أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية بأن 50% من
أسباب الوفيات على مستوى العالم سببها مخاطر أمراض القلب التي من
المتوقع أن تصيب أكثر من 17 مليون إنسان خلال عام 2020م وهو ما يعادل
سبعة أضعاف وفيات الإيدز، كما تشكل أمراض القلب عبئاً اقتصادياً على
الأفراد والأسرة والدولة لكونها سبباً رئيسياً للإعاقة البدنية.
وقد يبدو الفرد بصحة جيدة وبينما تكون نسبة
الكوليسترول في الدم طبيعية أو منخفضة ومع ذلك هناك احتمالات للتعرض
للذبحة الصدرية، ولقد أوضحت أحدث الدراسات السريرية أن أكثر من 50% ممن
أصيبوا بالفعل بالذبحات الصدرية كانوا لا يعرفون شيئاً عن حالتهم
الصحية وأنهم يحملون عوامل الخطورة للإصابة بها، وهؤلاء ممن يتناولون
الأطعمة الدسمة والمدخنون والمصابون بارتفاع ضغط الدم وجميعهم يحملون
نسباً عالية من الكوليسترول في الدم. لذلك فإن الإصابة بالذبحات
الصدرية تعد القاتل رقم واحد في المجتمع الآن بالمقارنة مع الإيدز
والسرطان والحوادث فلا بد أن يتعرض المصاب لمجموعة تحليلة متكاملة
ليتعرف بها على صحته القلبية وأن الوقاية خير من العلاج.
وبينت الدراسة بأن نسبة الدهون في الدم تعد من
أخطر العوامل المؤدية للذبحات القلبية ولكن قد يختلط الأمر باعتبار أن
مقياس نسبة الكوليسترول هي فقط الدهون ولكن هذا غير صحيح فهناك
الكوليسترول الخبيث الضار إذا ما ارتفعت نسبته في الدم.
وعلى ضوء ذلك فقد حدد الباحثون دلالات معينة لا
بد أن يتم قياسها في الدم كي نطمئن بها على صحة القلب ولا بد من أن
تقاس كمجموعة وذلك لتوضيح كل جوانب الصحة القلبية وما إذاكانت هناك
خطورة أم لا:
Total cholesterol – HDL – LDL – triglycerides
– Homocysteine – lipoproteinl(a) – Apo – B – Apo A – 1 – cmd
Fibrinogen.
ولأجل تبسيط هذه الدلالات ومغزى قياسها فالبعض
منها مألوف لدينا مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية والدهون منخفضة
الكثافة وهذه جميعاً ضارة عندما ترتفع نسبتها في الدم، أما HDL فهو
المعتدل كما أوضحنا وهذا يرتفع بممارسة الرياضة وتناول زيت السمك أما (Apo
– B- Apo – A-1) فهي الشق البروتيني لهذه الدهون في الدم والتي تتحكم
في توزيع الدهون في الجسم ومن ثم على القلب والأوعية الدموية.
وحديثاً فقد اكتشف باحثون وعلماء من جامعة (هارفارد)
البريطانية أن قياس نسبة (CRP) الذي كان سابقاً يدل على إصابة الجسم
بالتهابات مختلفة يعد الآن من أهم التحاليل والقياسات المختبرية التي
تتوقع حدوث الذبحات الصدرية.
ونأتي إلى أحدث الدلالات (Homocysteine) وهو أحد
الأحماض الأمينية التي يؤدي ارتفاع معدله في الدم إلى ارتفاع احتمالات
الإصابات القلبية إلى نسبة 3 أضعاف حتى لو كانت جميع الدلالات الأخرى
سليمة، وفي نفس الأهمية (Lipoprotein (c) ) الذي قد يرجع إلىبعض
العوامل الوراثية، ولهذا بعد أن تغير النظام الغذائي العام والذي أصبح
يعتمد كثيراً على الأطعمة الجاهزة التي تمتاز بنسبة الدهون العالية
فيها وكذلك عدم التفرغ لإداء بعض التمارين الرياضية فإنه من الأفضل
المسارعة باجراء هذه التحليلات المختبرية في أسرع وقت تجنباً من
الإصابة بالذبحات الصدرية ومشكلاتها العديدة. |