قالت السيدة زهراء آيت اللهي عضوة المجلس
الثقافي الاجتماعي الإيراني في حديث صحفي: لأجل الحدّ من العنف
الاجتماعي والأسري الذي تتعرض له المرأة، يلزم أن نقول للرجال
المغرورين وضيقي الأفق، لا تظلموا، ثم نفهم النساء اللائي يعانين من
الظلم، ألا يقبلن الظلم.
وأشارت السيدة زهراء بأن ليس هناك اتفاق في
المجتمع حول تعريف معين للعنف ضد النساء، وأردف بالقول: طبقاً لتعريف
منظمة الأمم المتحدة، فإن أي عمل عنفي مبتني على أساس الجنس (النوع)،
ويكون سبباً أو يحتمل أن يؤدي إلى حصول أضرار جسمية أو نفسية أو
جنسية للمرأة، أو التهديد بذلك، مما يتسبب بحرمان قسري أو اختياري من
الحرية في الحياة الاجتماعية أو الشخصية – أي عمل من هذا النوع يُعدُّ
عنفاً ضد النساء.
وفي معرض بيانها لأنواع العنف الجسمي والنفسي
والجنسي الأسري، قالت: الضرب، والاستغلال الجنسي للفتيات، الخشونة
الجنسية من قبل الزوج، الاستغلال الجنسي لأجل استيفاء منفعة شخصية،
وأعمال العنف الأخرى المعهودة في المجتمع.. هي من مصاديق العنف ضد
النساء.
كما أدرجت السيدة زهراء أعمالاً من قبيل – سوء
استغلال النساء، الأذى والتهديد الجنسي في محال العمل وبعض المؤسسات
التعليمية، الاتجار بالنساء، الإجبار على ممارسة الفحشاء، يقع ضمن
مصاديق العنف النفسي ضد النساء، في تعاريف منظمة الأمم المتحدة،
وصرحت بالقول: في الواقع أن تعريف العنف ضد النساء في المجتمع، بلحاظ
القوانين المحلية والقانون الأساسي (الدستور الإيراني)، متفاوت،
ولهذا يجب تشخيص وتعريف المصاديق الأصلية للعنف في المجتمع.
وأشارت السيدة زهراء بأن ممارسة الفحشاء بشكل
طوعي وإرادي من مصاديق الأعمال غير الأخلاقية وحسب في تعاريف منظمة
الأمم المتحدة، قائلةً: في تعريف الأمم المتحدة ذُكر بشكل صريح أن
المنع يقتصر على الإجبار على الفحشاء، في حين أنه من وجهة النظر
الدينية فإن الحرية ليست مقدسة إلى الحدّ الذي تجعل من الأخلاق أمراً
ثانوياً، أو تالياً لها؛ وعليه فإن ممارسة الفحشاء اختياراً يُعدُّ
نوعاً من العنف ضد النساء.
وضمن بيانها لخصوصيات النساء اللائي يستسلمن
للعنف، أو يقبلن به، قالت: هذا النوع من النساء يمتاز بعدم النضوج
العقلي، وعدم معرفة حقوقهن وواجبات الآخرين تجاه هذه الحقوق. كما أن
هؤلاء النسوة يمتازن بضعف المقاومة في مواجهة الظروف الصعبة. وهذا
الأمر يعتبر أرضية مناسبة لتنامي ظاهرة العنف ضد النساء.
وتابعت تقول: العنف الجسمي الأسري، من نحو
الضرب والشتم، ضد المرأة، هو الأكثر شيوعاً في المجتمع، وقليله
يُعتبر كثيراً، إذا أخذ بنظر الاعتبار الأضرار والآثار السلبية
الناجمة عنه.
وأعربت عن اعتقادها بأن العنف الجسمي المتكرر
من قبل الرجال على النساء، يكون مصحوباً عادة بآثار وصدمات نفسية
شديدة، إلى جانب الأضرار والصدمات الجسمية الناجمة عنه؛ إذ هو يمنع
من نمو المرأة نفسياً وفكرياً، بما يتناسب مع شأنها ومكانتها؛ الأمر
الذي يتسبب في تحقير شخصية المرأة.
ودعت عضوة المجلس الثقافي الاجتماعي الإيراني
إلى إجراء إصلاحات اجتماعية، وتنمية الجانب الثقافي لدى أبناء
المجتمع، وبالأخص الرجال، وتعريف هؤلاء بواجباتهم تجاه الجنس الآخر،
لا سيما ما يتعلق بحقوق المرأة داخل الأسرة، كعامل مؤثر في التخفيف
من حدة العنف ضد النساء، دون الاقتصار على دور المرأة، وتعليمها
وتثقيفها، في البرامج والخطط التي توضع لأجل حل هذه المعضلة
الاجتماعية الخطيرة.
|