الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

ردك على هذا الموضوع

متابعات

 

مؤتمر المثقفين وستراتيجيات

الثقافة العراقية

عقد في بغداد في الفترة من 12/14 نيسان 2005 مؤتمر المثقفين العراقيين، برعاية وزارة الثقافة وبدعم من المنظمة العالمية للثقافة والفنون (اليونسكو).

أكد المؤتمر بدعوته للمثقفين اعترافا بالحاجة لدور الثقافة والمثقف في مستقبل العراق في مثل هذه المرحلة التي جاءت بعد تهميش للمثقف بشكل عام، وتعضيد للمثقف الإيديولوجي.

بدأ المؤتمر بحفل الافتتاح الذي تضمن كلمة وزير الثقافة وكلمة المثقفين.

عقبه في اليوم التالي مناقشات الورش السبع عشرة وكانت أكثرها حيوية ونشاطا هي ورشة النشر والكتاب وكانت في اتحاد الأدباء حيث الانهماك كان على أشده وهناك رؤى كثيرة وانشغال مهموم باد على الحاضرين يريد الانتقال بالثقافة إلى حاضرة أكثر سعة وجدية لبناء ستراتيجيات للثقافة العراقية في قادم الأيام وكانت هناك ورش متنوعة لا تقل أهمية عن الورشة السابقة، وقد أحاطت إلى حد كبير بكل مصادر الثقافة العراقية وهي:

ورشة الآثار والتراث، ورشة المسرح، ورشة السينما، ورشة الفنون التشكيلية، ورشة المرأة، ورشة التراث الطبي، ورشة التمويل الثقافي، ورشة العلاقات مع الوسط الثقافي، ورشة تنمية الثقافات، ورشة النشر والدعاية، ورشة الثقافة العلمية، ورشة الموروث المعماري، ورشة المكتبات، ورشة ثقافة الطفل.

خصص اليوم الثاني لمناقشات هذه الورش والخروج بالتوصيات، وخصص اليوم الثالث لقراءة التوصيات على المؤتمرين ثم إعلان البيان الصحفي لختام المؤتمر، كما أقرت وثيقة من المؤتمر هي (نهجنا الثقافة) وتحمل الوثيقة رغبة نتمنى أن تكون فاعلة وصادقة في تفعيل الثقافة العراقية واستنبات فضاءات جديدة تلتقي مع التحولات سواء في العراق أو في العالم.

لقد كانت التوصيات التي خرجت بها الورش من الفخامة التي تحتاج معها إلى جهد متابع لها يوازي الجهد الذي بذل لكي تخرج التوصيات على صورتها والمتابعة هي التي ستحدد جدية المؤتمر ونجاحه لا أنعقاده وحضوره الكثيف.

..............................................................................................................................................

ندوة حقائق التغيير ومسؤوليات تحديث الدرس الجامعي في

الجامعات العراقية

خاص بالنبأ/ ضمن نشاطه الثقافي قدم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق على قاعته ندوة لمجموعة من الأكاديميين في الجامعات العراقية (جامعة بغداد والمستنصرية) بتاريخ 23/3/2005 كان محورها الدرس الجامعي وآفاق تطويره وفتح قناة اتصال له بالثقافة العراقية عموما.

وقد اشترك الأساتذة (الدكتور كريم الوائلي، والدكتورة نادية غازي، والدكتور محمد حسين آل ياسين، والدكتور عبد الامير الورد، والدكتور معن الطائي، والدكتور محمد حسين الأعرجي، والدكتور نجم عبد الله كاظم) وأدار الندوة الأستاذ ناظم عودة، الذي قدم الحضور شاكرا إياهم تلبية دعوة الاتحاد وجديتهم في الإسهام في تطوير الجامعة العراقية.

كان أول المتحدثين الدكتور كريم الوائلي، وقد دفع بالقطيعة بين ثقافة الجامعة وما حولها إلى المنهج التاريخي الذي ساد أو غلب على الدرس الجامعي ليس في العراق ولكن في عموم العالم العربي، ولذا كان النص يقرأ من خلال الاستغراق في الماضي وهو يعايش حضارة جديدة، لذا كان للتراث سطوة على عموم الدارسين، فأصبحت القراءة ميكانيكية تخلو غالبا من الإبداع.

هذا بالإضافة إلى أن الدرس الجامعي قد عانى من الأستاذ (غير المتمكن) وهمش في المقابل أساتذة يمتلكون أدوات القراءة الحريصة على التواصل مع عموم الحياة الثقافية.

ولتطوير الدرس الجامعي ارتأى الدكتور الوائلي ضرورة تجاوز المعايير والأحكام المسبقة حول النص أي نص يدرس، وأن يدرس الأخير باعتباره جزءا من منظومة ثقافية عامة يدخل فيها الحاضر الآني والتاريخ، وبذالك نخلق درسا متجاوزا الدراسة الانطباعية.

كان المتحدث الثاني الدكتورة نادية غازي وقد بدأت حديثها بأن تساءلت هل هناك جدية بقولها (هل نخرج هذه المرة بشيء ملموس؟) إشارة إلى البون الشاسع بين ما نريد وما هو كائن، وما كانت هذه الندوة إلا بسبب الإحساس بعمق الخراب الذي خلفه النظام السابق، فمن مركزية السلطة وهيمنتها على كل المؤسسات، ومنها الجامعة التي مثلت صورة من صور التبعية، فضلا عن الحصار وما سببه من قطيعة بين الأستاذ وما يدور في العالم حوله، ثم هبوط الواقع التعليمي إلى أدنى مستوياته من خلال تدني الكفاءة وهجرة العقول يقابله الآن الحرية التامة التي يرافقها سلوكيات غير مسؤولة.

وإذا خضعت بعض الكليات والأقسام العلمية لشروط في القبول فقد وقع على الأقسام الإنسانية تحديدا حيف عظيم، إذا تم تجاوز شرط المعدل ورغبة الطالب ليضخ إليها بأعداد من الطلبة لا يمتلكون أدنى رغبة بالتواصل فيها، أما الدراسات العليا فقد كانت نسبة 100% لم تتوفر فيهم الشروط العلمية، فكانت الحصيلة طلبة لا يحسنون القراءة ولا يعرفون من الأدب إلا النتف.

ومن جانب آخر سدت كل المنافذ الثقافية أمام الأساتذة فعاشوا في كهوفهم فتكلست معارفهم.

أما الآن فهناك خطوات طيبة لكنها ترقيع أكثر منها إعادة بناء، لذا فمن الضروري لكي يتطور الدرس الجامعي لابد من جملة أمور:

1- تواصل علاقة المكتبة الجامعية بالدوريات المختلفة العربية والعالمية ورفد المكتبة بالجديد.

2- الاهتمام بالبعثات العلمية خارج العراق، فهي ضرورية لرفد الجامعة بدماء جديدة خاصة إذا التفتنا إلى تجربة الجامعة العراقية، فسنجد أزهر عهودها عندما كان فيها جيل من الأساتذة المتعلمين أو المتصلين ببحوثهم بالعالم.

ثم تحدث الدكتور محمد حسين آل ياسين، وهو يقف على خلفية تدريس تمتد لاثنين وثلاثين عاما ويرى بحسب هذه التجربة أن التحديث والتطوير إنما يختلف باختلاف الجامعات وباختلاف الكليات واختلاف الأساتذة، لذا فليس غريبا أن نجد جامعات المحافظات أكثر إقبالا على الدرس الحديث من الجامعات العريقة.

ومثل لاختلاف الأستاذة بالدكتور علي جواد الطاهر ومهدي المخزومي باعتبارهما محددان في الدرس الجامعي وتركا بصمات في الجامعة العراقية، فالأول كان معاصرا بمعنى الكلمة يبحث عن التحديث والتطوير والتحديث عنده لم يكن مجرد معاصرة أو كسرا للرتابة وإنما كان جزءا من انشغالاته لتطوير الجامعة، والمخزومي كان مطورا حديثا إلى ابعد الحدود مع أنه يدرس موضوعات قديمة كاللغة وكانت آراؤه مزعزعة للثوابت.

ثم تحدث عن أسباب عدم التطور فحددها بالتلكؤ في الانفتاح على الجديد أولا، وثانيا أن وزارة التعليم العالي كانت بسبب في اعتمادها (الأقسام المتناظرة فحددت الدرس الجامعي بمفردات منهج هو نفسه في كل أقسام المناظرة، فلم تعطِ مساحة من الحرية للأستاذ أن ينتخب مفرداته الخاصة).

ثم كان الحديث للدكتور عبد الأمير الورد فلاحظ أن المشكلة إنما تدور حول الأستاذ الجامعي وهي متعلقة به، فإذا كان رجعيا كان درسه كذلك، وإذا كان طامحا للتجديد والتطوير كان درسه كذلك.

ثم تحدث الدكتور معن الطائي فحدد القصور بأنه مضاعف في أقسام اللغات الأجنبية فتعاني هذه الأقسام من عزلة الاتصال بالوسط الثقافي خارج الجامعة، وهي بعيدة كل البعد عن الاتجاهات والمناهج الحديثة في الدراسة، وإن أي محاولة للتطوير فإنها تصطدم بالهيئة القطاعية التي تفحص كل محاولة وهذه الهيئة برجعيتها تعطل كل محاولة تطوير.

وتحدث الدكتور محمد حسين الأعرجي وله أكثر من عقد بتجربة التعليم في بولندا، فقد حمل التبعيث للمؤسسات التعليمية مسؤولية تخلف الدرس في الجامعة وكان هذا التبعيث في صور متعددة أولها من فرض الأيديولوجيا على الجامعة ثم قبول طائفة من الأساتذة دون مؤهلات علمية فأدى هذا بالنتيجة أن زرعوا غرسا سيئا وها نحن نحصد ثمار هذا الغرس، أنه مثلث من البلادة يمثله الطالب وأستاذ في المراحل الأولية ثم الجامعية.

ثم تحدث عن وضع الأستاذ الذي يراه للآن غير لائق، فالأستاذ يجب أن يكون في مقدمة الفئات التي يجب أن تأخذ وضعها الطبيعي بالحياة الكريمة، فضلا عن التفرغ الذي لا يستنزف الأستاذ، فيستطيع أن يتفرغ لبحوثه وعلمه.

وكان آخر المتحدثين الدكتور نجم عبد الله كاظم فوجد أن التأخر يكاد يكون قاسما مشتركا بين الجامعات العربية وليس العراق وحده ومع كل الظروف التي مرّ بها العراق فإن الطالب العراقي لا زال هو الأفضل، فإنك تجد نسبة لا بأس بها من الطلبة الذين يتميزون بالرغم مما تعرضت له الجامعة من تخريب ثقافي، ومن ضغوط حالية تتمثل في اتجاهات التسلية المتنوعة التي تمثل سحب الطالب عن الاهتمام بالدراسة.

ثم كانت جملة تعقيبات للحضور على الأوراق التي قدمها الأساتذة أكدت كلها تقريبا على عدم كفاءة جيل من الأساتذة أساؤوا للجامعة ثم التقييد للحياة الجامعية وجعلها تحت ضغط أيديولوجيا الحزب.

ثم انتهت الندوة إلى صياغة توصيات لكي يتم متابعتها من خلال لجنة مشتركة بين الأساتذة والاتحاد ولتفعيل هذه الندوة فسترسل توصياتها لوزارة التعليم العالي لكي تكون مناقشتها ممارسة.

التوصيات:

1- تشكيل لجنة متابعة من قبل مجلس الوزراء مباشرة، تكون مهمتها الإشراف على إنجاز هذه التوصيات، وتفعيل دور المفتش العام لهذا الغرض.

2- العمل على تحديث الدرس الأكاديمي عن طريق تشكيل لجنة من الأساتذة الجامعيين لوضع خطة لإنجاز هذا التحديث.

3- إدخال دراسة بعض العلوم الجديدة، والنظريات الحديثة.

4- الارتقاء بمستوى الأستاذ الجامعي عن طريق تحسين وضعه المادي والثقافي.

5- الحفاظ على استقلال الجامعة عن كل المؤثرات والأيديولوجيات التي تسعى إلى النيل من القيمة العلمية للدرس الأكاديمي واستقلال القرار الجامعي.

6- الحفاظ على استقلال الجامعة عن كل النزعات الطائفية.

7- العمل على تحديث البنى التحتية للجامعات العراقية.

8- تأسيس دار لأرشفة (التراث الجامعي) العراقي.

9- تفعيل التلاقح مع الجامعات العربية والعالمية لتفعيل البعثات واستقدام الأعلام والمفكرين للتدريس في الجامعة

10- الارتقاء بوضع المكتبات وتحديث مصادرها ومراجعها.

11- إلغاء فكرة (مفردات المنهج) وإلغاء فرضها على الأستاذ ومنحه مساحة مناسبة من الحرية.

12- إعادة النظر في طبيعة المناهج في الجامعة.

13- العودة إلى نظام (الشرف) ابتداء من السنة الثانية لرعاية أصحاب المواهب وتهيئتهم لكي يكونوا أساتذة المستقبل.

14- دعوة التعليم العالي والجامعات العراقية بالاشتراك مع الشرائح المعنية بالثقافة والعلوم لعقد مؤتمر حول موضوع التحديث والتطوير في الدرس الأكاديمي، مع التأكيد على إشراك غير الأكاديميين فيه.

15- تفعيل اللجان العلمية ورفع الوصاية المفروضة من قبل هيئات وزارية خاصة.

16- إقامة مهرجانات ثقافية تكسر الجمود الأكاديمي للبحث العلمي، وتفعل الجانب الثقافي داخل الجامعة.

17- استيعاب الأساتذة العائدين من الخارج واعتماد درجاتهم العلمية واحتساب خدماتهم في الخارج لأغراض الترقيات والتعاقد.

18- تنقية الجامعات من المتطفلين على التدريس من الذين تم تخريجهم على وفق معايير غير علمية.

19- اعتماد مبدأ الكفاءة في التعيين الجامعي وإعادة النظر بمن لا يتمتع بهذه الكفاءة.

20- تعيين الكفاءات من ذوي العطاءات الثقافية المعروفة والذين يحملون شهادات عليا.

..............................................................................................................................................

المؤتمر القطري للفلسفة: الحقيقة واحدة والسبل مختلفة

تحت شعار (الحقيقة واحدة والسبل مختلفة) انعقد في الجامعة المستنصرية للفترة 6-7/ آذار/ 2005المؤتمر القطري الثالث الفلسفة برعاية كلية الآداب. افتتح المؤتمر د.فاضل العامري مساعد رئيس الجامعة المستنصرية مرحبا بالباحثين المشاركين والحضور، ثم ألقى د.جاسم محمد عبود رئيس المؤتمر كلمة رحب فيها بالضيوف متحدثا عن عصرنا الراهن واصفا إياه بعصر فقدان الحقيقة.. وحملت كلمته دعوة للإيمان بالله على أسس سليمة لنتخلص من آثار الحرب والدمار التي تعيشها المجتمعات البشرية، وكانت محاضرة الافتتاح تحت عنوان (تجربتي الفلسفية) للأستاذ الدكتور حسام محي الدين الآلوسي التي تحدث فيها عن سيرته المعرفية بحثا عن الحقيقة بدءا من نشأته في عائلة متدينة وقراءاته للخيّام والمعري، وتحدث عن أحدى محاضراته في لندن عام 1961 التي أثارت زوبعة من الردود من قبل الحاضرين وقتها لما حملته من جرأة في الطرح، انتقد الآلوسي في تجربته الفلسفية مقولات الجابري حول العقل الشرقي الغنوصي، ودعا إلى دراسة الفكر الفلسفي الإسلامي بوصفه ظاهرة فكرية مستقلة عن الدين، وليس على أساس علاقته به كما هو حاصل الآن، وتوزعت بقية الجلسات ليومين على شكل محاور خمسة جاء المحور الأول تحت عنوان (دراسات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة) كانت الدراسات والبحوث التي قدمت على الشكل التالي:

* الإنسان المعاصر وسعادته بين جدل السلب وسلب الجدل للأستاذ الدكتور علي حسين الجابري.

* قراءة نقدية في المنهج الجدلي للأستاذ حسن فاضل.

* أسطورة الرجل الخارق، فلسفة عدمية متعالية للدكتور سالم سعد الله.

* سؤال الفلسفة عند فلاسفة ما بعد الحداثة للأستاذ أحمد شيال.

* فلسفة اسبينوزا في تأسيس ابستمولوجيا القراءة للباحث ناظم عودة.

* موقف الفلسفة الفرايزية من الكانتية للأستاذ الدكتور ليث أثير البياتي.

في محور الفلسفة والقيم قدمت أربعة بحوث كانت على التوالي:

* نحو فلسفة تطبيقية جمالية للأستاذ الدكتور محمد محمود الكبيسي.

* المعرفة في الفلسفة والتربية للأستاذ الدكتور عبد الأمير الشجيري.

* القيم الإنسانية في مفهوم المسلم وغير المسلم للدكتور عادل المخزومي.

* الخير قيمة عملية في الأخلاق للأستاذة نضال ذاكر العاني.

الجلسة الرابعة عقدت تحت عنوان (الفلسفة والدين) وقدمت فيها ستة بحوث هي:

* نقد ابن خلدون لمذاهب الوحدة في التصوف الفلسفي للأستاذ الدكتور ناجي حسين جودة.

* مفهوم العلم عند الأشاعرة للأستاذ الدكتور حميد خلف.

* مباحث فلسفة الأخلاق عند المعتزلة للدكتور يحيى المشهداني.

* العلامة الحلي في ذكراه المئوية الرابعة للدكتور صالح مهدي الهاشمي.

* التصوف الألماني للأستاذ محمود خضير.

الجلسة الخامسة عقدت تحت عنوان (دراسات في الفكر العربي والإسلامي المعاصر) قدمت فيها أربعة بحوث هي:

* فلسفة الحرية الفكرية في المجتمع الإسلامي للدكتور فيصل علي البصام.

* نحو بناء مجتمع مدني مفتوح للدكتور فوزي ماجد الهيتي.

* الجهد الفلسفي للعلامة الوردي للدكتور علي عبد الهادي مرهج.

* فلسفتنا التربوية بين الأصالة والمعاصرة للباحث جبار علي السيد.

الجلسة السادسة وأخيرة انعقدت تحت عنوان (دراسات في الفلسفة اليونانية) وقدمت فيها ثلاثة بحوث:

* الرواقيون وفكرة الجامعة الإنسانية للدكتور حسن حمود الطائي.

* مغامرة الفلسفة اليونانية للأستاذ كريم حسين الجاف.

* قراءة في شرح أبو الطيب البغدادي لايساغوجي فورفريوس للباحث علي جبار.

في ختام المؤتمر وزعت هدايا رواد الفكر الفلسفي في العراق على بعض المشاركين وكذلك شهادات تقديرية وهدايا إلى بقية الباحثين والمشاركين في المؤتمر.

..............................................................................................................................................

الشاعر الكردي كوران سفيرا

 بين العرب والاكراد

بتاريخ 24/3/2005 أقيمت على قاعة مسرح الطفل ببغداد احتفالية بذكرى الشاعر الكردي عبد الله كوران وبدعوة من جمعية الثقافة للجميع.

وقد عنت الاحتفالية بقراءة الأبعاد الإنسانية في شعر كوران وحياته لتؤكد على غنى هذا المضمون وحضوره في البناء الاجتماعي لعموم العراق، فقد جسده كوران بعراقيته مع اعتزاز بكرديته، وقد مثل سفيرا فوق العادة للقيم الإنسانية في دعواته من أجل الأخوة بين العرب والكرد.

وقد افتتح الدكتور عبد جاسم الساعدي رئيس الجمعية الاحتفالية بكلمة احتفائية مؤكدا على الجانب الإنساني عند كوران، وهو الذي يدعونا لاستذكاره، فنحن في مرحلتنا هذه نعرف مدى الحاجة إليه، فالتحولات الأخيرة في العراق ومنها المجتمع المدني ومؤسساته التي لن تكون فاعلة إلا باستذكار جميع المبدعين وترصين وتحريك القيم التي أرساها أولئك العراقيون العظام.

ثم قدمت مداخله لإبراهيم البصري وقفت عند لماذا الحاجة لكوران الآن، ليؤكد أن حاجة العراق للحمة من جديد، لا الهرولة وراء الحصص. كما احتفى عدد من الشعراء بنصوص من الشعر هم عبد الحميد الجباري، ومحمد علي الخفاجي، وعلي الغزالي، ثم قدم الناقد صالح زامل، مدير تحرير مجلة النبأ دراسة عن عبد الله كوران بعنوان (العربي منظورا إليه آخر في الأدب الكردي).

وقدم الأستاذ عبد الرزاق بيمار دراسة عن شعر كوران ودوره في تجديد القصيدة الكردية وأثر الثقافات التي انفتح عليها من خلال معرفته بلغات الدول المجاورة في شعره، كما أكد على الغنى الإنساني في المضمون وفي الشكل، حيث كان تجديده في اللغة والموسيقى والقصة الشعرية متأثرا بحركات التجديد التي شملت الثقافة العربية آنذاك وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية.

قدمت بعد ذلك فعاليات من الفلكلور الكردي من جماعة دجلة، كما كان لإلقاء السيدة (أزادوهي صموئيل) وقعا جميلا وهي تقرأ مقاطع من شعر كوران بالعربية.

وقدم الفنان فرهاد حسن إحدى قصائد كوران، وكان ختام الاحتفالية كلمة لشاهو عبد الله كوران شكر فيها الحضور والمساهمين في الاحتفالية ثم قرأ بصوت آسر قصيدة قصة أخوة.

 .............................................................................................................................................. 

مركز المستقبل للدراسات والبحوث

يعقد حلقة نقاشية عن دواعي الإرهاب عالميا

ومستقبل الإرهاب في العراق

عقد مركز المستقبل للدراسات والبحوث مساء يوم الأحد 17 نيسان 2005 الجلسة الأولى من الحلقة النقاشية التي حملت عنوان (دواعي الإرهاب عالميا ومستقبل الإرهاب في العراق).

افتتحت الجلسة بمقدمة عن معنى الإرهاب كمفردة لغوية ومفهوماً ومصطلحاً سياسياً وكذلك جرى استعراض مختصر لتاريخ هذا المفهوم وبعض الشواهد التاريخية عنه قدمها السيد محمد علي البطاط. حيث ابتدأ بذكر الآيات القرآنية التي وردت فيها مفردة الإرهاب والمعنى الذي جاء به القرآن الكريم. وقال بأن تلك المفردة قد وردت بعدة آيات قرآنية وبمعان مختلفة.

ثم ذكر بأن الإسلام قد حارب الاختطاف (الآية 26، سورة الأنفال) وعده من ملامح الإرهاب الشديد لكونه ينطوي على ترويع وتخويف الآخرين. كما حارب الإسلام ظاهرة قطاع الطرق وعدها (إرهاباً) وترويعاً للبشر (الآية 23، سورة المائدة)، وقد حرم النفس التي حرم الله إلا بالحق (الآية 15، سورة الأنفال).

ثم أن كلمة الإرهاب باللغة الإنكليزية (Terror) معناها رعب وذعر، ولقد جاءت اللغة الإنكليزية من اللغة الفرنسية. ثم تحدث الدكتور حازم الشمري عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نمو وازدياد ظاهرة الإرهاب دولياً وعلاقة ذلك بالساحة العراقية.

الإرهاب والإرهاب في العراق

ثم عرض أ.د. متعب مناف رئيس قسم البحوث في المركز ورقة تحت عنوان: (الإرهاب والإرهاب في العراق)، حيث قال:

يعرف الإرهاب قاموسياً (fair child p.319) بأنه تكنيك (وسيلة) تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة اجتماعياً البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها للتسلط.

وتتحقق هذه الوسيلة، الإرهاب (Terror) عن طريق العنف (Violence) أو التهديد بالعنف ثم بالإكراه والسريّة والاختطاف لسحق الخصوم الأقوياء وخنق معارضاتهم في الوقت الذي يجري فيه تخويف (Intimidate) اكبر عدد من الناس، وهو وسيلة عالية من وسائل الضغط الاجتماعي.

لقد توزع عَسْف وعنف وإرهاب الدولة في العالم القديم والأوسط والحديث والمعاصر في شرق العالم وغربه وبقيت الدولة سلطة وسلطان في الشرق تتصرف وفق آلية جمعت بين الترغيب والترهيب، فالترهيب هو الغاية والوسيلة وقد يقرن بالترغيب الذي لا يلعب أكثر من دور أو وسيلة فقط.

واضاف الدكتور متعب: والإنسان التابع إنما هو في مجال عسف جناحي التسلط فهو مُرَغّب/ مُرَهّبٌ في صباحه أي أثناء اليقظة التي قد يسترد فيها وَعْيه، فهناك عيون ترصده وأذان تسمعه.

وقد رسم الدكتور متعب مناف مثلثا بقوله ويمكن أن يوضح إرهاب الدولة ضمن حدود المثلث السلوكي التالي: خوف - جهل - تعصب

فهناك الخوف من أن يقترب التابع/ الإنسان وأجهزتها ليتعرف على ما يدور في أوساطها لإبعاده من أن يكون معنياً بذلك، رغم أن أكثر ما يحال في مثل هذه الأوساط موجّه للحد من حركة وفاعلية هذا التابع/ الإنسان، ما يسهّل إرهابه وبالتالي التسلط عليه. وبذلك يلعب الجهل دوراً أساساً في تكريس الحالة الخائفة التي نشأ عليها الإنسان التابع في أُسرته ومجتمعه مما ينزع عن الإنسان أهم اسلحته وهو العمل على تطوير واقعه والاحتجاج (Protest) وهو التعبير المفتاح لرد الوعي للإنسان ودفعه لأخذ موقعه في العمل والتغيير.

لقد دخلت الإيديولوجيات على خط التعصب والى حد ما إلى دائرة الجهل فحولته إلى تجهيل. إن الإيديولوجيات ورغم أنها محدودة في فعلها وتبريريه في تفاعلها لأنها تعتمد الإقصاء والتهميش فإنها الأخرى تحاول الدوران على المثالية (Utopia) أي أنها تعتمد الصناعة الفكرية والاختراق المعرفي أكثر من تعاملها مع الثابت من الحقائق هذه الحقائق المتحركة (الإيديولوجيات) ورغم محاولة إنهائها إلى حد اعتبارها منقضية (End of Ideology)، فإن تأثيرها مازال فاعلاً.

واضاف الدكتور متعب: تؤكد مراكز البحوث هذه ومنها مركز الدراسات الدولية والستراتيجية (CSIS) في واشنطن وضمن تقرير أصدره في ربيع سنة 2004 أن إخفاق حكومات/ سلطات هذه الشعوب/ المجتمعات في اتخاذ قرارات ترقي إلى مستوى الفعل العالمي إنما يعود إلى عدم قدرة هذه المجتمعات على التحديث (Modernization) وذلك لغياب الديمقراطية (Democratization) في فعلها السياسي من أن يكون الحاكم مسؤولاً تجاه شعبه، وتراجعها في مجالات التعددية والشفافية وطغيان الفساد في إداراتها وغياب عامل التداول في تغيير نخبها الحاكمة.

ولكي لا تتكرر أحداث 11 أيلول/سبتمر2001 ويجري الحد من الإرهاب الذي يجتاح العالم مثله كمثل العولمة في فعلها، فإن التحديث لابد من أن يتحقق في العالم غير المحدث بذاته أو بالاكراه الخارجي.

لذا فإن مراكز البحوث في الغرب وأمريكا عليها أن تكون أكثر عقلانية ومسؤولية في التعامل مع العالم الإسلامي، فهناك عقبات بالفعل ومثل هذه العقبات إنما يشكو منها العالم بأسره إسلامياً وغير إسلامي تنفع معها الحلول (Solutions) وليس المعالجات (Remedies) إذن المعالجات توجه لمرض المجتمعات، لذا فإن الندبّة في التعامل يمكن أن يترتب عليها تكافؤ في التفاعل، إن شعوب/ مجتمعات العالم يمكن أن تعمل وبشراكة مُنصِفة لخير العالم.

واضاف: أما الإرهاب عراقياً فأنه نموذج جمع ما بين ما يمارس من تخويف/ ترهيب في الداخل الذي يمكن أن يطلق عليه الاستبداد والذي استشرى بفعل تسلط الدولة سابقاً التي لم ترق إلى أكثر من سلطة الحكومة التي تهمش وتستعلي وتتعسف، والاستعباد الذي تمارسه الدول القوية والتي جعلت من نفسها الوصية على أمن العالم الذي انسحب على أمن دول الجنوب.

حقيقة سياسة الإرهاب ومكافحة الإرهاب

وقدم الدكتور عامر حسن فياض عضو الهئية الاستشارية في المركز والاستاذ في كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد ورقة تحت عنوان (حقيقة سياسة الإرهاب ومكافحة الإرهاب.. قراءة في المسكوت عنه أمريكياً) قال فيها:

في سياق سلسلة العدوانات والاحتلالات الأمريكية الجديدة يشهد عالم اليوم انتقالاً من عولمة (مركزية الذات الأوربية) إلى عولمة (مركزية الذات الأمريكي).

وبقدر تعلق الأمر بالمسوغ الإضافي في خطاب الهيمنة الأمريكي نحو الآخر والمتمثل بـ (الإرهاب ومكافحة الإرهاب) فإن القراءة اليقظة له تكشف لنا عن أن حيوية هذا المطلب تكمن في تناقضاته التي جمعت ما بين سياستي (الفوضى) و (البناء) الأمريكية في العالم في سياسة أمريكية واحدة هي سياسة (الفوضى البناءة) أو (الفوضى الخلاقة) التي تعبر عن عدم جدية الإدارة الأمريكية في مكافحة الضار بالعراق النافع للإدارة الأمريكية. فهذه السياسة الأمريكية الفوضوية الخلاقة تعمل بحدية على تجفيف منابع الإرهاب في العالم وفي الوقت ذاته تسببت، قسراً، منبع جديد للإرهاب في العراق لتجعل من هذا البلد حاضنة لكل منابع الإرهاب وحلبة بديلة لكل حلباته في العالم.

واضاف: نأمل إلا يظل الشرق هو الخاسر مرتين دائماً في تعامله مع الغير والجديد الوافد منه على شكل أفعال وأفكار وسياسات، ومن بينها (سياسة مكافحة الإرهاب) أو (عولمة مكافحة الإرهاب). فالخسارة الأولى تتمثل في قطيعة الشرق المسلم مع الوافد الجديد بصيغة التجاهل. والخسارة الثانية كانت تتمثل بقبول (الشرق المسلم) المتأخر لهذا الوافد الجديد بصيغة الاضطرار المتأخر أيضاً للتكيف والمواكبة مع حقائق العصر ومستجداته.

هل نتعامل مع هذه السياسة وفق صيغة التجاهل؟ أو نتعامل معها بالمواجهة وفق صيغة الشتم؟ أم نتعامل معها بالاختراق وفق صيغة المشاركة فيها؟ إن دروس الماضي لابد أن تدفعنا إلى إنتاج حكمة تسقط بها خيارات التجاهل والقطيعة والمواجهة بالشتم التي تعودناها في التعامل مع الجديد الوافد.. حكمة مفادها الاختراق بالمشاركة وطرح البدائل ضمن إطار آليات معقولة سواء بالمنافسة بل وحتى لو اقتضى الأمر بالصراع. وهنا على المسلمين أن يسجلوا حضوراً من خلال بذل لصياغة منظور وتفسير يعني العالم ويخدمه لسياسة مكافحة الإرهاب، بدلاً من الانشغال غير المجدي بعدم الانشغال بعولمة مكافحة الإرهاب، وبدلاً من الانشغال غير المجدي أيضاً بشتمها فقط لأنها تقوم على مفهوم أمريكي غير بريء وفعل أمريكي أو إسرائيلي سيء وشرير.

وعلى أساس ما تقدم سيمثل هذا المنظور وهذا التعامل الإسلامي مع عولمة مكافحة الإرهاب منظوراً وتفسيراً وتعاملاً حكيماً معها بصيغة المشاركة وطرح البدائل النافعة للإنسان والإنسانية.

الإسلام والإرهاب

ثم تطرق الدكتور خليل الربيعي إلى حقيقة دور الفكر الإسلامي بوجود ظاهرة الإرهاب، فدحض الآراء التي تدعي بعلاقة الفكر الإسلامي بوجود هذه الظاهرة حيث قدم ورقة تحت عنوان (الإسلام والإرهاب) قال فيها:

لم يرد مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم، وإنما وردت لفظة (الرهبة) من خلال مشتقاتها، ولكن ليست ذات دلالة اصطلاحية تترادف مع المصطلح الشائع الآن، وإنما لها دلالة اصطلاحية لما يطلق عليه في الستراتيجية (الردع) الذي يعني تخويف الطرف الآخر عن طريق خلق شعور لديه بأن مخاطر الاقدام على عمل يضر مصلحة الآخر أكبر بكثير مما قد يجنيه جراء الاقدام على تنفيذ خطته.

وإذا أدركنا أن مصطلح الإرهاب ينصرف إلى استخدام أو التهديد باستخدام القوة (غير المشروعة) ضد أبرياء (مدنيين) لتحقيق أهداف سياسية تتعدى دائرة الفعل المباشر لتشمل أطراف أخرى، فإن الإسلام يرفض هذا النمط من التعامل سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الأمة والأمم الأخرى، انطلاقاً من مبادئ أساسية مهمة منها اختصاص العقوبة بالفاعل وعدم جواز تعديها للآخر، ولعل قوله تعالى {ولاتزِرُ وازرة وزِر أخرى} فاطر/18، وأن السلم مقدم على الحرب في العلاقة مع الآخر.

ومع هذه الحقيقة، فإن الفكر الإسلامي (باعتباره قراءة بشرية للمعطى الإلهي)، والذي يخضع لعوامل ذاتية وأخرى موضوعية، يحمل في داخله الفكر الإرهابي (إذ صح التعبير)، على الأقل في بعض القراءات الشاذة، لا سيما الفكر التكفيري الذي ارتبط بالخوارج في الفترة الأولى من فترات الإسلام، ولكنه تحول فيما بعد إلى عناوين تطلق على حركات سياسية ودينية على مر الزمان، حتى أننا نجد من يطلق هذا العنوان على الحركات السلفية التكفيرية في هذا الزمان.

وساهمت عوامل دولية ومحلية (إسلامية) لإبراز الإسلام بصورة الدين الإرهابي، يمكن أجمالها بالآتي:

أولاً: الدوافع الدولية. ارتبط ظهور الإرهاب الإسلامي- على الأقل- في صورته الإعلامية الغربية بمرحلة انهيار القطبية الثنائية، وسعي الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب ترتبط بطبيعة الحضارة الأمريكية إلى خلق بديل يعيد العالم إلى الثنائية (ولكن ليست القطبية التنافسية)، وإنما إلى القطبية التصارعية، ولم يعد أمام الولايات المتحدة من بديل سوى الإسلام ليس كدين وإنما لممارسات وأفكار إسلامية، مع إدراك الولايات المتحدة بأن واقع الإسلام والمسلمين لا يقوى على هذه المواجهة في ظل التفوق العلمي والعسكري بين الطرفين.

ثانياً: محفزات وصف الإسلام بالإرهاب (من الناحية الإسلامية) إن توفر ثقافة الحقد والكراهية وأحياناً إلغاء الأخر (فكرياً ودينياً) مع وجود بيئة ساذجة تموج فيها الخرافات والأساطير وتعتمد على منهج النص دون إعمال للعقل فيه، ساهمت على خلق أو زيادة مساحة الفئة المعارضة للغرب في الإسلام، من خلال استغلال مواقف سياسية معينة للحكومات الأمريكية (كالصراع العربي- الصهيوني) واحتلال أفغانستان وما تلاه من احتلال العراق، في حين نجد أنها تقف موقف الرضا وتلهج بالحمد والثناء لأنظمة حكم متعفنة، ضاقت شعوبها الويل وهي سبب في تخلفها كما هو الحال في الموقف من نظام المجرم صدام حسين، والموقف الحالي إذ تتحالف قوى الظلام التكفيرية مع بقايا النظام في إشاعته الفوضى والرعب في العراق، دون أن تمتد أفعالها لتشمل قوات الاحتلال إلا نادراً.

واضاف الدكتور الربيعي: وبين الحين والآخر تسمع تهديدات تصدر من هذه الجهة (الإسلامية) أو تلك لهذه الدولة الأوربية (رغم قناعتنا أنها لا تمتلك المصداقية في التنفيذ) ولا سيما بعد سعي الغرب للقضاء على الخلايا الناشطة لهذه المنظمات ومحاصرة الخلايا النائمة، إلا أن من شأن مثل هذه التهديدات أن تعزز القناعة بأن ما ذكره هنتغتون يمثل حقيقة على الأقل ما يرتبط منها بالصراع الإسلامي- الغربي.

ولعل ثقافة (دار الحرب ودار السلام) التي لازالت تهيمن على الوسط الفكري والإسلامي تعكس لنا مدى الثنوية في التقسيم والذي يتجاهل رؤية الإسلام للآخر، إذ هؤلاء يحصرون الحرب بالآخر مهما كان موقفه من الإسلام، فضلاً عن أن الرؤية الإسلامية المعاصرة ينبغي لها أن تتحرك في ضوء معطيات الواقع الدولي المعاصر، ولا تكون أسيرة الاستقطاب الفكري السابق.

المعطيات الاقتصادية لمعالجة الارهاب

ثم قدم الدكتور أ. د. عبد الرسول عبد جاسم ورقة تحت عنوان (المعطيات الاقتصادية لمعالجة الارهاب) قال فيها:

يعتبر الإرهاب من اخطر الظواهر التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر، لما تعكسه من آثار سلبية في سبيل تقدم الأمم وازدهارها بسبب السلوك القاسي والهمجي والذي غالبا ما يتسم بالعشوائية، حتى أصبحت المنظمات الإرهابية وكأنها قوة سياسية لها ايدولوجية خاصة بها، على الرغم من أنها حسب اعتقادنا لا تمثل إلا توجها مزاجيا لا يخضع لمعطيات أو محددات تحكم سلوكها الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان القضاء عليها أو احتواءها، هذا إذا ما علمنا بأن نشاطها يزداد ويتفاقم ولاسيما ما بين الشباب، مما يربك عمليات التطور الاقتصادي والاجتماعي. فإذا ما تناولنا مشكلة الإرهاب من الجوانب الاقتصادية بات من الممكن حصرها فيما يأتي:

1- الكوارث الطبيعية والتصحر والحروب (والتي هي مزيج من عوامل اقتصادية وأخرى، منها سياسية واجتماعية.

2- سوء التخطيط والاستثمار.

3- عدم توفر فرص العمل وتوزيع الثروة بشكل غير عادل.

ومما يذكر بهذا الخصوص، إن هذا الظلم قد انحسر على وجه التقريب في دول الشرق الأوسط وخاصة الدول الإسلامية والعربية منها، حيث يزداد عدد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية، وكما تشير إليه البيانات المنشورة بهذا الخصوص وخاصة بالنسبة للدول العربية.

حيث يعيش ثلث أبناء الشرق الأوسط على اقل من دولارين في اليوم، ولتحسين مستوى المعيشة هذا لابد وان يزداد معدل النمو الاقتصادي إلى أكثر من ضعف مستواه الحالي والبالغ اقل من 3%.

كل ذلك يعمل على زيادة التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة، حيث أصبح العرب والإسلام مرادفاً للإرهاب ولأسلحة الدمار الشامل، وهدفا للقضاء على الإرهاب، وهكذا يتضح بأن المنطقة تقف عند مفترق طرق، حيث يزداد في كل عام عدد الشباب المفتقرين إلى مستويات لائقة من العمل والتعليم، وبالتالي سيمثل ذلك تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة والعالم.

ومن هنا يمكن القول إلى أن السبب الجذري للعنف ذو طبيعية اقتصادية سببه الظلم وعدم العدالة في توزيع الدخل.

دول الاتحاد الأوربي والإرهاب الإسلامي

بعد ذلك تحدث الدكتور حميد السعدون عن الدور الأوروبي بالحرب الباردة ضد الإرهاب وأيضا تطرق الى موقف أوروبا من المسألة العراقية وعلاقتها بالحرب العالمية على الإرهاب، وقال في مداخلة تحت عنوان: (دول الاتحاد الأوربي والإرهاب الإسلامي):

أوكد أن الإرهاب ليس وصفة إسلامية، أنه صناعة عالمية، حيث هناك الكثير من الإرهاب المسيحي واليهودي والهندوسي والإلحادي والبعثي، لكننا لم نسمع توصيفاً محدداً إزاءه، رغم أن احتكاكات هذه الأديان مع بعضها، قد يوَّلد تماساً عنيفاً. وإزاء ذلك، فإنه بالنتيجة ممارسة ليس لها دين أو وطن، بل إنه نتاج الحراك الاجتماعي العنيفة التي تمر بها كل مجتمعات الجنس البشري في أوقات مختلفة من حياتها ومراحل تكوينها.

ودول الاتحاد الأوربي في تعاملها مع هذه الظاهرة، تعيش أزمة متناقضة، فجميع دولها علمانية لا تجعل من الدين فيصلاً في ارجحية المعاملة بين الناس، لكنها تخشى ازدياد العنف والدمار في بلدانها، مما دفعها دفعاً أن تشرع بعض القوانين التي تتقاطع والحقوق المدنية لشعوبها وتتعدى على حقوقهم الديمقراطية، ودفع مؤسساتها الرسمية للتتعامل مع هذه الظاهرة بتشنج واضح، مما ساعد في صعود التيار اليميني الأوربي لسدة الحكم، مثلما حصل في النمسا واسبانيا وهولندا والبرتغال...الخ. هذا الاستراجاع التاريخي نشّط فاعليته أمران:

الأول: الهياج والانفلات الأمريكي في محاربة هذه الظاهرة، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر2001، بحيث جعلت معادلة الصداقة والتحالف من عدمها، مع جميع الدول مرتبطة بهذا الموضوع. هذا الأمر، منح الأجهزة الخاصة وخصوصاً الأمريكية منها مثل (F.B.I) مساحات واسعة من التأثير والنفوذ في مستوى القرار السياسي الأوربي، دون أن نسقط من الاعتبار، التداخل الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو ومؤسساته العسكرية والأمنية المتعددة. ترافق مع ذلك، حملة فكرية واسعة انطلقت من الولايات المتحدة تؤكد بأن الصدام الحضاري القادم، سيكون طرفاه الاساسيان هما الحضارة الإسلامية من جهة، والحضارة الغربية بكافة نماذجها من جهة أخرى. ولعل في كتابات (هانجتون) و (فوكوياما) و (بايبيس) نماذج لاسهامات تلك الحملة، هذه الحملة التي انطلقت باندفاع مترافقة والانفراد الأمريكي بشؤون العالم السياسية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وهيمنة الولايات المتحدة على حركة ونشاطات اجراءات السياسة الدولية، بما فيها اسهامات المنظمة الدولية، الأمر الذي يستوجب علينا جميعاً أن نساعد على قيام مركز دولي معادل، بما يكافيء هذه القوة المفرطة في منظور السياسة الدولية.

والثاني: الأشكال غير المنضبطة وغير الواعية من الدعاة الإسلاميين المتواجدين في دول الاتحاد الأوربي والمرتبطين فكرياً بالخط السلفي غير القادر على التفاعل بايجابية مع ما يحيط به، بحيث بات الأمر حدياً في نتائجه النهائية، مما ولدَّ إضافة نوعية للاختراق عن شكل الموائمة الحضارية التي ينادي بها الإسلام. وكانت نماذج (أبو حمزة المصري) في بريطانيا، والانفعال غير المبرر لقانون الدولة الفرنسية في منع ارتداء الرموز الدينية في المؤسسات الرسمية، ما أعطى أن تكون هذه النماذج أدوات تعطيل وفوضى وتطاول على القوانين الوضعية المستندة عليها جميع دساتير دول الاتحاد الأوربي، وبما يشيع من قبولية الدعاوى الأمريكية عن خطورة الإسلام على جميع نماذج الحضارة الغربية.

الحرب على الإرهاب وتأثيرها على التخطيط الاستراتيجي

ثم كانت الكلمة بعد ذلك للدكتور العميد الركن عادل محمود مظهور الذي قدم ورقة بعنوان (الحرب على الإرهاب) وتأثيرها على التخطيط الاستراتيجي العسكري الاميركي، وعلاقة الحرب على الإرهاب بالاستراتيجية الاميركية للقرن الحادي والعشرين، حيث قال:

ترتبط فلسفة المؤسسة العسكرية ارتباطاً وثيقاً بالفلسفة السياسية للدولة، وتظهر ديناميكية وحركية المؤسسة العسكرية في قدرتها على تطوير وتغيير مركباتها الأساسية تسليماً وتدريباً وتنظيماً وتوزيعاً بما يتلائم مع تطور المخاطر التي تهدد أمن ومصالح الدولة بصفتها عامل مهم من عوامل القوة.

إن كل ما تقدم قد بني على مفهوم أمريكي يرى ضرورة تأمين وجود عسكري متقدم على المستوى الإقليمي والعالمي وذلك بحكم نظرتها بأن التهديدات الجديدة تتطلب قوة منتشرة في الخارج وتكون ذات استعداد على تنفيذ المهام في أي مكان في العالم. ويقف خلف ذلك فلسفة ترى فيها أن أمريكا لن تقاتل في المواقع المتمركزة فيها فقط، وهذا يتطلب سرعة حركة القوات، إنه مطلب (القدرة على إظهار القوة بسرعة) ومن هنا فإن توزيع القوات في الداخل والخارج يجب أن يحسن من قدرتها على (الرد السريع) في مواقع الطوارئ، والحقيقة أن ما ساعد على ذلك هو ما توفر لدى الولايات المتحدة من أسباب القوة العسكرية بما أتاحته لها (ثورة الشؤون العسكرية) وعصر معلومات التقدم التكنولوجي الهائل إضافة إلى ما تمتعت به من (عوامل مُضاعِفَةَ القوة) كتأمين المديات البعيدة جداً، والدقة في إصابة الهدف، والقوة التدميرية الهائلة ووسائل المعرفة المبكرة والذي أوصلها إلى استنتاج مهم هو أن حجم القوات الكبير ليس الوسيلة الوحيدة للهيمنة على ساحة المعركة.

دور دول الجوار في العمليات الإرهابية في العراق

وتحدث الدكتور حسين حافظ وهيب من مركز الدراسات الدولية/ جامعة بغداد في رقة تحت عنوان: (دور دول الجوار في العمليات الإرهابية في العراق) قال فيها:

انقسمت دول الجوار الجغرافي في موقفها من العمليات الإرهابية الجارية في العراق مثلما انقسمت في تأييد الاحتلال أو رفضه، إذ تسترت بعضها برفض الاحتلال ولكنها ساندته، أما البعض الآخر، فظل على مواقفه المتباينة منذ احتلال العراق ولحد الآن، هذا التباين يعود بدرجة كبيرة إلى طبيعة المصالح المتحققة من كلا الموضوعتين، وأعني موضوعة (استمرار الاحتلال وموضوعة الإرهاب) ولكي لا نسهب في تشضيات هذا الموضوع، لابد وان نناقش موقف هذه الدول ومن خلال مسالتين أساسيتين:

الأولى: هل أن الاستقرار في العراق يخدم مصالح أياً منهما، أم أن الاضطراب وسوء الأوضاع الأمنية يحقق ذلك؟

وثانياً: ما هو الدور الذي تلعبه كل منهما في مسألة استمرار العمليات الإرهابية في العراق؟ وقد شهدت الحلقة مداخلات متعددة من قبل السادة الحضور حول كل ورقة من الأوراق المقدمة، مما أشبعتها بحثاً ونقاشاً.

وللمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع مركز المستقبل للدراسات والبحوث على الانترنيت:

http://www.mcsr.net