طالبت ندوة دور الاعلام فى خدمة قضايا
المرأة القائمين على وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية والمرئية برفع
سقف الحرية للاعلامى للتعبيرعن هموم وقضايا المجتمع وابراز الصورة
الحقيقية للمرأة العربية ودورها الموثر فى مختلف ميادين العمل
والحياة والاهتمام الصادق بقضايا المرأة والطفل. ودعت الندوة التى
نظمتها ادارة مركز التنمية الاجتماعية بعجمان الى التعامل مع هذه
القضايا بنفس الجدية والخطورة التى يتم التعامل بها مع قضايا السياسة
والرياضة. وأكدت أن الوضع الحالى لوسائل الاعلام ساهم فى خلق دور
سلبى للمرأة بتشجيعها على أن تكون امرأة مستهلكة غير منتجة تلهث وراء
الموضة والجمال والديكور..
كما أن البرامج التلفزيونية والصفحات
المقدمة الخاصة بالمرأة مهمشة ودون الطموح المطلوب ولاتواكب ما يحدث
فى العالم من حولنا من موضوعات حية وعلى درجة من الخطورة مثل التطرف
والارهاب والعولمة وانتشار الفضائيات غيرالمراقبة والانترنت وغيرها
من قضايا الساعة. وأوضح المشاركون فى الندوة أن المرأة النموذج يجب
أن تكون تلك المرأة الام والزوجة والموظفة العاملة والمناضلة فهى
المثل الحقيقى الذى يجب على وسائل الاعلام أن تفرد صفحاتها وساعاتها
الفضائية للتعرف عن قضاياها لما لها من اهمية فى رفع المستوى
الاخلاقى والاجتماعى لجيل المستقبل والمجتمع.
وقد تحدثت فى الندوة حليمة الملا
الصحافية بموسسة الامارات للاعلام صحيفة الاتحاد قائلة: ان المرأة
تمثل فى المجتمع الحديث نسبة كبيرة من القوى العاملة .. مشيرة الى
أنه كان للتطور الاقتصادى والاجتماعى اثر كبيرفى فتح مجالات العمل
للمرأة العاملة فى شتى الميادين ومع الدور الكبير الذى ساهمت به
الحركة النسائية فى نهضة الدولة كان لابد أن تواكبها صحافة نسائية
مواطنة. ونوهت الى أنه من الملاحظ أن الصحافية الاماراتية فى اغلب
الاحيان تختار مجال الانشطة النسائية اذ لم تتعود بعد التعامل مع
مجتمع الرجال بحكم العادات والتقاليد التى نشأت عليها .. كما أن
لديها قناعة بأن كونها امرأة يجعلها اقدر من الرجل على فهم المرأة
والتعبير عن همومها وشوونها . وقالت ان الصحافة الموجهة للمرأة
لاتهتم بالقضايا الحقيقية لها.. كما أنها لاتقدم صورة صادقة عن
انجازات الحركات النسائية ودورها الفعال فى حركة التنمية بالشكل
والمساحة المطلوبين. وأضافت أن الصحافة والمجلات النسائية تقدم ركنا
يغلب عليه الارتجالية والموضوعات السطحية وتكتفى بنقل الاخبار
والقضايا من خلال المصدر الذى تحصل عليه دون متابعة واستكمال هذه
الاحداث المهمة .. كما أن الصحافة العربية لا تتعرض بالكتابة
والتحليل عن النساء فى القرى والمناطق النائية والاحياء الشعبية
ومحاولة الوقوف على مشاكلهن التى تنبع جميعها من الفقر والامية
والشعور بالعجز رغم ان المرأة الريفية لها مشاركة فاعلة فى دولة
الانتاج الا انها مهضومة الحقوق ..
كما يمر نضال وكفاح النساء فى فلسطين
وأفغانستان والعراق وغيرهن مرورا عابرا امام وسائل الاعلام. وذكرت أن
وسائل الاعلام متهمة بالتقصير فى احداث تغيير حقيقى فى عقلية الرجل
الذى يمثل فى نظر البعض المشكلة الكبرى والعائق الاول امام احتلال
المرأة لمكانتها اللائقة التى تستحقها.
من جانبها أوضحت عائشة ابراهيم سلطان
كاتبة ورئيسة قسم الثقافة والمنوعات بموسسة البيان للصحافة
والنشروالتوزيع فى ورقة عمل قدمتها الى الندوة تطور وسائل الاعلام
والاتصال بشكل مذهل الامر الذى يعنى تزايد جماهيريتها وتأثيرها على
الناس والرأى العام. وقالت انه بمعنى اخر صار بوسع وسائل اعلامنا أن
تحيط بالقضايا العامة للناس وأن تعرضها للتداول ومزيد من التوعية
واتخاذ القرار والموقف بشأنها ومن ضمنها قضايا المرأة وذلك لاهميتها
القصوى لانها تصب فى نهاية الامر ضمن مساعى التنمية فى المجتمع ..
موكدة أنه لا يمكن الفصل بين الاثنين فاذا اعددنا امرأة صالحة اعددنا
مجتمعا وشعبا طيب الاعراق. وأوضحت أن قضايا المرأة الاساسية هى
الامية خاصة لدى نساء الريف والمناطق النائية وهى التى تكاد تكون
معدومة فى دولة الامارات، اضافة الى قضايا العولمة ومخاطر الاتصالات
المفتوحة على كيان الاسرة وتربية الابناء تربية سليمة وسط تيارات
التأثيرات الوافدة. ودعت المرأة الى الاهتمام بحقوقها الاعلامية التى
حددها لها الباحثون فى قضايا حقوق الانسان وهى الحق فى المشاركة
والاعلام وتلقى المعلومات والانتفاع بموارد الاتصال . ونوهت الى أن
المرأة المتعلمة تشكل اكثر من 5. بالمائة من طاقة العمل والانتاج فى
الكثير من الدول العربية وفى دولة الامارات اثبتت الاحصائيات ان
المرأة أو الفتاة فى مجال التعليم حققت أعلى المستويات واغلب حملة
الماجستير والدكتوراة من النساء. وعقب ذلك تم فتح باب الحوار والنقاش
امام الحاضرات اللواتى طالبن وبشكل جماعى ومن مختلف قطاعات العمل
بالتعاون والتكاتف للوقوف معا لحل الكثير من مشكلات المرأة . بعد ذلك
قامت مديرة مركز التنمية بتقديم شهادات التقدير والمشاركة الى جميع
المشاركات فى الندوة.
|