(خالف تعرف) هي المقولة الشهيرة التي يعتمدها
معظم الأمريكان كدستور معاملة مع وقائع الحياة، وظاهرة إنشاء جمعيات
هواة الأشباح الآخذة بالانتشار في المجتمع الأمريكي، لم تثر أي قلق
لدى الجهات المسؤولة التي تؤيد مثل هذه التوجهات، لأنها تزيد من
وتيرة (الخرافة الحديثة) بين الناس، وتؤدي إلى إبعادهم عن المسائل
الجوهرية التي تسهم المصالح العليا الخارجية والداخلية للبلاد وخصوصاً
السمعة الأمريكية التي أصبحت بين قاب قوسين في العالم، نتيجة لدعمها
العلني أو الخفي للسلطات الظالمة في البلدان النامية التي تتم على
حساب الشعوب المظلومة، كما هو حال دعمها المطلق لدولة إسرائيل
المحتلة للوطن الفلسطيني...
لقد اعتاد الناس حين يقال لأحدهم أن هناك شبح
يسكن منزلك! فأنه يصاب بشعور ضرورة هجره، والتفتيش عن منزل جديد،
خلاصاً من احتمال أن يفزع يوماً من فعلات الشبح التي لا يمكن إلا أن
يجلب معه الشرور، وربما الإخلال في حياته التي قد تصل إلى سلب رجاحة
عقله، إلا أن العقلية الأمريكية لا ترى في كل هذا شيئاً من الصحة..
ويعتقد (ديك كاكمساريك) رئيس الجمعية
الأمريكية لأبحاث الأشباح أنه ما من منطقة تخلو من أشباحها الخاصة
بها، التي تبدأ تتشكل في العقلية... بعد حادث تراجيدي أو موت بطريقة
غامضة... ويضيف كاكمساريك لتبرير صحة وجود الأشباح فيقول: (... عندما
يقع حادث يلقى فيه أحد الأشخاص مصرعه، تنطلق طاقة غير طبيعية من
المكان يمكن للمارة مشاهدتها، أو الإحساس بها، أو شمها بطريقة ما.).
ورغم كل المحاذير الضمنية من خطر الأشباح
وضرورة إبعاد أذهان الأطفال عنها بدرجة رئيسية قدر الإمكان إلا أن
العقل الأمريكي التجاري قد تفتق أخيراً بتصنيع هدايا الأطفال على شكل
أشباح ولكن مادتها هي الحلوى المخصصة ليتناولوها عن طيب خاطر، فلماذا
تم اختيار صورة الأشباح القبيحة لتكون من مجسمات حلوى الأطفال؟ ألا
يعني ذلك على الأقل تذكير الأطفال بوجود شيء قد يكونوا لم يسمعوا به،
وهو نوع من تخويفهم بالأشباح عن طريق الإيحاء. والمهم من خلاصة نوايا
تصنيع حلوى الأشباح أن يزرع الخوف (أي خوف) من المجهول لدى الأطفال
الذي يكبر معهم ليصبح في مرحلة لاحقة من حياتهم، على أنه خوف يتغير
من شبح قوة السلطات الأمريكية، وليس من الأشباح التي أمسى لها مكاتب
ومقرات مجازة قانونياً، ولا يجوز لأحد من مواطني (تمثال الحرية)
المساس بعملها أو الاعتراض عليها!.
|