلدان ، ممن حصلوا على هبات
ورواتب شهرية من حكومة بغداد في عهد الرئيس صدام.
الفضائح هذه الايام تبدو مثل الدخان المتطاير من
اعماق مداخن ضاربة في القدم.
وإذا كان صدام لم يسجل رواية (زبيبة والملك) ولا
(القلعة الحصينة) باسمه. تركهما روايتين لكاتبهما، فتلك دلالة على
تعلقه بالدور المخابراتي الامني حتى في المسائل التي لا تعنيه لا من
قريب أو من بعيد، على الرغم من معرفة القاصي والداني بأن الروايتين له
وإن لم يطبع اسمه على غلافيهما. فعل ذلك بقصد الاستنكاف من أن يوصف
رئيس الجمهورية وقائد الجيوش وبطل أم المعارك و الحواسم وأمين عام
القيادتين القطرية والقومية للحزب بكاتب روائي مثله مثل مئات الروائيين
العرب، ممن تضيق بهم مقاهي العالم العربي قمعاً وجوعاً وحرماناً وتشرداً. |