بعض الأخبار المبثوثة عبر أجهزة الإعلام
الدولية المختلفة ليس فيها أي جديد أو مميز ولكن التعايش مع رؤية أو
سماع أو قراءة تلك الأخبار المعنية تكاد أن تصبح ظاهرة مقرة لدى عموم
المجتمعات في العالم وتراكم الأخبار بهذا الكم الهائل قد وصل حدوداً
لم يعد العقل النير أن يتقبل تمريرها.
ففي خبر عاجل تناقلته وكالات الأنباء والصحف
من شبكة الانترنيت قبل أيام أشير فيه إلى أن أجهزة الأمن الجزائرية
سجلت (748) حالة انتحار خلال السنة الفائتة 2002م، مقابل تسجيل (644)
خلال السنة السابقة لها 2001، بما يشكل ارتفاعاً في هذه الظاهرة
المأساوية بنسبة (16%). ويحتل الأشخاص معدمو الدخل صدر قائمة
المنتحرين ثم المصابون بأمراض واضطرابات نفسية، والسؤال الممكن
إثارته حول هذا الخبر.. ما فائدته للرأي العام الذي لا يرغب في سماع
أخبار من هذا النوع لأنها لا تمس حياته بصورة جدية، وطبيعي لا يمكن
القول سوى رحم الله أولئك المنتحرين ومنح ذويهم صبراً وسلواناً.
الفساد الإداري في منطقة
الشرق الأوسط وأفريقيا:
وهذا الخبر الذي يمكن قراءة ملامح موضوعه في
العنوان الآنف الذكر معني بالإشارة لاستشراء الفساد لدى كبار
السياسيين والمسؤولين الرسميين في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا، والمقصود منها الدول العربية الواقعة على خط الضفة الجنوبية
من البحر الأبيض المتوسط فماذا جرى ويجري هناك؟!
إن الخبر يشير إلى تسجيل نسبة انخفاض خلال
السنتين 2001 و2002 في فرص العمولات بسبب تلاحق الانتكاسات
الاقتصادية في عموم المنطقة العربية علماً أن هناك منظمة تدعى منظمة
الشفافية الدولية، ومركزها برلين في ألمانيا قد أفادت في خلاصة
تقريرها السنوي الأخير بكون الاستراتيجيات الموضوعة لمكافحة الفساد
الإداري غير كافية وأشار التقرير إلى أن التصدي لمكافحة الفساد
الإداري ليس مسألة سهلة ممكن أن تحل بضربة عصا سحرية وخلاصة الخبر أن
الجميع يعرفون أن هناك حالات شائعة من الفساد الإداري في العديد من
الدول التي أشار لها التقرير وهي ليست لغزاً والرأي العام بطبيعته لا
يرغب أن يطلع على أخبار حول حالة سلبية كالفساد الإداري لأنه يعرف
حول هذا الموضوع أكثر مما تقوله أجهزة الإعلام المذكورة.
التقرير الاستراتيجي الأفريقي:
بادر معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة
القاهرة إلى إصدار تقرير شامل جاء فيه: (إن المفهوم السائد عند الناس
عن التقارير الاستراتيجية أن تتناول فقط الجوانب السياسية والأمنية
والاقتصادية أو ما يرتبط بذلك. غير أن هذا التقرير أخذ بالمفهوم
الواسع ليشمل جوانب أخرى من الحياة باتت ترتبط ارتباطاً وثيقاً
بالطابع الاستراتيجي، كالجوانب الثقافية أو الجوانب الإعلامية
والقضايا المتصلة بالموارد.. وظروف البيئة وطبيعة العمران وخلافه..
ولكن ما كل ما قدمه له التقرير من مفاهيم يمكن
وصفها بالجديدة، فقد تحدث التقرير عن مشكلة جنوب السودان، والأزمة
الصومالية وغيرها.. والحقيقة أن مثل هذه الأمور متداولة باستمرار في
النشاطات الإعلامية والخبرية في أجهزة الإعلام العربية على الأقل،
ففي إعادة طرح ذلك على الرأي العام في البلاد العربية لا يعطي معلومة
جديدة، إذ يكاد أن تكون مثل هذه التقارير ذات صلة بأوضاع داخلية
يستفيد منها المتخصصون ويفضل أن توزع على جهات تطلبها وتقع ضمن
اهتماماتها أو رغباتها لا أن تفرض وتبث إلى الرأي العام المحلي دون
معرفة مدى درجة استقبال الناس لها.
|