عسكريا الاستعداد الإسرائيلي أكبر بسبب نمط العنجهية العدوانية المعروفة، ولكنه يرتبط بقرار حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية عن حدود قواعد الاشتباك التي لن تكون الاشتباك على الأرض، بل استخدام كل وسائل القصف عن بعد بالصواريخ او القصف الجوي، وهناك إمكانية رد إيراني مقابل غير معروف الحدود...
ما بين التحليل الموضوعي وصخب العواطف، لا شيء يعلو طبول الحرب الشاملة، هكذا يصدق البعض ان رياح الحرب قد هبت في إعادة رسم حدود سيادة النفوذ لإنتاج الشرق الأوسط الجديد، وقائع الاعتراض الصاروخي المتبادل بين الحرس الثوري الإيراني والهجمات الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان تخضع لشروط لعبة الأمم في خيارات الحرب والسلام.
هذا القرار لا يتخذ في تل أبيب او إيران، ومراجعة بسيطة لتاريخ الحرب الباردة في نموذج الردع النووي المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق كانت هناك ما يطلق عليه (الحروب بالوكالة)... هذه الحروب بين الاستيطان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين والدول العربية انتهى إلى حالة التطبيع الرسمي الفاشل شعبيا.. وظهور المد الإسلامي في المقاومة أيضا للحرب بالوكالة وتسويق فرضية حصول إيران على القنبلة النووية الشيعية.. التي واجهت مخاوف خليجية ناهيك عن مخاطر تأمين الطاقة وفق خطوط نقل على خارطة الشرق الأوسط الجديد.
السؤال المقابل هل أعلنت الحرب الشاملة او الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط؟؟
موضوعيا.. هناك حالة احتراب إسرائيلية بكل ما تعرف من عنجهية الاصرار على تدمير المعارضة الفلسطينية حماس وكل من يساندها والعمل على توسيع رقعة التطبيع في اتفاقات مع دول المنطقة تبدأ باتفاقات الهدنة ووقف إطلاق النار وصولا إلى نموذج اتفاقات كامب ديفيد مع مصر أو وادي عربة مع الأردن ثم الاتفاقات الابراهيمية مع دول الخليج. بانتظار الصفقة الأكبر بانضمام السعودية لهذه الاتفاقات.
هكذا تعثر هذا المشروع بانتفاضة الأقصى في السابع من أكتوبر.. ثم توالت الأحداث استخدمت فيها إسرائيل ما يعرف بمصطلح (الجرافة) لإحراق الأرض تحت ارجل المقاومة الإسلامية حماس.. ثم الالتفات إلى حزب الله وتجحيم دوره.. وما يمكن أن تتوالى عليه الأحداث في تطبيق اسلوب المجرفة الإسرائيلية لتسوية قصرية ضد كل المعارضين.
هنا تظهر لحظة الحقيقة الإيرانية.. هل تواجه تطبيقات المجرفة الإسرائيلية وكيف؟؟
واقعيا.. الحرب لا تغير موازين القوة على الأرض باستخدام الصواريخ لان ميزان القوة الإسرائيلية لا يحسب بما تمتلكه إسرائيل فقط بل مواجهة غير مباشرة مع حلف الناتو وبضمنه الحليف الأمريكي الأكثر استعدادا للمشاركة في الدفاع عن مشروعه في الشرق الأوسط الجديد مقابل عدم اندماج الصين بشكل اساس وروسيا الاتحادية بشكل نسبي في المشاركة للدفاع عن المحور الإيراني المقابل!!
هكذا فعلت روسيا عندما تنازلت عن العراق بثمن بخس لا يتجاوز ٤ مليارات دولار دفعتها السعودية لبوتين!!
السؤال الاخير.. ما ثمن الحرب والسلام إيرانيا؟؟؟
الاجابة المتوقعة.. ليس تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. بل قرار الموافقة الدولية على ملفها النووي والحصول على القنبلة النووية.
تداعيات هذا الثمن إقليميا ودوليا.. في (مشاعل العثرة) التي تطلق صواريخ ضد المصالح العسكرية الأمريكية والاسرائيلية.. بعنوان مذهبي جعل دول الخليج امام مخاوف حقيقية لإعادة صياغة الواقع الديمغرافي في مناطق ذات أغلبية شيعية يمكن أن تنتهي بتفكيك السعودية أو انقلاب الحكم في البحرين والكويت.. بما ينذر بالنفود الإيراني المطلق بعد التفجير النووي.
لذلك هناك أكثر من خط أحمر على الملف النووي الإيراني يتفق عليه بين إسرائيل ودول الخليج ناهيك عن حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية كجهات ضامنة لأمن إسرائيل ودول الخليج التي ما زالت مجرد محميات انتقلت من الاستعمار البريطاني المباشر إلى الحماية العسكرية الأمريكية.
أكرر السؤال.. هل القيادات الإيرانية والاسرائيلية على استعداد لإعلان الحرب الشاملة؟؟
عسكريا.. الاستعداد الإسرائيلي أكبر بسبب نمط العنجهية العدوانية المعروفة.. ولكنه يرتبط بقرار حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية عن حدود قواعد الاشتباك التي لن تكون الاشتباك على الأرض.. بل استخدام كل وسائل القصف عن بعد بالصواريخ او القصف الجوي.. وهناك إمكانية رد إيراني مقابل غير معروف الحدود.. ناهيك عن تفاعل المجموعات المنظمة في المناطق الشيعية لاسيما البحرين والسعودية لإحداث ارتباك في الأمن الداخلي للبلدين.. ثم قدرات إيران ومحور المقاومة الإسلامية على ضرب منصات تصدير النفط بما يحدث حالة انهيار حقيقية في سوق الطاقة.
كل ذلك يجعل من الممكن القول ان المناوشات الحربية ليست بأكثر من لعبة عض الأصابع.. تكرارها وتصاعد مستويات الدمار هي من ستجعل من يصرخون اولا.. يخسرون دائما.. وانتقال الحرب إلى الداخل الإيراني.. يجعل بتصاعد مستويات الدمار في الرد المقابل المتوقع من إيران ومحور المقاومة.. فمن سيصرخ اولا في المقبل من الأحداث.. يبقى من القول الله اعلم بما سيكون!!!
اضف تعليق