ربما كانت هناك إمكانية لخلق وشيجة تربط بين (طول
القامة) و(ناتج المشي) و(ركوب الجمال) رغم اختلاف جوهر منطلقات أي من
هذه المواضيع، التي تبدو متشعبة بعض الشيء.. فلوحة الحياة بكل صورها
وعلائقها فيها من مكنون السمات والميزات، ما يمكن أن تسعف المرء
بالتذكير تارة، والتحليق مع الحلم، ما دام لديه امتلاك هذا الإصرار
العجيب للتطلع دوماً إلى الإمام.
* الأطول قامة يصلح أن يكون
حاكماً!
خلص مؤخراً ثلاثة أساتذة من جامعة بنسلفانيا
الأمريكية وهم (نيكولا بيريسكو) و(اندرو بوستلوت) و(دان سيلفرمان)
ضمن دراسة ظريفة مولتها الحكومة البريطانية إلى نتائج تتعلق بنمو
الأطفال والعوامل المساعدة أو المعيقة، التي لها التأثير على هذا
المجال، والذي يتوقف عليه أحياناً مصير طول القامة أو قصرها عند
الأفراد وكذلك واقع حال نمو الشبيبة، وذلك بالاستناد إلى ما آل إليه
مسح أمريكي من تبيان نتائج لم تثر حتى الآن كما يبدو، أي تعليقات
لاذعة، من قبل أجهزة الإعلام الغربية التي عودت الرأي العام العالمي
بأنها تتدخل في كل الصغائر الجارية فصولها في عموم المجتمعات الغربية
بدرجة ملموسة.
وضمن ما أفاد به الخبر المنشور أنه (إذا أراد
أي شخص في أمريكا ترشيح نفسه لمنصب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية،
فقد يساعده طول قامته على تحقيق هذا الهدف)!
إذ أكدت تجربة الانتخابات الرئاسية الأمريكية
خلال الثلاث عشرة سنة الأخيرة أن المرشحين الذين كانوا الأطول قامة،
قد فازوا عشر مرات... وحول تاريخ الرئاسة الأمريكية الذي جرى
فالرؤساء: (واشنطن) و(جيفرسون) و(لنكولن) و(كلينتون) كانوا من طوال
القامة) وقالت الدراسة أيضاً ولكن جورج بوش الابن الرئيس الحالي
للولايات المتحدة الأمريكية هو استثناء نادر على اعتباره ليس طويل
القامة!
وعلى المستوى الاجتماعي أوضحت الدراسة: (إذا
أراد المرء أن يكسب المزيد من المال، فإن طول قامته وهو في عمر
البلوغ، يكون بمثابة امتياز للحصول على فرص أكبر للعمل أثناء ومنذ
مرحلة المراهقة) وبالمقارنة بين طوال وقصار القامة أوضح أولئك
الباحثون أن طول القامة ميزة نافعة ومريحة.
ومن الأسرار التي أفادت بها الدراسة شيء (من
عجائب الدنيا) التي يمكن جعلها ثمانية بدلاً من عجائب الدنيا السبع
المعروفة! إذ ذكرت بالنص: (في بريطانيا إذا كان الشخص أبيض البشرة
وذكراً، فإن تمتعه ببوصة إضافية في طول قامته (أي على ما محدد بشرط
تعينه) يؤهله و.. لزيادة في الراتب قدرها (1.7%) وفي أمريكا فإن هذه
الزيادة تصل إلى (1.8%) و... الأقصر قامة من السكان في كل من
بريطانيا وأمريكا، يحصلون على أجور أقل من المتوسط عن (10%) مما
يكسبه طوال القامة!.
* المشي علاجاً لمرض الكآبة
صرحت (الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي) أستاذة
الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب جامعة عين شمس المصرية قائلة: (الاكتئاب...
مرض يصيب النساء أكثر من الرجال، فأمام كل أربع سيدات مكتئبات يوجد
رجل واحد مكتئب، وقد يصيب المرأة دون أن تشعر، ومن أعراضه التقلب في
المزاج جراء الشعور بالضيق والسأم، والميل إلى التعويض عن ذلك إلى
الفكاهة وتصنّع المرح، والرغبة في النوم بكثرة وأحياناً الشعور
بالرغبة في الأكل بشراهة، وذلك عكس ما يحدث أحياناً للمكتئبات من
فقدان للشهية).
واستمرت الدكتورة عيسوي التي كانت توضح مسببات
الاكتئاب الذي سمته بـ (الاكتئاب غير النموذجي) فيما يتعلق بالمرأة
المصابة بهذا النوع من الاكتئاب بـ (... أنها تصاب بالخوف الشديد على
أولادها دون أي مبرر واضح، وتشعر أحياناً بالنشاط وأحياناً أخرى تميل
إلى الكسل لدرجة عدم قيامها بواجباتها المنزلية، وتظهر عليها مظاهر
الإعياء، وتصاب بالصداع الشديد، واضطراب في ضربات القلب (أما بسرعة
الضربات وأما بنقصها).
أما بخصوص المرضى المصابين بمرض الاكتئاب
النموذجي فتقول الدكتورة عيسوي: (... إن السيدات المصابات بالاكتئاب
النموذجي، مصابات أيضاً بحساسية شديدة من المحيطين بهن، ولا يقبلن أي
كلمة وهذا ما يجعل الآخرين يبتعدون عنهن ويتجنبون الحوار معهن).
هذا وأكدت الدكتورة عيسوي بأن أهم سبب لمرض (الاكتئاب
النمودجي) عند النساء هو ... الأعباء والضغوط النفسية التي تتعرض لها
السيدات دون التنفيس عنها) واللائي يمكن تسميتهن بـ (المكبوتات) وفي
ختام تصريحها استجمعت الدكتورة عيسوي خلاصة قناعتها بضرورة أن تحرص
المرأة على ممارسة الرياضة المفضلة، والملائمة لها، ففي الحد الأدنى
من ممارسة رياضة سهلة ولكنها تؤدي إلى نتائج باهرة في إزالة مرض
الكآبة وهي (رياضة المشي) التي ينبغي أن تخصص لمزاولتها بما لا يقل
عن ساعة واحدة يومياً، إذ تكفي أن تقيها من مرض الكآبة وتزول عنها
أعراض الاكتئاب، وتتمتع بصحة نفسية عالية.
* الهجانة الجدد في بلدان
الخليج العربي.. هم أولاد أجانب
سباقات الهجن التي تقام في ضمن مباريات جري
الجمال بمدينة (دبي) الإمارتية، وهي الرياضة المفضلة لدى جمهور
الإمارات العربية، والتي تستأثر بحضور أمراء ووجهاء الدولة والمجتمع
في الإمارات العربية المتحدة، يقوم أطفال أجانب وبالذات القادمين من
بلدان جنوب شرقي آسيا، لقيادة سباقات جري الجمال بعد أن يتم تدريبهم
لفترات وجيزة على كسب مهارات الفروسية وهم مشدودون على ظهور الجمال،
لقاء مبلغ قدره (82) دولاراً شهرياً، وهو مبلغ يعتبر ضئيلاً أمام
ارتفاع مستوى المعيشة في بلد نفطي كالإمارات العربية المتحدة.
وبوقت تمنع فيه قوانين دولة الإمارات العربية
المتحدة إجازة عمل الأطفال دون سن الخامسة عشرة، أكد قانون أصدرته
دولة الإمارات سنة 1993م حددت فيه على ضرورة أن يكون وزن الهجان (أي
القائد للجمل) بما لا يقل عن (45) كيلو غرام، ومع اقتراب وقت الظهيرة
يتم في الميدان القريب من مدينة دبي المخصص للسباق البالغ طوله (10)
كيلومترات، تدريب عدد من الأطفال القادمين من بلدان شبه القارة
الهندية تتراوح أعمارهم بين (4) و(6) سنين تدفع ظروف العيش ذويهم إلى
زج أولئك الأطفال القاصرين في أعمال تتسم بالصعوبة حتى بالنسبة
للكبار.
ومن مفارقات سباقات الهجن الرياضية التي يقوم
الأطفال الأجانب بدور (الهجانة) فيها أن عدداً منهم مستوردون لهذا
الغرض، لذلك فأصحاب الجمال يتعمدون إلى عدم تهيئة غذاء كاف لهؤلاء
الأطفال، على خلفية إبقائهم نحيلين! لأن صفة الرشاقة مطلوبة لكل طفل
هجان.
هذا وأيد تقرير أخير لوزارة الخارجية
الأمريكية حول حقوق الإنسان في دولة الإمارات صحة الأنباء القائلة
بأن أولاداً صغاراً أجانب يتم استخدامهم كـ (هجانة) خلافاً حتى
لقوانين الإمارات العربية ذاتها، هذا وأكد دبلوماسي آسيوي طلب عدم
كشف هويته، أن حكومات الدول التي يأتي أو يهرب منها الأطفال تتحمل هي
الأخرى المسؤولية أيضاً.
وإذ تبدو أن هناك حالة هي (فوق القانون) فقد
أوضح الدبلوماسي: (أن النزيف الناجم عن الضغط المتواصل على المؤخرة
أو الأعضاء التناسلية أمر واقع، ومعظم الهجانة عادة ما يصابون بالعجز
الجنسي نتيجة لذلك. وهذا ما يقتضي عمل شيء لإنقاذ الأطفال من ظروف
عملهم الصعب).
|