تخطى برميل النفط الخام عتبة ال 30 دولارا
الخميس في السوق الاجلة في نيويورك بسبب قلق المستثمرين من
الاضطرابات المحتملة في تزويد السوق النفطية جراء الحرب على العراق
والازمة في نيجيريا.
وقد ارتفع في نيويورك سعر برميل النفط الخام
المرجعي تسليم ايار/مايو 741 دولارا وبلغ 3730 دولارا بعدما ربح 66
سنتا يوم الاربعاء.
وكانت اسعار الخام تراجعت الى ما دون ال 30
دولارا في 19 اذار/مارس للمرة الاولى منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر
فيما كانت العمليات تعول على انتصار سريع للولايات المتحدة في العراق.
هذا واكد نيكولاي توكاريف المدير العام لشركة "زاروبينفت" النفطية
الروسية الجمعة ان على روسيا ان تنسى امر مصالحها النفطية
واستثماراتها في العراق حيث ان واشنطن ولندن لا تعتزمان ان تتقاسما
معها "الغنيمة".
وقال نيكولاي توكاريف في حديث لصحيفة فريميا
نوفوستي "سيكون علينا فيما يبدو ان نسلم بخسارتنا كل ما كان لدينا
وما كان من الممكن ان نحصل عليه".
واضاف مدير المجموعة العامة للتنقيب عن النفط
واستغلاله "ان الاميركيين لم يخوضوا الحرب لكي يتقاسموا بعد ذلك
المصالح مع اي كان انها غنيمة حرب". واعتبر ان لدى الولايات المتحدة
"ما يكفي من قدرات بما فيها المالية لكي تستغل وحدها" الاحتياطي
النفطي العراقي مذكرا بان هذا الاحتياطي هو الثاني في العالم بعد
السعودية.
وقدر "الخسائر الملموسة" لمجموعته في العراق
بما بين 150 الى 180 مليون دولار بغض النظر على ما كانت ستدره عمليات
التنقيب في المستقبل. واكد "كنا ينبغي ان يكون لدينا في العراق
استثمارات ضخمة ومشاريع للري والكثير غيرها اضافة الى القطاع النفطي".
وتوقع ان لا تحظى ثان شركة نفطية في روسيا "لوكويل"
التي فسخت بغداد عقدا معها بقيمة عدة مليارات من الدولارات اثر
معلومات افادت ان هذه المجموعة اقامت اتصالات مع المعارضة العراقية
سعيا الى ضمان مصالحها في المستقبل والحصول على معاملة تفضيلية.
وقال المدير "لن يسال احد (المعارضة العراقية
الحالية) من سيعمل هناك. ستكون هناك حكومة دمية وستتولى الولايات
المتحدة وبريطانيا توزيع الغنيمة" مضيفا "من الواضح" ان الحرب شنت
بهدف السيطرة على الموارد النفطية.
من جهته اكد السفير الاميركي في موسكو الكسندر
فيرشبو في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" ان
الولايات المتحدة ستدرس "امكانيات احترام المصالح الاقتصادية الروسية
في العراق في اطار العمل المشترك في الامم المتحدة او غيرها من
المنظمات". الا انه اضاف ان الولايات المتحدة لا يمكنها "اعطاء
ضمانات لانه ليس من حقنا ان نملي على الحكومة العراقية المقبلة
موقفها".
وتوقع يوري شافرانيك رئيس جمعية الصناعيين
الروس في قطاع النفط والغاز ان هذا القطاع سيتعرض لخسائر لا تقل عن
ملياري دولار بسبب النزاع في العراق.
من جهة اخرى ذكرت نشرة "ميس" الاقتصادية في
عددها الصادر بتاريخ الاثنين ان الاردن بدأ في استلام شحنات نفط من
السعودية والكويت تعويضا عن تعليق الصادرات النفطية من العراق بسبب
الحرب.
وقالت نشرة ميدل ايست ايكونوميك سيرفي ان "الاردن
بدأ في استلام شحنات من النفط الخام من السعودية والكويت". وستقوم
السعودية بتزويد الاردن بمقدار 50 الف برميل يوميا من النفط العربي
الخفيف فيما تزوده الكويت ب 25 الف برميل.
ووفقا لمصادر من صناعة النفط سيسدد الاردن ثمن
النفط حسب سعر السوق بعد ان اخفق في الحصول على سعر مخفض. والاردن
كان يعتمد بالكامل على العراق في امداده بالنفط الذي كان يستلمه
يوميا عبر الحدود باسطول من 600 شاحنة. ونصف الكمية كانت تقدم مجانا
والنصف الاخر باسعار تفضيلية.
غير ان عمان علقت واردات النفط العراقي في 23
آذار/مارس لاسباب امنية. والنفط الذي يباع حاليا في الاسواق هو من
الاحتياطي المخزون في العقبة. ويستهلك الاردن سنويا اكثر من خمسة
ملايين طن من النفط الخام وغيره من المنتجات النفطية.
|