الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

  فكر أسلامي

خلود الذكر ورقيا لا يدانيه

 

* وفي ليلة اليوم الأول لعيد الفطر المبارك عادت الوديعة إلى بارئها..

* عاش غريباً مطارداً.. ومات غريباً مطارداً، فطوبى للغرباء – وعد نبوي حق..

ما الذي تمثله تلك الذكرى السنوية التي يستذكرها تلامذة ومريدي الإمام الراحل سنة بعد أخرى؟ وما الذي تعنيه إليهم مع العديد من المناسبات التي يعيشونها كل عام؟

إنها متوالية من الأحزان والعبر المستمرة..

حزن الفقد.. فقد مشروع لم يكتمل.. وعبرة الأموات للأحياء.. خلود الذكر ورقياً لا يدانيه أي رقي.. لأنها ببساطة مسافة على طول العمر واقتراب من الله..

تلك المسافة وهذا القرب، جسد رؤيا خالصة التفسير فيما نشهده الآن على الساحة العراقية التي عمل عليها في بواكير حياته وأعطاها الكثير من وقته واهتمامه، فهو كان يستشرف ما سوف تؤول إليه سياسات الاستبداد والديكتاتورية وطائفية الحكم التي عاصرها وسعى كثيراً لتغييرها (لتعلم الحكومات الديكتاتورية أنهم زائلون مهما طال بهم الزمن، وإن بلدهم آيل إلى الخراب والانقسام). إلا أنها قابلت سعيه الدؤوب هذا حكماً غيابياً بالإعدام ونال الشرر من أخيه سياط عذاب وقتل في نهاية المطاف.

ما الذي هدفت إليه مسافة العمر هذه والممتدة بين الولادة والموت؟

إنها ببساطة تشييد الإنسان المسلم المؤمن بإنسانيته وبخلافة الله على الأرض وبالتالي إعادة تشييد ما تهدم من قيم وأخلاقيات إسلامية خلاقة لحقها غبار القطيعة بين الإنسان ودينه عن جهل أو غرور.. استمع إليه وهو يتحدث عن إحدى اللبنات في تشييد هذا الإنسان الجديد (إن المهم ألا يخرج الإنسان عن نهج الله، ليوفر لنفسه السعادة ويبعد عنها الشقاء).. ويقول أيضاً (النقطة المهمة التي يجب أن يلتفت إليها الإنسان هي أنه إذا أراد أن يكون لنفسه شخصية قوية، لا بد أن يجعل أعماله لله عز وجل، فإن ما كان لله ينمو، وما كان للشيطان يخبو).

عملية التشييد هذه تحتاج إلى مثابرة وجهد دؤوبين لكي تصل إلى غاياتها المنشودة. تلك الغايات التي حددها الإمام الراحل بالأخوة الإسلامية وبالوحدة الإسلامية ولغرض تحقيق هذين المطلبين لا بد من وجود الشورى التي أحلها الإمام الراحل منزلة عظيمة في معظم كتاباته وخطبه لنستمع إليه وهو يقول (لا مجال لمن ينكر الشورى والحرية إلا أن يقر بالبديل الآخر، وهو الفوضى والاستبداد) والفوضى والاستبداد لما لهما من جاذبية نحو الخراب والتدمير تحيل أي مجتمع تنبت فيه إلى مسوخ إنسانية وإلى أطلال آدمية تفقد بوصلتها نحو الطريق الموصل إلى الخير.. وبالتالي إلى الله..

نعرف الآن وبعد سنوات الفقد التي مرت وحين ننظر إلى ما جرى وما يجري في العراق وبلدان المسلمين الأخرى أن عملية التشييد لهذا الإنسان الغارق في جهالاته وغروره عملية شاقة وعسيرة، وأن ما كان يقوم به الإمام الراحل كان عملاً جباراً، قام به طيلة مسافة عمره لوحده متسلحاً بحب هذا الإنسان وبحب الله والإيمان بما أودعه فيه وكانت نتيجة هذا الحب الافامن الكلمات الوضاءة التي استحم بنورها ودفئها آلاف الناس على مدى سني عمر الإمام الراحل بين كربلاء وقم المقدستين.

 

ملف خاص: الامام الشيرازي في ذكراه الخامسة..

 افق متجدد وحاضر متألق

* الإعلام في فكر الإمام الشيرازي

   * القِصّة في كتابات الإمام الشيرازي

      * رؤية الإمام الشيرازي لمفهوم الحزب

         * الإمام الشيرازي رائد الإصلاح والتجديد

            * الحرية وفقه الحقوق في فكر الإمام الشيرازي

               * ملامح نظرية المرجع الشيرازي في تطوير كربلاء

أسرة التحرير

 

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا