أدت شكاوى العوائل المسيحية المقدمة لدوائر
القضاء الكندي ضد الرهبان الفاسدين المتهمين بارتكاب انتهاكات جنسية
إلى حالة شبه قطيعة مع الكنائس، وتبين حيثيات كل اعتداءات أولئك
الرهبان لدى المحاكم الكندية المختصة، أن الموضوع أعقد بكثير مما كان
يعتقد إذ أن اقتران جرائم اغتصاب النساء من قبل رجال الكنيسة في كندا
ليست وليدة اليوم، لكن إثارتها بقيت كالجمر تحت الرماد.
وعن ردود الفعل الاجتماعية الإضافية أفادت
إحصائية حديثة نشرت في كندا قبل أيام، أن عدد الدارسين في المعاهد
الكهنوتية خلال هذه السنة 2002م قد تراجع من (2654) إلى 550 طالب
وطالبة، بيد أن النقصان المتوالي في عدد الدارسين والدارسات، قد أدى
خلال السنوات الماضية إلى ملاحظة وجود نقص حاد في عدد الكهنة
الكاثوليك في عموم كندا، وهذا ما انعكس أوتوماتيكياً على الحد من
نشاط أداء الشعائر الدينية المسيحية، فقد تسبب موت أو تقاعد عدد من
رجال الكنائس إلى تلكؤ عمل العديد من الكنائس التي فقدت الكثير من
اعتبارها الديني والمعنوي أمام جمهراتها المسيحية، بحيث لاقت الكنائس
الثلاث (مونتريال روزمير، لورين وبوسي، و..دي فيليون) مصاعب حقيقية
في كيفية استقبال الناس الذين أرادوا الاحتفال بعيد الميلاد المجيد
للسيد المسيح (ع) لهذه السنة لكن عدد الرهبان لم يعد كافياً للمساهمة
في لجان الاستقبال المعتادة بمثل هذه المناسبات لدى الكنائس الآنفة
وغيرها.
إن النقص الحاصل في عدد الرهبان داخل كندا قد
أدى إلى خفض عدد المرتادين للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد،
ففي بلدة صغيرة تبعد (20كم) شمال مدينة (انتاريو) ألغي الاحتفال
تماماً لعدم وجود راهب يستقبل الناس! لذلك اضطرت الكنيسة الكندية إلى
ترقيع المشكلة مؤقتاً في محاولة سد النقص الحاصل في عدد الرهبان،
وملء بعض الفجوات في مقرات الكنائس والأبرشيات فقررت إرجاء البت في
إحالة العديد منهم إلى التقاعد وضرورة الاستمرار بعملهم الوظيفي.
وبمقارنة بسيطة بين حال الكنائس المسيحية في
كندا، والمساجد الإسلامية، على وجه العموم فإن أئمة الدين الإسلامي
في حالة تزايد في أعدادهم، وأن جمهرات المسلمين المؤمنين هم في تزايد
أيضاً، وهذا ما يشكل مدعاة للدين الإسلامي كي يفتخر المسلمون به،
كدين حنيف يرفض أي تلاعب فيه، ولا يدع امتيازاً لأي مخالف لشريعته.
|