الذي يتمعن في صيغة السؤال الآنف قد يعتقد أن
في صياغته بهذا الشكل خطأ لغوياً وإلا فكيف يكون في إجراء التسوق
مرضاً وحاجات الناس تدفعهم دوماً للتسوق..
بدأ أطباء النفس الأمريكيون ينظرون إلى تصنيف
ظاهرة التسوق المغالى بها على كونها تقع ضمن الأمراض النفسية
الموروثة، ويقدر داخل الولايات المتحدة الأمريكية: أن واحداً من كل
(12) شخص في أمريكا عرضة لما يسمى بعارض التسوق القسري.
ويرى بعض الأطباء المحللون أن السلوك القسري
الاستحواذي الذي يقود المرء للاندفاع غير المانع للنفس لاقتناء حاجة
فائضة عن الحاجة مثلاً له علاقة رابطة بانخفاض مستويات مادة (سيروتونين)
وهي إحدى العناصر الكيميائية في المخ التي غالباً ما تؤدي إلى هوس
ممارسة الألعاب المستنكرة كلعب (القمار) أو إبداء السلوك العامد
لإشعال الحرائق!
ومن طريف ما تنقله آخر الأخبار بصدد حرب
التسوق أن قام فريق من علماء النفس بجامعة ستانفورد الأمريكية
باختبار (24) متطوعاً من مدمني التسوق فتبين أن ديونهم قد بلغت زهاء
(60) ألف دولار. ويشتكي هؤلاء من الشعور بالصداع ما لم يقوموا بشراء
شيء ما في كل يوم وقالوا انهم غالباً ما يشترون أشياء لا يحتاجونها
إلى حد أنهم لا يستطيعون أحياناً تذكر أنهم أشتروها في الأصل.
ومع قليل من مسايرة الأوضاع الشخصية مع مرضى
التسوق تبين أن أحد أسباب التسوق التي لم يعلن عنها متعلقة بالشعور
لضرورة التسوق (لمجرد كونه تسوق!) فاقتناء ألعاب إلكترونية محدد أو
جهاز تلفون محمول جديد مثلاً تساعد بعض المتسوقين على الشعور بأنهم
يساهمون في تحضير مجتمعاتهم (أي يجعلوا منه مجتمعاً متحضراً أو
متحضراً أكثر) جراء المساهمة في اقتناء حاجة جديدة تطرحها أسواقهم
فعلى غير ما هو متوقع فقد بلغت مبيعات تذاكر الحفلات الموسيقية في
العالم زهاء (21) مليار دولار مقابل (175) مليار دولار في السنة
2001م، التي سبقت السنتين 2002م، و2003م.
أما بالنسبة للسينما فقد اعتبرت السنة 2002م
سنة الانتصارات بالنسبة لصناعة الفلم في عموم مناطق العالم حيث شاهد
فيلم (تكلمي معي) للمخرج الفرنسي (بيدرو المودوفار) زهاء (2) مليون
مشاهد وهو نوع جديد من الإدمان على مشاهدة الأفلام.
أما عن الإدمان على شراء العطور لدى الأوربيين
فقد بلغ اتفاق أوربا منها خلال السنة المنصرمة مبلغ (12) مليار دولار
ويعتبر هذا مبلغ خيالي يصرف على جانب مالي واحد من جوانب المواد
التجارية المعروضة للتسوق.
|