ادلى زعماء ايرانيون بسيل من التصريحات التي
توحي باستعدادهم للتعاون بصورة بناءة مع الولايات المتحدة بعد
الاستيلاء السريع لقوات التحالف على مقاليد السلطة في العراق المجاور.
واعرب مسؤولون اميركيون كبار عن املهم في ان
تسهم هزيمة العراق في اقناع كل من ايران وسوريا وكوريا الشمالية
بالتخلي عن الطموحات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل. وكانت واشنطن قد
وصفت ايران العام الماضي بأنها احد اضلاع «محور الشر».
ونقلت الصحف عن حسن روحاني رئيس مجلس الامن
القومي المحافظ قوله «ايران لا تسعى الى المواجهة والاحتكاك مع اميركا
في العراق».
وقال المحلل السياسي سعيد ليلاز لـ «رويترز»، «يدرك
زعماء ايران ان بلادهم تتعرض لخطر بالغ. من الواضح انهم لا يريدون
اغضاب واشنطن».
وبعد ان التزمت طهران الحياد خلال الحرب التي
قادتها الولايات المتحدة على العراق رحبت ايران، في نهاية المطاف،
بالاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين الذي كان قد امر باستخدام اسلحة
كيماوية ضد القوات الايرانية خلال حربه ضد ايران، فيما بين 1980 و1988.
ونفت ايران اتهامات اميركية تفيد بأنها تتدخل في
عراق ما بعد الحرب الا انها حثت الولايات المتحدة على ان تغادر العراق
على الفور كي تترك للعراقيين الفرصة لاختيار مستقبلهم.
ومنذ زمن طويل يقول حلفاء اصلاحيون للرئيس خاتمي
ان المصلحة القومية للجمهورية الاسلامية تستوجب اعادة العلاقات مع
واشنطن وهي الروابط التي قطعت بعد ان اقتحم طلبة ايرانيون متشددون مبنى
السفارة الاميركية في طهران خلال ثورة 1979.
الا ان نداءات الاصلاحيين تلاشت العام الماضي في
اعقاب تدخل المرشد علي خامنئي. وقال متشددون في السلطة القضائية ان
الدعوة الى اعادة العلاقات مع واشنطن قد تمثل جريمة.
ورأى محللون انه حتى المحافظين في ايران ممن
قضوا اكثر من عقدين في اذكاء جذوة العداء مع «الشيطان الاعظم» يحاولون
الآن تبني سياسة تتسم بالتعاون وابداء حسن النية، مما يؤذن بتحول جذري
عن السياسة السابقة.
ونسبت الصحف الى محسن رضائي الامين العام لمجمع
تشخيص مصلحة النظام الذي يهيمن عليه المحافظون قوله: «يتعين ان تصبح
السياسة الايرانية اكثر فاعلية واكثر ايجابية من الوجهة السياسية، والا
تصاعد التوتر».
وقال دون الخوض في التفاصيل «يمكن لإيران العمل
مع اميركا بصورة مباشرة، الا اننا بحاجة الى سياسة قوية».
وقال محللون ان الهدف الجوهري لسياسة طهران
الخارجية الآن هو محاولة عدم دفع واشنطن كي تصب جام غضبها عليها، والا
تصبح ايران الهدف المقبل في اطار «الحرب الاميركية على الارهاب».
وقد حذرت واشنطن طهران من عدم الاقدام على تأليب
الشيعة في العراق، وذلك بعد ان اقلقت الولايات المتحدة مشاهد ضمت مئات
الآلاف من الشيعة العراقيين وهم يستعرضون ثقلهم السياسي الاسبوع الماضي
في النجف الاشرف.
والمعروف ان اكثر من 60 في المائة من العراقيين
هم من الشيعة الا ان صدام حسين اضطهد زعماء الشيعة وفرض حظرا على
المناسبات الدينية.
وقد رفضت ايران تهمة التدخل في العراق من خلال
تشجيع الشيعة على ان يلعبوا دورا في اتجاه معين، فيما يقول محللون ان
طهران قد لا تريد بالفعل ان ترى دولة دينية منافسة على حدودها.
ونقلت الصحف عن وزير الخارجية كمال خرازي قوله «لم
يشر اي مسؤول ايراني الى اقامة حكومة في العراق على النمط الايراني».
وقال في مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي «نحن لا نصر
على «دور لشيعة العراق» بالنسبة الينا فان الشيعة والسنة والتركمان
والعرب متساوون، ويتعين ان يلعب كل فرد دوره في عراق ديموقراطي».
كما حث واشنطن على الامتناع عن اتهام جيران
العراق بالتدخل: «بدلا من الاتهامات، يتعين ان يوجهوا مزيدا من
الاهتمام وان يبدأوا تعاونا مع دول اخرى».(وكالات) |