قم - النبأ (خاص):
أقيمت في اليوم الثالث من شهر محرم الحرام الجاري،
مراسم العزاء الحسيني في بيت المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي
الراحل (قدس سره) بقم المقدسة، بكلمات الخطباء المشهورين، أمثال حجج
الإسلام: رياحي وروحاني ورسولي أراكي. واليوم الثالث من محرم - كما
هو معلوم - يصادف اليوم الذي وصل فيه عمر بن سعد (عليه لعائن الله)
مع جيشه البالغ (40000) مقاتل إلى أرض كربلاء. وقد انصبت كلمات
السادة الخطباء على بيان جملة من الوقائع المرتبطة بهذا الحدث الخطير
في حياة الإسلام.
وتحدث أحد الخطباء حول موضوع التوبة، وقال: من
أسوأ حالات الإنسان أن يتوب، ثم يقوم بما يتنافى مع توبته، وبالقدر
الذي يحاول به الإنسان التوبة فإنها تقع موقع القبول من الله تعالى،
ومن جملة شروط التوبة الصحيحة أداء الحقوق؛ أي يجب على التائب أداء
حق الناس؛ فإذا أهرق ماء وجه أحدٍ من الناس، لزمه أن يطلب العفو
والصفح منه.
وأضاف: التوبة الحقيقية هي تلك التي يترتب
عليها أثر واضح لعبودية الإنسان لربّه سبحانه وتعالى، في نفسه،
فالعبد حين يتوب يحبه الله سبحانه، ويصبح المرء محباً لله؛ فالله
يستر ذنوبه ومعايبه في الدنيا والآخرة، ويأمر أحد الملكين الموكلين
بكتابة أعماله، أن يغض النظر عما ارتكبه من ذنوب، ويتكتم عليها.
هذا، وبيّن خطيب آخر في حديثه، بعض المسائل
المتعلقة بيزيد بن حر الرياحي (رضوان الله عليه)، حيث قال: ارتكب
الحر - رضوان الله عليه - ذنباً عظيماً، وقد كفّر عن ذنبه هذا بدمه
في سبيل الدفاع عن سبط الرسول الأكرم (ص)، الإمام أبي عبد الله
الحسين.
وأردف يقول: في يوم عاشوراء، قال الحر بن يزيد
الرياحي لابنه وبعض من حوله: أنا في حالٍ أرى نفسي فيه بين الجنة
والنار.. ثم يقسم ألا يختار إلا الجنة، ويقول: لا طاقة لي بالنار،
وعلي أن أبادر بنصرة الحسين (ع). يحضر بين يدي الإمام(ع)، ويضع جبهته
على الأرض، ويخاطب الحسين (ع) قائلاً: يا بن رسول الله (ص) أيقبل
الله توبتي؟ فيقول الإمام (ع): ارفع رأسك يا حر، نعم إن الله يقبل
توبتك.. ثم يتحرك مباشرةً صوب ميدان المعركة، دونما أن يمر بالخيام،
فلما سئل في ذلك، قال: أخجل أن أرى وجه سيدتي زينب (ع)، ووجودها هناك
يهزّ كياني، بسبب ما ارتكبته من عمل قبيح.
كما أشار خطيب آخر إلى أوجه الشبه بين نبي
الله يحيى (ع) والإمام الحسين (ع)، وكيف أن زكريا (ع)، بعدما أعلمه
الله عز وجل بمقتل الحسين السبط (ع)، راح يدعو الله عز وجل، أن يرزقه
بولدٍ ثم يقتل، علّه يواسي بذلك الإمام الحسين (ع) في مصابه، علماً
أن زكري(ع) كان يبلغ من العمر وقتها (120) سنة، وزوجته كانت في عمر
(98) سنة.
ومضى يقول: وهكذا وهب الله عز وجل لزكريا
غلاماً اسمه يحيى (ع)، وكما نقل فإن يحيى يشبه من وجوه عدّة، حضرة
سيد الشهداء (ع)، منها أنه ولد لستة أشهر، مثل الإمام الحسين (ع)،
ووجه الشبه الآخر أن النبي يحيى (ع) فصل رأسه الشريف من بدنه، مثل
سيد الشهداء (ع) أيضاً.
|