الإِبتزازُ هو استدراجٌ بطرُقٍ وأَساليبَ مُختلفة، الهدفُ منهُ هو إِيقاع الضحيَّة بمُشكلةٍ من نوعٍ ما، سواء كانت عاطفيَّة أَو ماليَّة أَو اجتماعيَّة أَو حتَّى أَمنيَّة وهي رُبَّما الأَخطر مِن بينِ كُلِّ أَنواع الإِبتزاز لأَنَّها قد تُشرك الضحيَّة بأَعمالٍ إِجراميَّةٍ تمسُّ أَمن الدَّولة مثلاً أَو أَمن...
{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ}.
التَّلاوُم والبحثُ عن كبشِ فداءٍ لتحميلهِ المسؤُوليَّة في كُلِّ مرَّةٍ أَو تسجيلِ الجريمةِ ضدَّ مجهولٍ أَو نشرِ الأَسبابِ والعِللِ على شمَّاعاتٍ للهربِ من تحمُّلِ المسؤُوليَّة، أَو استحضارِ وذكرِ وتدوينِ كُلَّ ما يمكنُ من أَعذارٍ وهميَّةٍ، هذهِ كُلُّها مُقدِّمات لنتيجةٍ واحدةٍ، أَلا وهيَ السَّعي لعدمِ تحمُّلِ المسؤُوليَّة والهرَبِ منها والتَّخفِّي عنها، فاذا كانَ المرءُ قادراً بها أَن يخدعَ الآخرين فيبرِّرونَ لهُ ويُساعِدونهُ على الهربِ منها، لكنَّهُ بالتَّأكيد لا يمكنهُ ومن المُستحيل أَن يقنعَ بها نفسهُ {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ}.
إِنَّهُ أَسوأُ أَنواع خِداع الذَّات والإِسرافِ في الأَمرِ {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}.
فضلاً عن ذلكَ فإِنَّ خِداعَ المرءِ للآخرين ببراءتهِ من تحمُّلِ المسؤُوليَّة لا يُغيِّر من حقيقةِ ما تورَّط بهِ، خاصَّةً في أَمرٍ خطير كالإِبتزازِ الأَليكتروني، فماذا ينفعُ المرءُ تبريرَ النَّاس لهُ إِذا كانَ قد تورَّط بالإِبتزاز خاصَّةً إِذا كانَ الثَّمنُ غالياً قد يُصيبُ العِرضَ والشَّرفَ والسُّمعةَ؟!.
من الأَفضلِ والأَحسنِ والأَسلمِ، إِذاً، أَن يتحلَّى المرءُ بالشَّجاعةِ الكافيةِ ويتحمَّل المسؤُوليَّة ولا يهرب منها، فأَنتَ قد تنجَح في إِخفائِها فترَةً من الزَّمنِ ولكن من المُستحيل إِخفاءها دائماً، ولا تنسى هُنا البُعد الغيبي في الموضُوع!.
وإِنَّ جانباً من الإِبتزاز يوظِّف الحرب النَّاعمة وهي أَخطر الحرُوب العصريَّة، ولذلكَ يعجَز كثيرُونَ عن التَّمييزِ فيها {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.
هُنا يقفِز السُّؤَال الجَوهري بهذا الصَّدد، وخاصَّةً من النَّشء الجديد الذي لا يمتلِك خِبرةَ التَّمييزِ بعدُ بينَ الخَيرِ والشرِّ أَو بينَ الكلامِ السَّليمِ عن الآخر السَّقيم الذي تمتلئ بهِ مجمُوعات التَّواصل الإِجتماعي أَو أَنَّهُ لا يعرِف معادِنَ الرِّجالَ، أَو لأَيِّ سببٍ آخر.
السُّؤَالُ هوَ؛ كيف يُمكنني التَّمييزُ، إِذن، لأَستمرَّ أَو أُغادِر؟! وفيما إِذا كانت [المجموعة] تقودني إِلى [التَّفاهة] أَم لا؟!.
يعتمدُ الجواب على طبيعةِ المعاييرِ التي يُحدِّدها ومِن ثمَّ يعتمدَها المرءُ لنفسهِ، هذا إِذا كانَ قادراً على وضعِها لنفسهِ ويمتلِك الإِرادة الحديديَّة للإِلتزامِ بها، أَمَّا إِذا كانَ من النَّشء الجديد فيلزَم أَن يكونَ تحتَ المُراقبة دائماً وبشكَلٍ غَير مُباشر، حتَّى لا يخطأ وإِذا أَخطأَ فتتُم المُعالجة بالسُّرعةِ القُصوى قبلَ استفحالِ وتغوُّلِ الخطأ وقبل أَن تطبق المصيدَة على رقبتهِ بشكلٍ مُحكم.
أَوَّلُ هذهِ المعايير هو أَن نعودَ دائماً إِلى الله تعالى من خلالِ آياتهِ الكريمة وسُننهِ في الحياةِ وأَن لا نغفلَ أَبداً بـ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} أَو للرَّسولِ الكريمِ (ص) أَو لأُولي الأَمرِ الحقيقيِّينَ الذين نثق بعلمهِم وبصدقِ استشارتهِم وحرصهِم وسلامةِ نواياهُم وسلوكيَّاتهم.
يقولُ تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.
وقولهُ تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
ولتوضيحِ الآيتَينِ الكريمتَينِ يلزمنا أَن نضيفَ لهُما قولَ الله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
المعيارُ الآخر هوَ العَودة لأَهلِ الخبرةِ والتَّجربةِ {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} شريطةَ أَن تثقَ بهم وبيقينٍ من دُونِ شكٍّ وتردُّدٍ فالأَمرُ لا يحتمِلُ الإِحتمالات.
ثقةٌ بيقينٍ كما يصوِّرها القرآن الكريم في قصَّة نبي الله موسى (ع) فعندما شكَّ قومهُ بأَنَّ فرعَون وجنودهُ سيدركهُم كانَ ردَّهُ (ع) النَّفي بالقطعِ ومن دونِ تردُّدٍ ليقينهِ بأَنَّ الله تعالى معهُ ولن يتركهُ يواجِه مصيرهُ لوحدهِ {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}.
إِنَّ النَّفي بالأَداةِ [كلَّا] لا يقولَها إِلَّا الواثقُ من نفسهِ المتيقِّن من القدرةِ التي يتوكَّل عليها الواعي لما يُقدِمُ عليهِ.
وما أَروعُ عِظةَ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) التَّالية والتي رسمَ فيها خارِطةَ طريقٍ حاسمةٍ وواضِحةٍ في آنٍ بهذا الخصُوص.
يقولُ (ع) {ولَا تُرَخِّصُوا لأَنْفُسِكُمْ فَتَذْهَبَ بِكُمُ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الظَّلَمَةِ ولَا تُدَاهِنُوا فَيَهْجُمَ بِكُمُ الإِدْهَانُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ.
عِبَادَ اللَّه؛ إِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ لِنَفْسِه أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّه وإِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِه أَعْصَاهُمْ لِرَبِّه والْمَغْبُونُ مَنْ غَبَنَ نَفْسَه والْمَغْبُوطُ مَنْ سَلِمَ لَه دِينُه و (السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِه) والشَّقِيُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاه وغُرُورِه.
واعْلَمُوا أَنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ومُجَالَسَةَ أَهْلِ الْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلإِيمَانِ ومَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ.
جَانِبُوا الْكَذِبَ فَإِنَّه مُجَانِبٌ لِلإِيمَانِ الصَّادِقُ عَلَى شَفَا مَنْجَاةٍ وكَرَامَةٍ والْكَاذِبُ عَلَى شَرَفِ مَهْوَاةٍ ومَهَانَةٍ، ولَا تَحَاسَدُوا فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الإِيمَانَ (كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ) (ولَا تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ) واعْلَمُوا أَنَّ الأَمَلَ يُسْهِي الْعَقْلَ ويُنْسِي الذِّكْرَ، فَأَكْذِبُوا الأَمَلَ فَإِنَّه غُرُورٌ وصَاحِبُه مَغْرُورٌ}.
الوقاية من الابتزاز الالكتروني
{يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}.
الإِبتزازُ هو استدراجٌ بطرُقٍ وأَساليبَ مُختلفة، الهدفُ منهُ هو إِيقاع الضحيَّة بمُشكلةٍ من نوعٍ ما، سواء كانت عاطفيَّة أَو ماليَّة أَو اجتماعيَّة أَو حتَّى أَمنيَّة وهي رُبَّما الأَخطر مِن بينِ كُلِّ أَنواع الإِبتزاز لأَنَّها قد تُشرك الضحيَّة بأَعمالٍ إِجراميَّةٍ تمسُّ أَمن الدَّولة مثلاً أَو أَمن المُجتمع أَو حتَّى أَمن الأَفراد والمُؤَسَّسات والشَّركات وما إِلى ذلكَ.
وللإِبتزازِ الذي تُعرِّفهُ معاجم اللُّغة العربيَّة بأَنَّهُ [الحصُول على المالِ أَو المنافعِ من شخصٍ تحتَ التَّهديدِ بفضحِ بعضِ أَسرارهِ أَو غيرِ ذلكَ] أَدواتٌ وأَساليبَ كثيرةٍ ينبغي تعلُّمَها والإِطِّلاعِ عليها حتَّى إِذا واجهَتنا نعرِف كيفَ نُميِّزها عن غيرِها فننتبِهَ ونحذَر.
فهيَ هُنا كالفايروس الذي يُكافحهُ العُلماءُ بنفسهِ، فأَنتَ إِذا لم تقِف على وسائلِ عصاباتِ الإِبتزازِ لا يُمكنُكَ أَن تتوقَّ شرَّهُم.
ومِن أَدواتهِ الخطِيرة في ظلِّ تحكُّم التَّكنلوجيا بكُلِّ شيءٍ، إِثنتان؛ الذَّكاءُ الإِصطناعي وعمليَّاتِ تقطيعِ أَشرِطةِ الفيديوهاتِ الكاملةِ والتَّلاعُبِ بها وتغييرِ بِداياتِها ونِهاياتِها أَو التَّلاعُبِ بها عن طريقِ تجميعِ المُبعثرِ منها أَو التَّلاعُبِ بالتَّرجمةِ لتقدِّم للمُتلقِّي قِطعةً جديدةً تحمِلُ معنىً على العكسِ بالضَّبطِ مما أَرادهُ المُتحدِّث أَو عناهُ الخطيب.
هاتان الأَداتان الغرض منهُما هو الإِبتزاز العقلي والفِكري، أَو ما يُعرف بـ [الإِستلابِ العقلي] لتحقيقِ أَمرَينِ مهمَّينِ خطيرَينِ؛
أ/ تغذية المُتلقِّي بمادَّةٍ مشبوهةٍ ومشوَّهةٍ وغَير حقيقيَّة مقلوبةِ الأَبعادِ ترِدُ على لسانِ مَن يثقُ بهِ المتلقِّي ويعتمد عليهِ في الحصولِ على المعلُومةِ أَو الرَّأي الصَّحيح والتَّحليل السَّليم.
ب/ تشويهُ سُمعة المُتحدِّث وإِسقاطِ شخصيَّتهِ الإِعتباريَّة عندَ المُتلقِّي فيما يسعى المُبتزُّونَ مِن جانبٍ آخر إِلى تقديمِ نماذجَ جديدةٍ أُخرى للمُتلقِّي كمَصدرٍ يُمكِنُ الإِعتمادُ عليهِ لتحقيقِ التَّغذيةِ العقليَّةِ والفكريَّةِ والثَّقافيَّة، وهي عادةً ما تكون شخصيَّات تافِهة ليس لها أَيَّة قيمة علميَّة وفارِغة من النَّاحية المعرفيَّة والفكريَّة.
وبذلكَ يُعبِّدُ المُبتزُّون الطَّريقَ لكَ نحوَ [التَّفاهة].
وهكذا يُحقِّقونَ [٣] أَهداف بهتَينِ الأَداتَينِ.
وبهذهِ الحالة فالإِبتزازُ يكونُ من أَبرزِ مصاديقِ قولِ الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
فالفاسقُ هُنا هي العِصابة والقَومُ هُم المُستهدَفُونَ بالفبركاتِ والإِجتزاءاتِ لتشويهِهم وتسقيطهِم والضَّحيَّة هو الجاهِل الذي يُصدِّق أَو يُعيد استنساخِ ونشرِ كُلَّ ما يصِلُ إِليهِ من العِصاباتِ، أَمَّا إِذا كانَ على علمٍ ومعرِفةٍ بذلكَ فهوَ إِذن جزءٌ لا يتجزَّء من العِصابةِ، هوَ مُبتزٌّ! تجارتهُ الكذِب والغُش والتَّضليل {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
أَمَّا الحلُّ لهذهِ الوِرطة، كما يُقالُ، فقد قدَّمهُ لنا أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بقَولهِ {أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيه وَثِيقَةَ دِينٍ وسَدَادَ طَرِيقٍ فَلَا يَسْمَعَنَّ فِيه أَقَاوِيلَ الرِّجَالِ.
أَمَا إِنَّه قَدْ يَرْمِي الرَّامِي وتُخْطِئُ السِّهَامُ ويُحِيلُ الْكَلَامُ وبَاطِلُ ذَلِكَ يَبُورُ واللَّه سَمِيعٌ وشَهِيدٌ.
أَمَا إِنَّه لَيْسَ بَيْنَ الْحَقِّ والْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ}.
فسُئِلَ (ع) عن معنى قولهِ هذا، فجمعَ أَصابِعهُ ووضعَها بينَ أُذُنهِ وعينهِ ثمَّ قالَ {الْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ سَمِعْتُ والْحَقُّ أَنْ تَقُولَ رَأَيْتُ!}.
أَمَّا الوِقايةُ من ذلكَ فتكونُ باتِّباعِ إِجراءٍ بسيطٍ جدّاً يتلخَّص بما يلي؛
١/ فإِمَّا السَّعي للعَودةِ إِلى أَصل كلامِ المُتحدِّث قبلَ التَّقطيعِ للتَّمييزِ بينَ الحقيقةِ والخيالِ، وللوقُوفِ على حجمِ وطبيعةِ التَّزويرِ والتَّزييفِ الواردِ في المقطعِ الجديدِ.
هذا إِذا كُنتَ مُهتمّاً بشأنِ المُتحدِّث!.
هذهِ المُحاولة تُساعدُ المتلقِّي ليسَ فقط على كشفِ حقيقةِ المقطعِ وإِنَّما تعرِية العِصابة التي تقف وراءَ مثلِ هذهِ المقاطعِ الخطيرةِ والمشبُوهةِ، وبالتَّالي رمي كُلِّ ما يصِل مِنها من مقاطِع في سلَّةِ المُهملَاتِ.
٢/ أَو إِذا لم يكُن المتلقِّي من النَّوع الذي يمتلِك بعضَ الخِبرة لفعلِ ذلكَ، فإِنَّ عليهِ أَحد أَمرَينِ؛
فإِمَّا أَنَّهُ يُبادر إِلى رمي كُلِّ ما يصلهُ من مقاطِع مُجتزأَة في سلَّةِ المُهمَلاتِ، فوراً والتخلُّص مِن كُلِّ الإِحتمالاتِ السلبيَّة الوارِدة منها.
أَو أَنَّهُ يسأَل بها خبيراً في علمِ التَّكنلوجيا ليهديهِ إِلى صحَّة مِن سُقمِ وفبركةِ المَقطع.
أَمَّا التَّعامُل مع مقاطعِ الذَّكاءِ الإِصطناعي أَو المقاطعِ المُجتزأَة من دونِ انتباهٍ أَو حذرٍ فسيكُونُ عقلُ المرءِ بهذهِ الحالةِ كمِكبِّ نِفاياتٍ ترمي فيها عصاباتُ الإِبتزاز الأَليكتروني كُلَّ ما لديها من أَوساخ ونِفايات وقاذُورات من حيثُ يشعر أَو لا يشعُر، والنَّتيجةُ أَنَّهُ سيكُون مسلُوب العقلِ لا يهتدي إِلى رُشدٍ أَو إِلى رأيٍ سديدٍ أَو معلُومةٍ دقيقةٍ وبالتَّالي لا يمكنهُ أَن يفكِّر بشَكلٍ سليمٍ.
حالهُ حال ميِّتُ الأَحياءِ!.
اضف تعليق