بانتهاء مهمة بعثة الامم المتحدة, تطوى صفحة طويلة من تاريخ العراق وتقربه اكثر من حالة (دولة اعتيادية) من دون تداعيات ارث الحروب والعقوبات الذي امتد لعقود. هذه الخطوة تضاف لها عدة مؤشرات اخرى قد توضح معالم المرحلة المقبلة: انتهاء تفويض الكونغرس للرئيس الامريكي بشن الحرب على العراق...
بانتهاء مهمة بعثة الامم المتحدة, تطوى صفحة طويلة من تاريخ العراق وتقربه اكثر من حالة (دولة اعتيادية) من دون تداعيات ارث الحروب والعقوبات الذي امتد لعقود. هذه الخطوة تضاف لها عدة مؤشرات اخرى قد توضح معالم المرحلة المقبلة:
- انتهاء تفويض الكونغرس للرئيس الامريكي بشن الحرب على العراق.
- غياب العراق من استراتيجية الامن القومي الامريكية التي اعلن عنها مؤخرا.
- مطالبة الكونغرس لوزير الدفاع - بقانون موازنة الدفاع - بوقف نصف المساعدات الامنية للعراق مالم يتحقق تقدم في ملف الميليشيات.
- مفاوضات عراقية مع شركات نفط امريكية لتحل محل شركة لوك اويل الروسية في اكبر حقول النفط العراقي.
- رضا امريكي عام - وان بتحفظ - عن اداء رئيس الوزراء السوداني وقبول بتوليه المنصب لولاية ثانية وان كان هذا لا يعني انه سيتولاه.
هذه كلها وغيرها تفيد بان خرافة اسقاط النظام الحالي على يد الولايات المتحدة قد نفيت الان.
الولايات المتحدة تملك من اوراق الضغط على النظام العراقي الحالي الضعيف ما يمكنها من تحقيق ما تريده دون عناء الحروب وتغيير الانظمة. وهذا النظام خائف الى الحد الذي يجعله يقبل بأغلب ما تريده واشنطن للمحافظة على مغانم السلطة والفساد.
من جديد نذكر بان من ضرب ايران والحزب في لبنان وغزة - مما مهد لإضعاف نظام بشار في سوريا ايضا واسقاطه بسرعة على يد جبهة الجولاني - لم يكن الولايات المتحدة او ترامب. بل كان نتانياهو واسرائيل. وقد كان هذا درسا بليغا للنظام في العراق اظنه تعلمه وعليه اشك انه سيحتك باسرائيل بعده. قد يسأل سائل: هذا يعني ان امريكا ستترك لصوص وعصابات العراق يسرحون ويمرحون؟
الجواب سهل: العالم كله يمتلئ باللصوص وكثير من انظمة العالم اليوم تتصرف وكأنها مافيات دون ادنى احترام للقوانين الدولية والمحلية والدساتير. فهل هذا يعني ان امريكا ملزمة بتغيير كل هذه الانظمة؟! خصوصا ان استراتيجية الامن القومي الجديدة قد قالت صراحة ان عهد تغيير الانظمة انتهى.
اغلب الظن ان المستقبل سيشهد نوعا من الموائمة بين النظام العراقي الحالي ومطالب واشنطن دون ان يعني ذلك تخلي هذا النظام عن السلطة ومغانمها. اتمنى ان يفهم العراقيون معطيات الواقع كما هو لا كما يتمنوه...



اضف تعليق