|
نجحت حملة ضغط سياسي نظمها المسلمون في الولايات
المتحدة بشكل عام وفي ولاية كولورادو الأمريكية بشكل خاص في الحيلولة
دون تمرير مشروع قانون يميز ضد الطلاب المسلمين الأجانب كان من المقرر
أن يمرره برلمان ولاية كولورادو الأسبوع الماضي.
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
قد أشار في بيان أصدره في السادس من مايو الحالي إلى قيام مجلس شيوخ
ولاية كولورادو بتمرير مشروع قانون يطالب مؤسسات الولاية التعليمية
بإخضاع تأشيرات الهجرة الخاصة بالطلاب الأجانب من أبناء 18 دولة - على
علاقة بما أسماه المشروع بالإرهاب الإسلامي - لمراقبة خاصة.
واعترض المجلس في تصريحات أدلى به مديره العام
نهاد عوض إلى صحيفة دينفر بوست الصادرة بولاية كولورادو في السادس من
مايو الحالي على ما يتضمنه مشروع القانون من إشارات إلى الدين الإسلامي،
مما يعطي انطباعا بالربط بين الإسلام والإرهاب، كما يميز ضد الطلاب
المسلمين.
وطالبت كير بإزالة أي إشارات قد تتواجد بمشروع
القانون إلى الدين الإسلامي، كما طالبت بتعميم القانون على جميع الطلاب
الأجانب إذا كانت هناك حاجة إلى تمريره، ودعت كير مسانديها إلى الاتصال
بأعضاء مجلس نواب ولاية كولورادو وحثهم على عدم تمرير مشروع القانون.
وقد نجحت ضغوط واتصالات قام بها مسلمو أمريكا
ومسلمو ولاية كولورادو على وجه الخصوص في الحيلولة دون أن ينظر مجلس
نواب كولورادو في مشروع القانون خلال اجتماعه العام خلال الأسبوع
الماضي، ومن ثم الحيلولة دون تمريره.
من جهة اخرى أرسل النائب جون كونيورز عضو مجلس
النواب الأمريكي البارز عن ولاية مشيجان خطابا إلى الرئيس الأمريكي
جورج دبليو بوش يطالبه بالاعتذار إلى الشعب العراقي على تصريحات مسيئة
أدلى سام نيكولاس وهو مسئول أمريكي بالعراق أساء إلى العرب في حديث
إذاعي أدلى به لوكالة إعلام بريطانية مؤخرا إذ وصف التعامل مع العرب
بأنه "رعي للقطط"، كما طالب كونيورز الرئيس الأمريكي بعزل سام نيكولاس
عن منصبه.
وقال النائب كونيورز في خطابه إلى الرئيس
الأمريكي "شعرت بالصدمة لسماعي العبارات التي أدلى بها سام نيكولاس
مؤخرا ... بكل تأكيد الموقف في العراق صعب على جميع الأمريكيين الذين
يعملون بجد للمساعدة في بناء البنية التحتية العراقية. ولكن - وبكل
تأكيد - ليس هناك أي عذر على المعاملة المغرورة والمتعصبة التي أظهرها
السيد نيكولاس تجاه العراقيين المحترمين الذي كانوا يريدون فقط الحصول
على وظيفة والعمل مع الولايات المتحدة لتحسين بلدهم ... ولذا أطالبك
بإقالة السيد نيكولاس فورا من منصبه وبأن تقدم اعتذارك للشعب العراقي
الذي عامله بشكل شديد القسوة".
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
في بيان أصدره في الثامن من مايو الحالي - بإقالة أحد موظفيها بالعراق
لوصفه التعامل مع العرب في حديث أدلى به لوكالة إعلام بريطانية بأنه "رعي
للقطط"، كما أثار المجلس تساؤلات حول المعايير التي تستخدمها الحكومة
الأمريكية في اختيار موظفيها بالعراق.
وجاء بيان كير بعد أن أذاع برنامج نيوزأور (ساعة
الأخبار) الأمريكي - على قناة PBS - يوم الأربعاء السابع من مايو
تقريرا لوكالة أخبار التلفزيون المستقلة (ITN) – وهي وكالة بريطانية -
التقت فيه مع مسئول أمريكي بالعراق يشرف على تعيين بعض الموظفين
العراقيين، وقد ذكر المسئول الأمريكي لمذيعي القناة بعد أن أغلق بقوة
بابه في وجه العراقيين طالبي العمل أن "توجيه هؤلاء العرب مثل رعي
القطط ... رعي القطط إلى دواليب ... مع فارق أن القطط لا تشتكي بهذه
الدرجة".
وقد طالبت كير الإدارة الأمريكية بأن توضح
المعايير التي يتم على أساسها إرسال المسئولين الأمريكيين للعراق وإذا
ما كانت هذه المعايير تتضمن إرشادات واضحة تحث الموظفين الأمريكيين
المرسلين للعمل بالعراق على احترام الشعب العراقي وثقافته، وتحول دون
إرسال موظفين أمريكيين إلى العراق يحملون رؤى متعصبة تجاه شعب العراق
أو تجاه العرب والمسلمين بشكل عام.
وتناشد كير المسلمين والعرب الاتصال بالنائب جون
كونيورز وتقديم الشكر له على مساندته لحملة مسلمي أمريكا ضد المسئول
الأمريكي المسيء وحثه على مطالبة الرئيس بتوضيح معايير إدارته في توظيف
المسئولين الأمريكيين بالعراق. |
