ضمن سلسلة دروس الأخلاق الأسبوعية التي تعقد في
بيت المرجع الديني الأعلى السيد الإمام محمد الحسيني الشيرازي (أعلى
الله مقامه) حاضر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي حول
أهمية مجالس العزاء الحسيني، وأورد جملة مطالب مهمة، فيما يلي نذكر
جانباً منها:
في البداية، وبلحاظ حلول اليوم السابع من فاجعة
استشهاد الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) وأصحابه الأوفياء (رض)، قال
سماحته: رغم مضي سنوات متمادية على واقعة عاشوراء، إلا أن هذه الواقعة،
وبكل تفاصيلها، لم تزل حية ومتجددة، وستبقى كذلك إلى يوم القيامة.
وضمن مطلبه الأول، أشار سماحة السيد حسين
الشيرازي إلى أهمية المسائل المرتبطة بسيد الشهداء (ع)، قائلاً: أيما
موضوع يصطبغ بصبغة الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، فإنه يحظى بأعلى
المراتب والدرجات في الدنيا والآخرة، بلغ ما بلغ من الصغر، وبالطبع فإن
الله عزوجل هو الذي شاء أن كل ما يقدم وينجز لأجل الإمام الحسين (ع)،
فهو ذو قيمة وأهمية كبيرة.
وقال سماحته، مستنداً إلى الأحاديث المروية عن
الأئمة المعصومين (ع) حول زيارة الإمام الحسين (ع): ثواب زيارة الإمام
الحسين (ع) يعدل ثواب ألف حجة مقبولة، وفي بعض الروايات يعدل ثواب
مليون حجة، الأمر الذي يبين مدى العناية الخاصة التي أولاها البارئ
عزوجل لسيد الشهداء (ع).
وتابع سماحته يقول: إن قبول الطاعات عند الله
عزوجل مشروطة بشروط عديدة، من جملتها أن عمل العبد يجب أن يقوم على
أساس الإيمان، أو ـ كشرط آخر ـ يكون خالصاً لله تعالى، وإذا ما خالطته
نية الرياء، فلن يقبله الله عز شأنه.. وهناك أيضاً شروط أخرى، ولكن
فيما يتعلق بالإمام الحسين (ع)، تنتفي سائر هذه الشروط، إذ لو صدر عمل
حتى من الشخص غير المسلم، لأجل سيد الشهداء (ع) فإنه يحسب، ويترتب عليه
ثواب عند الله سبحانه.
وفي جانب آخر من محاضرته، قال سماحة السيد حسين
الشيرازي: نحن نتحمّل واجباً عظيماً حيال الإمام الحسين (ع)؛ فلو بذلنا
كامل وجودنا، على أساس مبدأ الإخلاص، في هذا الطريق، فسيظل هذا البذل
يسيراً قليلاً، قياساً إلى التضحيات الجسام التي قدمها سيد الشهداء
(ع)، ذلك لأن الإمام الحسين (ع) ـ طبقاً لما قاله الإمام الصادق (ع) ـ
ضحّى بنفسه الشريفة لأجل أن ينتشل الناس من الضياع والهلاك، ويهديهم
إلى الطريق الإلهي المستقيم.
وفي ختام محاضرته أشار سماحة حجة الإسلام
والمسلمين السيد حسين الشيرازي إلى جانب من المصائب التي مرت على آل
الحسين (عليهم السلام) ودعا المسلمين إلى البذل والعطاء، ما وسعهم ذلك،
على طريق سيد الشهداء (ع). |