هناك حقيقة علمية ينادي بها العديد من الأطباء
بضرورة قيام الأشخاص الأصحاء بالتبرع بالدم، حيث تعود هذه العملية على
المتبرع بفوائد جمة أهمها تجديد خلايا الدم وتنشيطها، إذ إن كريات الدم
الحمراء الحاوية على الهيموكلوبين اللازم لقيام الجسم بوظائفه الحيوية
إلى التجديد، فيقوم الجسم بالتخلص من كريات الدم الحمراء القديمة
ويكوّن أخرى جديدة وذلك بعد عمر افتراضي لهذه الكريات يبلغ حوالي أربعة
أشهر.
وأشار اخصائيو الأمراض الباطنية إلى إمكانية
تبرع الشخص لنفسه، حيث يمكن أن يؤخذ دم من المتبرع الذي سوف تجرى له
عملية جراحية في القريب حيث يحفظ هذا الدم ويعطى له خلال إجراء العملية
الجراحية تعويضاً عما فقده. وعن الشروط الواجب توفرها في المتبرع يقول
خبراء علم الدم إن أي إنسان سليم يتمتع بصحة جيدة يمكنه التبرع بالدم
بشرط أن يكون عمر المتبرع لا يقل عن 17 سنة ويمكن أيضاً لمن هو في سن
الستين أن يتبرع بالدم إذا كانت صحته سليمة. وعن عدد المرات المسموح
بها للتبرع خلال السنة يؤكد الأطباء أنه يمكن للمتبرع الذي يتمتع بصحة
جيدة أن يتبرع كل ثمانية أسابيع، وإن كانت هناك دراسة توصي بالتبرع مرة
واحدة كل عام، مع التأكيد على الفحص الذي يسبق عملية التبرع والذي
يساعد على كشف عدد من الأمراض التي قد يكون مصاباً بها دون أن يعلم،
ويمكن أن تكون عملية التبرع علاجاً لبعض الأمراض التي تحتاج كمية من
السوائل في الجسم مثل ارتفاع ضغط الدم والزيادة غير الطبيعية في عدد
كريات الدم الحمراء. وقبل التبرع يتم إجراء فحص سريري لمعرفة ما إذا
كان الإنسان مصاباً بأي مرض يمنعه من التبرع مثل فقر الدم وانخفاض ضغط
الدم، ثم يتم سحب الدم من الوريد خلال 20 دقيقة حيث يكون المتبرع في
وضع مريح، ولا يسمح بالتبرع في المرة الواحدة بأكثر من 500سم3 ولا يسمح
بالتبرع خلال مدة تقل عن أربعة أشهر، وتتم عملية السحب بعد اتخاذ كل
احتياطات التعقيم اللازمة. ويستحسن أن يشرب المتبرع كمية من الحليب أو
العصير بعد التبرع بالدم. وبالإمكان التبرع بأحد عناصر الدم وليس بالدم
كله، حيث أنه من الممكن ذلك، بواسطة جهاز يمر فيه الدم حيث يتم فصل
الصفائح الدموية التي تؤخذ وتعطى للمريض المحتاج أما بقية الدم الخالي
من الصفائح فيعود مرة أخرى للمتبرع، وقد تحدث تأثيرات جانبية على صحة
المتبرع كالانيميا التي تحدث في أول الأمر ولكن بعد فترة بسيطة فإن
التبرع بالدم يقوم بتنبيه نخاع العظم لإنتاج مزيد من كريات الدم
الحمراء. |