في حديثه لمراسل وكالة الأنباء الإيرانية
الجامعية (إيسنا) قال الدكتور سيد سعيد صدر، الأخصائي في علم النفس،
وعضو الهيئة العلمية في جامعة (بهشتي) لعلوم الطب: النساء اللواتي
يفرطن في الحديث، هن في الغالب يعانين من الاضطرابات النفسية الخفيفة،
ويمتلكن شخصيات انفعالية، كما أن الأشخاص الذين يحبون أن يكونوا في
موضع اهتمام الآخرين، مستعدون للإصابة بالاختلالات الهستيرية
المتعددة.
وأضاف الدكتور صدر: الهستيريا تكون مصحوبة
ببروز علائم جسمية مرضية، دون أن يكون هناك مرض حقيقي، ومنشأ هذه
العلائم عبارة عن مرض نفسي. لم ينجم عن هذا المرض أي تلف عضوي، لكن
الفرد المصاب قد يفقد، بصورة مفاجئة، الإحساس بعضو من أعضاء بدنه،
بدون وجود أي قطع في العصب، أو خلل في عمل الدماغ.
وذكر بأن من جملة العلائم الجسمية لمرض
الهستيريا، العمى، الصمم، أو حتى حصول شلل في بعض أعضاء الجسم.
وأضاف: يحدث أن يظهر الاكتئاب، أو مشكلة نفسية
معينة، لدى الأفراد المستعدين للاختلالات النفسية بصورة أعراض مرضية
جسمية.
وأردف الدكتور صدر يقول: من العوامل المؤثرة
بالدرجة الأولى في بروز مرض الهستيريا، العامل الفردي، والاستعداد
الشخصي لدى الفرد؛ فالشخصيات القلقة، وغير الناضجة، مستعدة أكثر من
غيرها للإصابة بهذا المرض، والأشخاص الذين يحبون إثارة اهتمام
الآخرين، غير مستثنيين من ذلك.
وبشأن كيفية معالجة مثل هؤلاء المرضى، قال
الدكتور صدر: ينبغي إفهام ذوي الشخص الذي تظهر عليه مثل هذه الأعراض،
بأنه يعاني من مرض نفسي، ويتعين عليهم عند ذلك أن يلقنوا المريض بأنه
يستطيع النطق، ويقدر على تحريك عضوه المشلول.. والعلاج الطويل الأمد
لهذا المرض، عبارة عن علاج نفسي (بلا استخدام دواء معين).
ومضى للقول: في حالة ظهور هذه الأعراض في
الأشخاص المتقدمين في السن، فلا بد أن يكون هنالك مرض نفسي آخر، وفي
بعض الحالات تكون أرضية المرض الكآبة والاختلالات النفسية؛ وهو ما
يحتاج إلى الدواء والعلاج النفسي في آن معاً.
على صعيد آخر أظهرت نتائج الأبحاث التي أجراها
طالبان في جامعتي جرجان وطهران للعلوم الطبية، متقدمان برسالتي
الدكتوراه في التمريض، أن التمييز بين الذكور والإناث في بعض الأسر،
ممكن أن يقود إلى مشاكل نفسية (تمني الموت، الحقد على الذكور، الغضب
الحاد، الكآبة، وغير ذلك..) ويقود أيضاً إلى مشاكل اجتماعية (الهروب
من المنزل، السقوط في مستنقع الرذيلة، التورط في زواج غير مناسب،
التخلف في الدروس، وغير ذلك لدى الفتيات).
ووفق تقرير (الوكالة الإيرانية) فإن نتائج
الأبحاث والتحقيقات أظهرت أيضاً أنه يستفاد من وصف الفتيات لأسباب
التمييز بين الجنسين وآثاره بأن خطر هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية
تشمل جميع أبعاد الصحة النفسية. وحجم الخطر يتضاعف على الفتيات
اللائي سيصبحن مستقبلاً أمهات، ويقمن بتربية النشء الجديد.
إن تصحيح مسار الثقافة العامة، وتهيئة الأرضية
اللازمة للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، وتحجيم ومعالجة ظاهرة التمييز
بين الجنسين، يمكن أن يبدل فكرة الانتحار لدى الفتاة، إلى فكرة العيش
بوئام مع النفس ونشاط وسلامة.
جدير ذكره أن عينة البحث والتحقيق شملت (26)
فتاة، تتراوح أعمارهن ما بين (14 - 27) سنة، يتابعن تحصيلهن الدراسي
في إحدى المتوسطات بجنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران، وقد جرى
انتخابهن بشكل يتلائم مع سير وهدف البحث..
|