منذ بدء الثورة الصناعية في أوروبا بأواخر
القرن التاسع عشر، باتت اختراعات مثل المحرك البخاري والتلغراف
والتلفون من الوسائل التي تقرب بوتائر أسرع بين بني البشر، إذ سرعان
ما انتشرت تلك المخترعات بأصقاع الأرض، ولعبت دوراً في التوسع
الاقتصادي والصناعي العالميين، فازداد سكان المدن منذ تلك الفترة
وحتى الوقت الحاضر من (30) مليون نسمة إلى (3) بلايين نسمة، وظهرت من
بين تلك المدن.. ما يمكن تسميته بـ (المدن الصناعية العملاقة). وفي
مطلع هذه الألفية (أي القرن الحادي والعشرون) حددت إحدى الإحصاءات
العالمية أن في العالم اليوم (19) مدينة عملاقة يزيد عدد سكان كل
منها على (10) ملايين نسمة، وبديهي فإن التدريج الأقل عن هذا الرقم
يصل لمدن عدد سكانها لا يقل عن (0.5) نصف مليون نسمة بحسب الإحصائية
وقد تسبب كل ذلك بإحداث تلوث رهيب بتلك المدن بالذات، ونتج عن تلوث
الهواء المستنشق وفاة (3) ملايين شخص كمعدل سنوي، وهذا ما يكلف خسارة
خزائن الدول المتضررة المعنية، جراء تراجع معدلات التنمية فيها،
لمبلغ إجمالي قدره (100) بليون دولار.
إن نصف سكان الكرة الأرضية يعيشون اليوم في
المدن الكبيرة والصغيرة، وهذا ما أدى إلى التسبب في تقليص فرص العمل
ونكد ظروف العيش لدى سكان الحضر، وذلك مما يستوجب درء مخاطر هذه
الظاهرة، قبل أن يعم استفحالها بصورة أكبر. فالحياة أغلى من أن تذهب
هباءً، في أي مجتمع لمجرد أن يوصف بأنه مجتمع صناعي متقدم!.
من جهة اخرى اظهرت دراسة صحية حديثة ان 35 فى
المئة من اسباب السرطان تعود الى التلوث الغذائى وان اكثر انواع
السرطان ارتباطا بتلوث الاغذية يعرف بسرطان الكبد الذى ازداد
انتشاره بمعدل ضعفين الى ثلاثة اضعاف خلال السنوات العشر الاخيرة
.
واظهرت الدراسة ان الاعتماد على الاغذية
المستوردة ساهم فى ظهور العديد من المشاكل المرتبطة بتلوث الاغذية
مثل السرطان .
وذكرت الدراسة ان هناك عدة مشاكل مرتبطة
بتلوث الاغذية اهمها التلوث بالمعادن الثقيلة وبسموم الفطريات
والمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والادوية فى الاطعمة
والملوثات الميكروبية مبينة ان المعادن تسبب خطورة بالغة على صحة
الانسان ومنها الرصاص والزئبق والزرنيخ وهى تحدث اضرارا فى الجهاز
العصبى والتناسلى.
وقال خبير في التغذية ان التلوث بالميكروبات
يعتبر كذلك من اكثر انواع التلوث الغذائىكونه يرجع الى التداول
والتخزين والتحضير غير الصحى للاطعمة.
|