أظهرت نتائج بحث ميداني جامعي في إيران أن 95%
من الأشخاص الخجولين والمنزوين ينحدرون من أسر أمية أو ذات مستوى
تعليمي متدني.
ذكر ذلك تقرير قسم البحوث والتحقيقات لوكالة
الأنباء الجامعية الإيرانية (إيسنا)، وجاء فيه أيضاً: إن مستوى تعليم
الوالدين له أثر كبير في مستوى الخجل لدى الأفراد، بحيث أن 80% من
الأفراد المتهورين، هم من آباء ذوي تحصيل دراسي متوسط، أو متقدم.
كما ورد في البحث الذي أشرف عليه (سيروس
فخرائي)، الأستاذ المحاضر في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
بجامعة تبريز الإيرانية أن الخجل يرتبط أيضاً بمدى انفتاح الأسرة على
الأهل والأقارب والمحيط الاجتماعي عامةً، ما يعني أن أغلب الأفراد
المتهورين هم من أسر لها روابط ومعاشرات كثيرة مع الوسط الاجتماعي.
وفي جانب آخر من البحث الميداني، جاء: علاقة
الطالب - في المرحلة الإعدادية - مع زملائه في الفصل الدراسي ومعلميه،
له أثر كبير على مستوى الخجل؛ حيث ظهر أن 9% من الأفراد الخجولين
قليلو الروابط في المرحلة الدراسية الإعدادية، و41% منهم يتمتعون
بروابط واسعة، وفي المقابل لا يوجد ولا واحد من الأفراد المتهورين
منزوٍ أو مقلل في العلاقات الاجتماعية، و64% منهم لديهم علاقات كثيرة
في المرحلة الإعدادية.
وأضاف البحث بأن الفرد الخجول والمنزوي يخشى
من العلاقة بالآخرين، وهو ما ينبغي البحث عن جذوره في البيئة الأسرية
لمثل هذا النوع من الأفراد.
وبحسب البحث أيضاً أن تعداد أفراد الأسرة له
علاقة وثيقة بعامل الخجل؛ فكلما كان عدد أفراد الأسرة الواحدة كبيراً،
كلما كان نصيب الفرد من فرص الحياة ومزاياها قليلاً، كما أن أرباب
هذه الأسر لا يجدون الوقت الكافي لتشخيص مشاكل أبنائهم، وحلها بالشكل
الصحيح، وبالتالي لا يستطيعون تربية هؤلاء الأبناء على النحو الصحيح
والمطلوب.
وورد في ختام البحث أنه لأجل التعرف بشكل كامل
على علل الخجل والانزواء، لابد من الإطلاع على الظروف الخارجية
والداخلية للأسرة؛ الظروف الداخلية من نحو العقائد التي يعتقد بها
الآباء، لا سيما في الموضوعات التي لها علاقة بعامل الخجل، السلوكيات
والعلائق الاجتماعية بين أعضاء الأسرة نفسها.. أما الظروف الخارجية
فهي من قبيل موقع الأسرة لدى الأقارب، ولدى المجتمع، والطبقة التي
تنتمي لها الأسرة، وروابطها مع المحيط الاجتماعي بصفة عامة.
|